يمثل معرض «لحظات معلقة» للفنان المكسيكي ميغيل ميلو، الذي تنظمه سفارة المكسيك في المغرب وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالرباط (UM6P)، فضاء ملائما للتبادل الثقافي بين البلدين.
ويشكل هذا المعرض الذي افتتحت فعالياته الأربعاء الماضي برحاب جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالرباط، في الوقت ذاته، لحظة مميزة للتشارك الثقافي بين الشعبين المكسيكي والمغربي، ودعوة لتعارف متبادل أفضل من خلال الإبداع الفني.
وتحتفي هذه المبادرة الفنية التي تعتبر ثمرة تعاون مع الجامعة الإيبيرو-أمريكية في مكسيكو واستوديو ميغيل ميلو، بأواصر الصداقة والمشترك الثقافي بين البلدين، وهو ما يتجلى من خلال الاحتفاء الذي خص به المعرض القفطان المغربي باعتباره رمزا بارزا للتراث الثقافي الغني للمملكة.
ويتعلق الأمر في هذه التظاهرة التي تعد أكثر من مجرد معرض بسيط، بتجربة إبداعية متكاملة تتيح للزوار الغوص في تجارب فنية متقاطعة بين التصوير الفوتوغرافي والأدب وتصميم الأزياء والتكنولوجيا.
وتجسد أعمال ميغيل ميو، التي حظيت بتقدير عالمي بفضل روعتها وأصالتها، تمثلا فريدا لجسد الإنسان واندماجه مع عناصر الطبيعة.
ويكمن سحر معرض «لحظات معلقة» في التفاعل بين فن ميغيل ميلو، الذي يعرض من خلال 12 صورة مطبوعة على القماش، وإبداع مجموعة من الطلبة الموهوبين من الجامعة الإيبيرو – أمريكية في المكسيك، الذين يقدمون ثلاث تجارب فنية متكاملة، تشمل أولاها تركيبا متطورا لتقنية الإسقاط حيث يمنح الذكاء الاصطناعي حركة وعمقا للصور الفوتوغرافية.
كما يتضمن المعرض الذي يستمر إلى غاية 25 أبريل المقبل، إعادة توظيف لأعمال الفنان عبر 12 قفطانا محاكا من أقمشة راقية ومستدامة احتفاء بهذا الزي التقليدي المغربي، علاوة على 12 نصا أدبيا مستوحى من أعمال الفنان، ما يضفي بعدا جديدا من التأويل عبر الكتابة.
وفي تصريح لها بالمناسبة، أكدت سفيرة المكسيك في المغرب، مابيل بيلار غوميز أوليفر، أن هذا الحدث لا يقتصر فقط على تقديم الفن المكسيكي، بل يسعى أيضا إلى مد جسور الحوار بين البلدين إلى ما هو أبعد من الثقافة.
وأوضحت السفيرة أن أعمال ميغيل ميلو، التي تصور الجسد الإنساني بتدرجات طبيعية، ألهمت مجموعة من طلبة الجامعة الإيبيرو – أمريكية في المكسيك لإنتاج نصوص وقصص قصيرة، ما يتيح للجمهور التعرف على عالم هذا الفنان البارز من خلال الأدب.