شهد القطار الرابط بين الجديدة والدار البيضاء،أول أمس الاثنين، تأخيرا فاق ساعات، مما تسبب في ارتباك كبير في حركة القطارات القادمة من الجديدة نحو الدار البيضاء. وحسب شهود عيان، فإن العطل الميكانيكي الذي أصاب القطار رقم 802 بمحطة سيدي معروف في الساعة 7.14 دق أدى إلى توقفه ومنع مرور القطارات الأخرى، مما أثر بشكل مباشر على تنقل المسافرين وتسبب في تأخرهم عن أعمالهم ودراستهم ومشاغلهم.
هذا التأخير، الذي لم يعد استثناء بل تحول إلى قاعدة يومية في قطارات الجديدة، يطرح علامات استفهام حول جدية المكتب الوطني للسكك الحديدية في إيجاد حلول لهذه الأعطاب المتكررة لقطارات متهالكة غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة للمسافرين القادمين من الجديدة إلى الدار البيضاء، ولا تستجيب للمعايير الحديثة لوسائل النقل خصوصا القطارات الخاصة بهذا الاتجاه المنسي، فالمسافرون عبر هذا الخط باتوا يعانون يوميا من التأخيرات لقطارات متهالكة، كثيرة الأعطاب التي توقف حركة السير لساعات طويلة، دون أي بوادر لتحسين الوضع بل دون أي تواصل أو اعتذار، وكانت المرة الأولى التي قدم فيها مكتب السكك الحديدية تبريرات أو اعتذار، أول أمس، إثر هذا التأخير الفضيحة الذي يعد وصمة عار على جبين المسؤولين على هذا الخط. ورغم إصدار المكتب الوطني للسكك الحديدية بلاغا يعتذر فيه للركاب، ويؤكد أنه قدم لهم المساعدة، إلا أن العديد من المسافرين نفوا ذلك جملة وتفصيلا، مؤكدين أنهم تُركوا لمصيرهم، يفكرون في كيفية تبرير تأخرهم لرؤسائهم، أو القلق على امتحاناتهم ومواعيدهم الطبية التي ضاعت بسبب هذا التعطيل، بعض الركاب اضطروا حتى إلى السير على الأقدام لمسافات طويلة للوصول إلى المحطات الموالية خصوصا محطة النسيم حيث اضطروا لامتطاء الطاكسيات ووسائل نقل أخرى حتى لا يُمعنوا في التأخر عن أعمالهم، وتساءل الكثير منهم عند توصلهم ببلاغ الاعتذار عن نوع المساعدة التي قدمت لهم؟ الوضع الحالي يطرح تساؤلات حول مدى جدية المكتب الوطني للسكك الحديدية في التعامل مع ركابه، خاصة وأن البلاد مقبلة على احتضان تظاهرات عالمية مثل كأس العالم 2030 وكأس إفريقيا، فهل بهذا التدبير المرتجل والاستمرار في تجاهل معاناة الركاب يمكن للمنظومة أن ترتقي إلى مستوى التطلعات؟ علما أن الارتباك على مستوى المواعيد والتأخرات ميز يوم الاثنين الماضي وطال عدة خطوط أخرى غير خط الجديدة الدار البيضاء !؟