مكالمة مجهولة تكشف عن جثة شاب مدفونة في مكان خلاء ضواحي مريرت

والد الضحية اعترف بقتله لابنه 

 

على إثر بلاغ تلقته السلطة المحلية حول جريمة قتل شاب على يد والده الذي أقدم على التخلص من جثته بدفنه بأرض خلاء ب «ثال أزغار» بمنطقة الحمام، ضواحي مريرت بإقليم خنيفرة، دون أن يفوت مصدر البلاغ الإشارة لهوية الوالد المشتبه فيه، وبناء عليه تفاعلت عناصر الدرك مع البلاغ بجدية مطلقة، تحت إشراف النيابة العامة لدى ابتدائية خنيفرة، بتنسيق مع الوكيل العام باستئنافية بني ملال، حيث انطلقت التحريات من التوجه نحو الشخص المعلوم بالدوار الذي ينتمي إليه، حيث تم إيقافه من أجل تعميق البحث معه في أمر ابنه.
ووفق المعطيات الأولية، ادعى الأب في أول مواجهة أنه «ما يزال ينتظر عودة ابنه المختفي في ظروف غامضة منذ فترة طويلة، ولم يتمكن من العثور عليه»، غير أن المحققين لم يتعاملوا مع أقواله بالثقة الكاملة، مقابل التشكيك في روايته، واعتباره الشخص الوحيد الذي يمتلك حقيقة اختفاء الابن، واحتمال وجود شبهة جنائية خلف القضية، ما دفع بهؤلاء المحققين إلى عملية مسح أولي، في إطار تعميق البحث والحصول على ما يمكن من الأدلة اللازمة في هذه النازلة المستفهمة، دون ملامسة أي شيء يكون خيطا مفيدا.
ولم يتوقف إصرار عناصر الدرك على فك اللغز المبهم، إلى حين بلوغهم داخل المجال الترابي لشرطة مريرت التي أسرعت إلى التنسيق مع النيابة العامة المختصة التي تواصلت مع الوكيل العام في الأمر، حيث تحركت آلة البحث باستثمار تقنيات التحري العلمية والتقنية، والاستعانة بالكلاب المدربة، في عملية التمشيط وسط غابة بالمنطقة، لتكون المفاجأة المذهلة، عصر الأحد 2 فبراير 2025، أمام العثور على عظام بشرية، ما أثار الريبة إلى حد ما يؤكد فرضية تعرض صاحبها لجريمة قتل تستدعي تعميق البحث.
وارتباطا بالقضية، تم جمع الرفاة لإخضاعها للخبرة الجينية بغاية تحديد سبب الوفاة، ووقتها انصبت كل أنظار المحققين تجاه الأب المعلوم الذي جرى إيقافه ثانية، ومواجهته بالقوة، حيث اعترف بتفاصيل الجريمة التي كتمها منذ مدة طويلة، مؤكدا أنه «قاتل ابنه بعد استدراجه لضيعته، وذلك بدعوى أن الضحية كان عنيفا في سلوكياته جراء معاناته من اضطرابات نفسية»، قبل أن «يقرر التخلص منه بتصفيته ودفنه بالمكان المنعزل»، وفور ذلك تم وضع الأب المعني بالأمر تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي المفتوح.
وفي ذات السياق، أكدت مصادرنا أن الأبحاث العلمية تسابق الزمن للكشف أكثر عن مدى الحقيقة في تصريحات الأب، وما إذا كان يخفي حقائق أخرى أو شركاء في الفعل الإجرامي، عن قصد أو دونه، مع توسيع التحقيق بغاية تفكيك جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وكذا تحديد الدوافع والخلفيات الكامنة وراء الواقعة التي هزت الرأي العام المحلي والإقليمي، قبل الوطني الذي أخذ في متابعة مستجداتها على مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الإعلامية، وما إذا كانت تحمل في طياتها خيوطا متشابكة قد تتضح في أي وقت.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 04/02/2025