كشف التقرير السنوي للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري برسم سنة 2023 أن نسبة حضور المرأة في البرامج الإخبارية والمجلات السياسية لم تتجاوز 18.01 بالمائة من إجمالي الوقت المخصص للمداخلات، مسجلة بذلك تقدما طفيفا مقارنة بسنة 2022 التي بلغت فيها النسبة 17 بالمائة.
رغم هذا التحسن، يظل الحضور النسائي في المشهد الإعلامي محدودا مقارنة بباقي الفاعلين، مما يثير تساؤلات حول مدى تحقيق مبدأ التوازن والإنصاف في ولوج النساء إلى وسائل الإعلام السمعية البصرية.
على مستوى تعددية التعبير، أظهرت نتائج التتبع أن الحكومة والأغلبية البرلمانية استفادتا من 55.25 بالمائة من إجمالي مدة تناول الكلمة في وسائل الإعلام العمومية، مقابل 44.75 بالمائة للمعارضة.
أما في البرامج الإخبارية والمجلات السياسية، فقد تجاوزت حصة المعارضة نسبتها المرجعية بـ17.91 نقطة مئوية، إذ بلغت مدة مداخلاتها 26.84 بالمائة، بينما استحوذت الحكومة والأغلبية على 73.16 بالمائة، وذلك وفق المعايير المحددة لضمان تمثيلية متوازنة بين الطرفين في الإعلام السمعي البصري.
وفيما يخص حضور الفاعلين غير السياسيين، سجل ممثلو المجتمع المدني النسبة الأعلى من المداخلات بواقع 40.57 بالمائة، متجاوزين الفاعلين السياسيين الذين بلغوا 35.22 بالمائة، يليهم الفاعلون المهنيون بـ15.55 بالمائة، ثم الفاعلون النقابيون بـ8.65 بالمائة.
في الجانب التقني، كشف التقرير أن ثلثي القرارات الصادرة عن المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري خلال سنة 2023 تعلقت برفض أو حفظ الشكايات، حيث يعود سبب الرفض إلى احترام مبدأ الحرية التحريرية وحرية الإبداع الفني، خاصة في الأعمال التخييلية التلفزية. كما يعزى ارتفاع عدد الشكايات المحفوظة إلى الخلط بين مضامين شبكات التواصل الاجتماعي، التي لا تخضع لاختصاص الهيئة، والمحتوى الذي تبثه القنوات التلفزية.
حرصا على تعزيز الإنصاف المجالي في التغطية الإعلامية، قامت الهيئة خلال السنة الماضية بتحديد وتعيين 56 ترددا إذاعيا في 37 موقعا جغرافيا لفائدة المتعهدين العموميين والخواص، مما رفع العدد الإجمالي للترددات المستغلة إلى 1337 ترددا إذاعيا في 219 موقعا و396 ترددا أرضيا رقميا في 197 موقعا.