فرار «المصلحين» من فوضى المحطة الطرقية أولاد زيان

 

لم تستجب أي شركة أو مقاولة، إلى حدود الآن، لطلب العروض الذي وضعته شركة «الدارالبيضاء للنقل» بتفويض من جماعة الدارالبيضاء، من أجل إصلاح وإعادة تأهيل المحطة الطرقية أولاد زيان، في أفق الإعداد لاستقبال كأس إفريقيا وكأس العالم، اللذين سيقامان في المغرب، وبحسب مصادر من هذا المرفق الحيوي فإن شركة «كازا طرانسبور» بلغت المرة الرابعة في وضعها لطلب العروض، ومع ذلك لم تتمكن من استقطاب أي شركة مختصة لتقوم بهذه العملية .
المحطة الطرقية أولاد زيان، التي كانت تعد أكبر محطة على الصعيد الوطني، تحولت منذ مدة إلى ما يشبه وكرا للهاربين ، فبعد أن غادرتها الشركة التي كانت تديرها منذ إحداثها سنة 1999 فالتة بجلدها من المحاسبة، بعد أن راكمت الملايير منها بغير وجه حق، وغيرت معالم تصميمها الأولي الذي وضعته المجموعة الحضرية، حيث أغرقت هذا المرفق بعشرات المحلات التجارية الإضافية غير الموجودة في التصميم، من خلال إما تحويل مرافق صحية أو غيرها إلى محلات، كما هو الشأن بالنسبة لفضاء الاستقبال الذي تحول إلى «صاكا» كبيرة، أو من خلال إضافة أخرى، مع تشييد أكشاك ومحطة للبنزين، واستجمعت إتاوات الأكرية بشكل غير قانوني لأنها ومعها الجماعة لا يتوفران على مقرر جبائي يسمح بذلك، كانت هذه الشركة تستغل المرفق بمقابل أداء 600 مليون سنتيم للجماعة، لكن، تقول المصادر، أن هذه الأخيرة لم تكن تتوصل بهذه المبالغ تحت مبررات مختلفة، ولحدود الآن لا تريد جماعة الدارالبيضاء أن تفصح إن كانت هذه الشركة التي تركت تلك المحطة في تلك الحالة، إن كانت تؤدي ما بذمتها أم لا، وبدل الوقوف على هذه الأمور عند تسليم السلط بينها وبين الشركة، وإن كان قد حصل هذا التسليم أصلا ؟ سارعت إلى ملء الفراغ الذي تركته الشركة ومنحت عملية التسيير إلى شركة التنمية المحلية « كازاطرانسبور «، الأخيرة لم تقو على تدبير المحطة بسبب المشاكل التي ورثتها عن الشركة المدبرة الأولى، والتي منها أساسا رفض أصحاب المحلات أداء الأكرية بعد أن وقفوا على حقيقة الاستخلاص غير القانوني الذي كانت تلجأ إليه الشركة المدبرة، مطالبين بتسوية وضعيتهم القانونية واحترام القوانين المعمول بها في المجال التجاري.
بعد خروج «كازاطرانسبور» عادت الجماعة لتدبير المحطة بشكل مباشر، ومع هذا التحول تحولت المحطة من جديد إلى مرتع للفوضى والأوساخ وما إلى ذلك، وهي الآن لا تدر على الخزينة ما كان متوقعا منها، وفي الوقت الذي كان من المفروض الوقوف بحزم في وجه الشركة التي استغلت المرفق منذ نهاية القرن السابق، حولت الجماعة صراعها مع التجار الذين يطالبون، فقط، بجعل أمور المحطة قانونية، حتى يتسنى لها استصدار مقرر جبائي، أما وأنها لم تسو وضعيتها العقارية فإن المشاكل لن تتوقف، اليوم تريد الجماعة بعد هدر كل تلك الأموال التي استفادت منها شركة واحدة ولم تقو على مجابهتها، ترميمها من أموال المواطنين من جديد مع التضحية بالتجار الذين رفضوا الخروج على القوانين المعمول بها .
بالعودة إلى التهييئ لكأس العالم وكأس إفريقيا، فإنه كان من المفروض أن تشيد محطتين جديدتين، الأولى بمنطقة البرنوصي والثانية بمنطقة ليساسفة، إلى حدود الآن مازالت العتلة لم تلمس أرض أيا من المنطقتين المعنيتين !


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 19/02/2025