أكد أن الدعم الفرنسي لسيادة المغرب على صحرائه «لا جدال فيه» وأنه لا يتعلق بموقف حكومة أو سلطة تنفيذية، بل بسياسة الدولة الفرنسية
حل أول أمس بالمغرب، رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرارد لارشي، حيث أجرى محادثات مع رئيس الحكومة ونائب رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ورئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، قبل أن يتوجه إلى مدينة العيون، حاضرة الصحراء المغربية، رفقة وفد رفيع المستوى، يضم على الخصوص، رئيس مجموعة الصداقة فرنسا-المغرب، كريستيان كامبون، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ، سيدريك بيران، وسفير فرنسا المعتمد بالرباط، كريستوف لوكورتيي.
وتأتي هذه الزيارة تنفيذا لبنود الإعلان المشترك والمتعلق بالشراكة الاستثنائية الوطيدة بين المغرب وفرنسا، الموقع بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقب الزيارة التاريخية للرئيس الفرنسي إلى المغرب نهاية أكتوبر الماضي، والذي جاء فيه أن البلدين يؤكدان «اعترافهما بالمساهمة القيمة للجماعات الترابية والمؤسسات التمثيلية والفاعلين الاقتصاديين والشباب والمجتمع المدني، وكذا المغاربة المقيمين بفرنسا والفرنسيين المقيمين بالمغرب، ورغبتهما في مواصلة تعزيز إسهامهم في هذه الشراكة»
وقد أكد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرارد لارشي، خلال هذه الزيارة الهامة، أن دعم فرنسا لسيادة المغرب على صحرائه «لا جدال فيه»، مشيدا بمخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب، والذي يشكل «أفقا لبناء حاضر ومستقبل هذه الجهة من المملكة».
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عقب مباحثاته مع رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، خليهن ولد الرشيد، جدد لارشي التأكيد على أهمية الموقف الفرنسي بشأن هذه القضية، مشيرا إلى أن «فرنسا بلا شك هي البلد الذي يعرف هذه المنطقة بشكل أفضل»، وهي معرفة تمنحها مسؤولية خاصة ومشروعية لشرح هذه الوضعية على الساحة الدولية.
وأضاف قائلا: «أؤكد مجددا أن الأمر لا يتعلق بموقف حكومة أو سلطة تنفيذية…بل هو بالفعل سياسة فرنسا».
كما أكد جيرار لارشي، عقب مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.
أن العلاقات بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية تقوم على إرث تاريخي وصداقة «عميقة جدا». مضيفا في تصريح للصحافة، «أجرينا مباحثات هامة جدا من أجل الوقوف عند حصيلة هذا الفصل الجديد من الكتاب الذي نخطه سويا منذ زيارة رئيس الجمهورية للمملكة».
وأضاف «اليوم، بفضل إرادة قائدي بلدينا، وجدنا سبيلا» حيث اضطلع مجلس الشيوخ «بدور هام جدا»، لاسيما عبر الدبلوماسية البرلمانية ومجموعات الصداقة داخل برلماني البلدين، مشددا على أن من شأن هذه الدبلوماسية «نسج علاقات وشبكات» بين البلدين.
ولفت إلى أن المباحثات مع بوريطة همت أيضا «هذا الأفق الجديد، لاسيما تجاه الواجهة الأطلسية الجنوبية، التي تعد أساسية لاستقرار القارة الإفريقية، بل وأكثر من ذلك، لاستقرار العالم».
من جهة أخرى، أبرز لارشي أن زيارته لمدينة العيون «تأتي لتؤكد أن حاضر ومستقبل الأقاليم الجنوبية لا يمكن أن يبنى ويتكرس إلا في إطار سيادة المغرب» على صحرائه، مشيرا إلى أن هذا التطور «ليس سياسة حكومة ولا وليد لحظة، بل هو سياسة الجمهورية الفرنسية».
وذكر بأن «صداقتنا مكنتنا من تخطي الصعاب في بعض الأحيان، لكنها منفتحة على الحاضر والمستقبل»، مستعرضا آفاق العلاقة بين البلدين، لاسيما في ظل انعقاد الدورة الـ 50 من المنتدى البرلماني الفرنكوفوني، الذي سيجمع أكثر من 50 بلدا، حيث «يحتل المغرب مكانة متميزة».
كما أشاد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، عقب مباحثاته مع رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، بدينامية الشراكة متعددة الأبعاد التي تجمع بين فرنسا والمغرب.
وفي تصريح للصحافة، ، أبرز لارشي أن هذه المحادثات تناولت مختلف جوانب الشراكة القائمة بين البلدين، خاصة المجال الاقتصادي، عقب زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، للمملكة.
وأكد، في هذا السياق، أن الشراكة الفلاحية القائمة بين البلدين «تتعزز مع استضافة المغرب كأول بلد ضيف شرف في المعرض الدولي للفلاحة»، الذي فتح أبوابه السبت الماضي بباريس.
وسجل لارشي أن المحادثات تمحورت حول آفاق تطوير التعاون الثنائي في مجال الطاقات المتجددة.
وأضاف رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي أنه خلال هذا اللقاء تم أيضا التطرق لتطوير البنيات التحتية للنقل، وذلك في إطار التحضيرات الجارية لكأس العالم 2030،وكذلك للقضايا ذات الصلة بالتعليم والشباب والفرنكوفونية.
وفي معرض حديثه عن زيارته للأقاليم الجنوبية للمملكة، أبرز لارشي أن هذه الزيارة «تهدف إلى تنزيل التصريحات التي أدلى بها رئيس الجمهورية في متم أكتوبر الماضي»، مشيدا بالتنمية الاستثنائية التي تشهدها هذه الجهة من المغرب.