في رثاء الشاعر عبد السلام مصباح رحمه الله
1
شَفْشاوَنُ الْحُبْلى بِأَشْعارٍ عَلَى مَاءٍ
وَشَمْسٍ تَحْمِلُ الدِّفْءَ إِلَى أَبْوَابِهَا
لِلشُّعَراءِ الْمُلْهَمينَ بِالْجُنونِ وَالْهَوَى
شَفْشاوَنُ الْإِصْرارُ لا تَبْعُدِي
كُوني لَهُمْ نُورًا سَنِيًّا بارِقًا
وَالْقَوْلُ فيكِ اشْتِهاءٌ جارِفٌ
وَالْعِشْقُ حاءٌ كَالنَّوَى
شَفْشاوَنُ الْأَنْهارُ تَحْكي سِرَّهَا
تَقْفُو اضْطِرامَ الْعِشْقِ في أَشْعارِهِمْ.
2
اَلمْوَتُ حَرْفٌ غائِبٌ فِي دَفْتَرٍ
في غَفْلَةٍ نَطَّ مِنَ الْيَراعِ نَجْمًا آفِلًا
فَانْسَابَ حِبْرُ الشِّعْرِمِنْ فَمِ الرَّدَى
في غَوْرِ غَابَةٍ تَرَاءَتْ فِي الْمَدَى
كاَن الظّلامُ يَحْسِبُ الْأيّامَ في مِنْسَأَتي
كانَالطّريقُفي ضِفَافِالْمُنْتَهى مُخْتَصَرًا
وَالْمَلَكُ الْجَبّارُ حَوْلي واقِفٌ
وَالصَّمْتُ في الْقَصائِدِ الْعَصْماءِ مَوْتٌ
وَالْهَوى في أَعْيُني مَوْتٌ
وَشِعْرٌ لَيْسَ في أَقْلامِهِ حِبْرٌ
وَما في الْغَيْمَةِ الْآنَ سَرابٌ
حَطَّهُالصُّبْحُ عَلى وَادٍ وَوَلّى
وَاخْتَفَتْ جَنّاتُ أَشْقَارَ وَغَابَتْ شَمْسُهَا.
3
صَباحٌ حَزينٌ
وَطِفْلٌ يُسَائِلُ إِشراقَ حَرْفٍ
وَضَوْءٌ أراهُ عَلَى صادِحَاتِ الدُّجَى
وَبابُ الرَّدَى ضَمَّهُ
وَالْقَوافي تَمَرَّدَ سُمّارُهَا
في سَرَابِ الْقَصِيدَةِ، في جُرْحِهَا
وَعَبْدُ السَّلامِ فَنارٌ تَجَلّى
جَسُورًا، هُمامًا، طَهورًا وَأَنْقَى
وَقَلْبًا بَريئًا عَلَى سَرْمَدٍ خَافِقَا
رَدَّلِلْحُبِّ مَا ضاعَ مِنْ حَائِهِ.
4
صَحائِف حُبٍّ عَلى شُرْفَةٍ
أَشْرَقَتْ في اللَّيَالي بِلَا مَوْعِدٍ
وَالْقَصِيدَةُأَخْفَتْ مَلَامِحَ عِشْقٍ بَهِيٍّ
فَهامَ عَلى بَوْحِهَا
وَالتَّبَاريُح في سَاحِ قَلْبِي
أَتَتْ بَعْدَ عُمْرٍ طَويلٍ
وَصَوْتيِأَتَى مُتْعَبًا
في زِحَامٍ بِلَا رِجْعَة
وَدَّعَتْ مُهْجَتِي شِعْرَهَا
وَاخْتَفَتْ كُلُّ أَلْوانِهَا فِي ضِيَاءٍأَخِيرْ.