تعذّر على «الاتحاد الاشتراكي» التوصل بمعطيات تكشف عدد الأطفال غير المتمدرسين، سواء الذين تبلغ أعمارهم ثمانية أشهر فما فوق والذين لم يلجوا المؤسسات التعليمية بعد، أو أولئك الذين يوجدون خارج رادار قطاع التعليم بسبب الهدر المدرسي أو غيره، لمعرفة عددهم ونسبتهم من مجموع الفئات المستهدفة بالحملة الوطنية الاستدراكية للتلقيح التي تشمل الأشخاص منذ الولادة إلى غاية 18 سنة، وكذا الآليات لتي اعتمدتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية من أجل التأكد من وضعيتهم التلقيحية، والوقوف على سبل الحد من انتشار عدوى بوحمرون في صفوفهم، وذلك بعد اتصالها صباح أمس الأربعاء بعدد من الخبراء الذين عمّمت الوزارة قائمة بأسمائهم وأرقام هواتفهم.
وعلاقة بالموضوع، كشفت الدكتورة ياسمينة الأبيض الإطار في البرنامج الوطني للتمنيع في اتصال بـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن حملة التلقيح الاستدراكية ستتواصل إلى غاية 28 من شهر مارس الجاري، مشيرة إلى أن عملية مراجعة الدفاتر الصحية التي تشمل الفئات المستهدفة بلغت نسبتها 96.19 في المئة إلى غاية صباح أمس الثلاثاء أي أكثر من 10 ملايين دفتر. وأبرزت المسؤولة بأن عدد الملقحين من مجموع الأشخاص الذين تأكد عدم حصولهم على جرعة أو جرعتين أو الذين لم يتم التأكد من حقيقة وضعهم التلقيحي ضد مرض «بوحمرون» بلغ نسبة 52 في المئة، بالمقابل لم تتمكن المتحدثة من تقديم رقم فعلي لعدد الأطفال خارج أسوار المؤسسات التعليمية الذين يمكن أن يكونوا مهددين بالعدوى وبنقلها لغيرهم، ونفس الأمر بالنسبة لمن خضعوا للتلقيح في هذا الإطار، موضحة بأن المراكز الصحية تقوم بعملية المراقبة والتلقيح وضبط سجلاتها كل في موقعه، حيث تم إلى غاية أول أمس الثلاثاء تقديم حوالي 400 ألف جرعة لقاح.
من جهته أوضح الدكتور محمد علوي اسماعيلي، الاختصاصي في علم الأوبئة بالمديرية المعنية في الوزارة، في اتصال بالجريدة، بأن الوضعية الوبائية المتعلقة بالحصبة مطمئنة، مستعرضا الأرقام والنسب التي تبين التراجع الذي جرى تسجيله خلال الخمس الأسابيع الأخيرة، مشيرا في هذا الإطار إلى التراجع الذي تأتى خلال الأسبوع الأخير ما بين 24 فبراير و 2 مارس والذي بلغت نسبته 13 في المئة. وأكد المتحدث في ردّه على أسئلة الجريدة، بأن تحسن المؤشرات الوبائية سواء في الجهات التي كانت تعرف انتشارا كبيرا للعدوى أو تلك التي سجلت ارتفاعا طفيفا مؤخرا كالشرق ومراكش نموذجا، الذي سرعان ما انخفض، راجع إلى التعبئة وإلى تكتل جهود كل المتدخلين من وزارة الصحة والداخلية والتربية الوطنية والتعليم الأولي والأوقاف وكل الفاعلين، لكنه بدوره لم يقدم معطيات أكيدة حول غير المتمدرسين خاصة في فئات الصغار، مشيرا إلى أن إحصائيات من هذا القبيل هي من اختصاص مديرية السكان.
وعلاقة بالموضوع حاولت «الاتحاد الاشتراكي» أخذ رأي عضو اللجنة العلمية للتلقيح، وأحد الخبراء الذين حددتهم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية للحديث عن هذا الموضوع، ويتعلق الأمر بالدكتور حسني أمين، لكن تعذر الأمر لانشغاله في مهمة مهنية حسب تعبيره. وكانت الوزارة قد عممت بلاغا صباح أمس الأربعاء أكدت من خلاله على أن النظام الوطني لليقظة الوبائية التابع لها سجّل انخفاضا مستمرا في عدد الإصابات الجديدة بالفيروس للأسبوع الخامس على التوالي، حيث شهد الأسبوع الحالي تراجعا بنسبة 13% في عدد الحالات إذ تم تسجيل 2481 حالة، لتضاف إلى نسبة التراجع التي تم تحقيقها الأسبوع الماضي حيث سجلت 2863 حالة بنسبة تراجع قدرت بـ 14.9%، مشددة على أنه بالرغم من التراجع الملحوظ في عدد الحالات المسجلة وطنيا، فإنها توصي بالحفاظ على مستوى عال من اليقظة الصحية، خاصة في ظل التفاوتات المسجلة بين الأقاليم من حيث عدد الحالات ونسبة التغطية بالتلقيح.
خبراء بوزارة الصحة «يجهلون» العدد الفعلي للأطفال غير المتمدرسين المهددين بالعدوى 48.. % من الأشخاص غير الملقحين ضد الحصبة خارج رادار التلقيح وتمديد الحملة إلى نهاية مارس الجاري

الكاتب : وحيد مبارك
بتاريخ : 06/03/2025