الدكتور سعيد عفيف لـ «الاتحاد الاشتراكي»: البحث العلمي ضرورة لمواجهة الأمراض والأوبئة والصحة رافعة من رافعات تطوير الشراكة جنوب جنوب

الدارالبيضاء تحتضن مؤتمرا علميا يناقش السيادة الصحية، الجهوية، حكامة الأدوية ومحاور طبية آنية

 

 

تنطلق غدا الجمعة فعاليات المؤتمر الطبي الوطني للجمعية المغربية للعلوم الطبية في دورته الـ 40، والذي يتزامن وتخليد الجمعية لحدث مرور 100 سنة على تأسيسها، بحضور خبراء وفاعلين صحيين مغاربة وأجانب. حدث ينظم تحت الرعاية الملكية السامية، أكد بخصوصه الدكتور مولاي سعيد عفيف في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أنه مناسبة لإبراز الجهود التي بذلتها الجمعية من موقعها ومن خلال تجميعها لـ 54 جمعية في مختلف التخصصات الطبية لخدمة الصحة العامة.
وشدد الدكتور عفيف، وهو رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية في تصريحه للجريدة، على أن المؤتمر سيشكل مناسبة لتسليط عدد من الخبراء والمختصين الضوء على قضايا راهنة لها علاقة بالمجال الصحي، ومن بينها ما يتعلق بالسيادة الصحية، جهوية النظام الصحي، البروتوكولات العلاجية، حماية المعطيات الشخصية للمريض والرقمنة، الحكامة في مجال الأدوية ومنتجات الصحة و التلقيح في مواجهة الأوبئة وغيرها… ، إلى جانب التعبئة الجماعية في ارتباط بالشقّ الصحي استعدادا للاستحقاقات الرياضية الكبرى التي ستستقبلها بلادنا والمتعلقة بتنظيم كأس إفريقيا وكأس العالم.
وأوضح الدكتور عفيف بأن الجمعية تواصل عملها من أجل تعزيز الدبلوماسية الموازية صحيا، مؤكدا على أن الصحة تعدّ رافعة من رافعات تطوير الشراكة جنوب جنوب، مشيرا في هذا الإطار إلى أن المؤتمر سيعرف في جلسته الافتتاحية الإعلان عن نتيجة الجائزة الإفريقية للبحث العلمي التي تبلغ قيمتها 60 ألف درهم، والتي تنظم برعاية مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة ومجموعة القرض الفلاحي، إضافة إلى كل من الجائزة المغربية الليبية وجائزة البحث العلمي للأطباء الشباب الداخليين والمقيمين، وقيمة كل واحدة منهما 25 ألف درهم، مبرزا في هذا الإطار أن اللجنة العلمية للمؤتمر توصلت بـ 950 بحثا من طرف هذه الفئة مما يؤكد اهتمامها وشغفها بالبحث العلمي، مشددا على أن هذا الأخير يعتبر ضرورة لمواجهة الأمراض والأوبئة وتجويد نمط العيش.
وبخصوص تخليد مسيرة قرن من عمر الجمعية، أوضح رئيسها الدكتور مولاي سعيد عفيف، بأن المؤتمر سيشكّل كذلك فرصة لتسليط الضوء على بعض من ملامح مسيرة هذا الإطار المدني الصحي، مشددا على أن الجمعية أخذت على عاتقها مسؤولية الارتقاء وتطوير مهامها خلال كل هذه السنوات المتعاقبة، التي تحمّل خلالها عدد من المسؤولين والفاعلين الصحيين من أساتذة وأطباء مسؤولية ترؤس وعضوية الجمعية والمضي بها قدما، الذين قدموا الشيء الكثير، كل باسمه وبصفته ومن موقعه، مضيفا بأنها مناسبة لاستحضار عطاءاتهم ونضالاتهم المتميزة في خدمة الصحة المغربية، والتي توزعت ما بين التشجيع على التكوين والتكوين المستمر في المجال الصحي، والدفع بسبل تطوير البحث العلمي، وبإعداد توصيات تخص الممارسات الجيدة التي تتم المصادقة عليها، وتوحيد البروتوكولات العلاجية، التي تهدف إلى ضبط مسار العلاجات الخاصة بكل مرض، والمساهمة كذلك في التقليص من كلفة النفقات الصحية، بالشكل الذي يضمن ولوجا عادلا لكافة المواطنات والمواطنين للخدمات الصحية، في احترام تام لضوابط وأخلاقيات المهنة، إلى جانب تطوير الشراكات جنوب جنوب في المجال الصحي والتوقيع على اتفاقيات مهمة في هذا الإطار، وكذا مرافقة وتأهيل أطباء الغد المغاربة والأفارقة بشكل عام، حيث عملت في هذا السياق وبشكل متوازٍ على تأسيس نادٍ للأطباء الشباب المغاربة وآخر للأطباء الشباب الأفارقة، من أجل تطوير إمكانياتهم وتعزيز كفاءاتهم لحماية صحة الأجيال القادمة ولخدمة الوطن والقارة على حد سواء.
وعلاقة بالوضع الوبائي الحالي المرتبط بمرض بوحمرون، شدد الدكتور عفيف على ضرورة التنويه بما وصفه بالعمل الجبار الذي قام به الأطباء في كل القطاعات ومعهم كافة الأطقم شبه الطبية والصيادلة في مواجهة جائحة كوفيد، مؤكدا على أنه بنفس العزيمة ينخرط الجميع مع كافة مكونات البلاد يدا في يد في مواجهة مرض الحصبة، حيث تبين المعطيات المتوفرة بأن العمل الذي يتم القيام به يحقق نتائج مطمئنة، وهو ما تعكسه نسبة التغطية التلقيحية ضد المرض التي تواصل ارتفاعها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 13/02/2025