مرة أخرى، يتسبب القطار القادم من الجديدة في تعطيل المسافرين عن أشغالهم ودراستهم ومواعيدهم، في فضيحة جديدة، أمس الثلاثاء، لم يجد المسؤولون عن هذا الخط حرجا في تكرارها عدة مرات في الشهر بل في الأسبوع أو اليوم الواحد على مرأى ومسمع من الجميع، دون أدنى تحرك لتغيير هذا الواقع الذي أصبح قاعدة لا محيد عنها، وإلى حدود كتابة هذه السطور(9صباحا) لا يزال المسافرون القادمون من الجديدة، والذين استقلوا القطار الأول لم يصلوا بعد إلى محطات الوصول فيما تم إلغاء قطار الساعة 7.30 في آخر لحظة ودون أن يتم إعلام المسافرين قبلا بأنه معطل ولن يتحرك وقبل أن يتم بيع التذاكر للمسافرين، (بقي المسافرون ينتظرون تحرك القطار إلى حدود الساعة تقريبا 7.45)، في استهتار تام بالراكبين الذين لا يجدون مخاطبا في مكتب السكك الحديدية للعمل على تغيير هذا الوضع المخزي الذي يضرب في العمق كل المجهودات التي تبذل على كل المستويات ببلادنا.
المسافرون الذين عبروا عن غضبهم واحتجاجهم بالوقوف فوق السكة تحت المطر، أمام قطار 8.30، اعتبروا أن ما يتعرضون له كل يوم من تأخرات احتقارا لهم ولمصالحهم مهددين باللجوء إلى القضاء ومطالبين بتغيير الأوضاع بهذا الخط الذي يعتبر وصمة عار وسط باقي الخطوط التي يتأثر بعضها بالتأخرات التي تعرفها قطارات الجديدة خصوصا القطارات القادمة من مراكش وبرشيد وسطات على مستوى بوسكورة .
المسافرون المحتجون طالبوا بحضور المسؤولين، ليحضر المسؤول الجهوي ومدير المحطة كما حضرت السلطات العمومية ووقع المحتجون عريضة بحضور مفوض قضائي في أفق إنشاء جمعية تقوم بالدفاع عن مصالح الركاب.
زيادة على ما يعرفه هذا الخط من تأخرات مزمنة بسبب الحالة الميكانيكية للقطارات، فإن هذه الأخيرة ليس لها من القطارات سوى الاسم بسبب حالتها المتهالكة والمزرية فهي ليست سوى خردة متنقلة إلى درجة أن التساقطات المطرية تتسرب إلى عرباتها من النوافذ القديمة، المحتاجة إلى الإصلاح، في وضع يزيد من معاناة الركاب وغضبهم، وأكدت مصادر من السكيين أن المشكل الأساسي في هذه القطارات يكمن في انعدام التقنيين والكفاءات القادرة على إصلاح الأعطاب المتكررة، وكذا انعدام قطع الغيار لقطارات عتيقة جدا يعود تاريخ تدشينها إلى سنة 1986 (قطارات عويطة)، والتي اشتغلت في جميع الخطوط وعوض أن يتم إخراجها من الخدمة نهائيا حطت الرحال بخطوط الجديدة !؟
احتجاجات ركاب قطارات الجديدة، يوم أمس، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، على اعتبار أن هذا الوضع قابل للتكرار في القادم من الأيام لأن الإرادة في التغيير تبدو منتفية عند المسؤولين في المكتب الوطني للسكك الحديدية الذين يعتبرون هذا الخط غير ذي أهمية كبيرة رغم أن أنه أصبح يستقطب عددا كبيرا من الركاب الذين يفضلون الذهاب والإياب من الجديدة وإلى الدار البيضاء لقضاء مشاغلهم وللذهاب إلى مقرات عملهم عوض السكن والكراء بالدار البيضاء الذي يثقل كاهلهم، ولكن تجري قطارات الجديدة المتهالكة بما لا يشتهي هؤلاء المسافرون حيث تقف حجر عثرة أمامهم، وأمام تنقلاتهم المتعثرة، وفي أفق ما أعلن عنه المكتب الوطني للسكك الحديدة مؤخرا ( اقتناء ل 168 قطارا من الجيل الجديد، بهدف تحديث الأسطول الحالي للمكتب ومواكبة النمو المتزايد لحركة النقل السككي والمشاريع التنموية المبرمجة في أفق 2030، لاسيما تمديد خط القطار فائق السرعة من القنيطرة إلى مراكش، وتطوير خدمات سككية جديدة للنقل السككي الجهوي السريع)، يتساءل الجديديون ما نصيبهم من هذه القطارات، وهل سيظلون عرضة لكل أنواع التأخيرات والتعطيلات إلى حين تحديث أسطول السكك الحديدية أم أن مدينتهم سيكون نصيبها دائما قطارات متهالكة تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي معطلة تسير بسرعة السلحفاة في مسافة لا تتعدى 100 الكيلومتر تتطلب أكثر من ساعة ونصف أو أكثر لقطعها، هذا إن تحركت أصلا من محطة الانطلاق ؟ !
بسبب تأخرات قطارات الجديدة المتكررة ..مسافرون يحتجون بالوقوف فوق السكك الحديدية ويهددون باللجوء إلى القضاء

الكاتب : خديجة مشتري
بتاريخ : 12/03/2025