الحكومة تتطور: من التغوُّل.. إلى التحوُّت!!

عبد الحميد جماهري

 

على عكس ما يعتقده الكثيرون، نحن نأخذ كلام الناطق الرسمي بكل جدية، مع لزوم ما يلزم من الاحترام والتقدير التقدمي الواجب!
لهذا ندقق في كلامه ونتيقن منه ونتابعه بالجدية المطلوبة.
فَلمَّا قرأ هذا العبد الفقير لرحمة ربه على صفحات الفايسبوك وشقيقاتها ومشتقاتها، بأنه قال «إن الشاب ديال الحوت يعكس توجه الحكومة».. لم أصدق صراحة على الفور ..
وأنا أكتب يوم جمعة مباركة وعلى مشارف شهر مبارك عظيم عند لله، و الحق أقول لم أتوقع ذلك..
قلت عليّ أن أعيد الاطلاع على التصريح وأدققه وأفعل ما يفعله كل صحافي مستبصر (قبل أن يمنعوه من البطاقة طبعا): لا بد أن أعيد الاستماع إلى تصريحه الأسبوعي…
فماذا وجدت؟
وجدت أنهم ظلموا الناطق الرسمي لما نسبوا له قوله «مول الحوت يعكس توجه الحكومة».
أكررها لقد ظلموه…
لأنه قال ما هو….. أكثر من ذلك!
قال ما يلي: «بالنسبة الشاب ديال مراكش….اللي تكلمت عليه وتتبعته.. مزيان..الحكومة حتى هي هذا هو التوجه ديالها».
ومنه نستخلص أن الحكومة ومول الحوت .. حوت!
لسانهما واحد وعملها واحد ورضاعتهما واحدة ..!
وعليه فهذا يعني:
أولا: الحكومة ومول الحوت يشربان من نفس النبع، ويمْتحَّان من نفس المعين ويستلهمان نفس المقاربة.،، «ويتبضَّعان من نفس السوق»!
ثانيا: إن الحكومة تكون قد(قد هنا تفيد الشك) أوعزت إلى مول الحوت بالقيام بما قام به، وأنه بهذا الشكل أو ذاك ينفذ خطتها غير المؤسساتية.
ثالثا: مول الحوت مكلف بمهمة إثبات مبرهنة : «السوق لا تفلت من مقاربة الحكومة»، وما ضاع رسميا وبشكل مؤسساتي، عبر مراقبة الأسعار فإن الحكومة تعوضه بمول الحوت. ولعل لديها جيشا من الخلايا «الحوتية النائمة» تحركه عندما يجد الجد!
رابعا: إن الوزراء الذين اشتكوا من قلة ذات اليد في محاربة الأناقة أو المضاربين و «العين بصيرة والحكومة قصيرة» وجدوا الرد المناسب على عجزهم خصوصا الذين من حزب غير حزب مول الحكومة!
هاك أوزير الما
هاك أوزير الصناعة
هاك أوزير .. التجارة
(سبحان لله هما معا من حزب الاستقلال)!
خامسا: وهو احتمال واعد، بأن نعتبر بأن الشاب مول الحوت وزير شبح في حكومة لا تترك المجال فارغا للتلاعب: البق ما يزهق!
سادسا: يمكن أن نفهم من كلام الناطق الرسمي أن الحكومة حوت كبير يمكنه أن يبتلع مول الحوت الصغير، والحكومة اذن بري كما هو بحري لا يسمح بأن تجرى في البلاد مبادرات بدونه.
الحوت الحكومي بعد أن ابتلع العديد من المؤثرين، أحيانا بمبادرة علانية وأحيانا أخرى غير علانية، لم يبق له إلا «عبد الإله مول الحوت»، وهو يلتهمه!
نقطة سوداء واحدة في اللوحة : هو أن تكون الحكومة بقدها وقديدها، بأحزابها الثلاثية، بخمسة ملايين صوت، بـ31 وزيرا، بمن فيهم وزراء السيادة والعبادة والقيادة والوفادة … ورجال ونساء الأعمال ونساء ورجال المال والأطر القادمة من الخارج والأطر الطالعة من أعماق الطبقات الشعبية، الذكور والإناث…. وهلم وزرا.. ء الحكومة التي تشكلت بعد هياط ومياط وشفاعة من قريش،، هاته الحكومة كلها في كفة ومول الحوت لوحده، بجسده النحيف وصوته الأجش ونظاراته الطبية وملابسه البسيطة، ولو تبلل بكل ملابسه في حوض سردين لما وزَن خمسين كلغ … في كفة !
هل هو تواضع حكومي؟
على أي، نعتبر بأن العبرة هي أن الحكومة عندما تتطور، تنتقل من التغول.. الى التحوُّت!!

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 01/03/2025