اليسار الجديد وقضية الصحراء المغربية -01-

نستعرض في الحلقات الآتية سلسلة من المواضيع المرتبطة بمواقف اليسار الجديد بالمغرب بشأن قضية الصحراء المغربية. ولعل اعتمادنا اصطلاح « اليسار الجديد» يستند على التداول المرتبط بمدلولات هذا المفهوم في علاقته بتنظيمات اليسار الماركسي- اللينيني- الماوي بأقطابه الثلاث البارزة.   منظمة « إلى الأمام، ومنظمة 23 مارس، و»لنخدم الشعب». كما نعتمد هذا المفهوم للتمييز الموضوعي بين التنظيمات الديمقراطية واليسارية المغربية» الرسمية» التي اشتغلت في الشرعية السياسية، والتنظيمات اليسارية الراديكالية التي عبرت عن مواقف متطرفة إزاء قضية الصحراء تلتقي في مجملها في إقرار « حق تقرير المصير» بإقامة تمييز بين ساكنة الصحراء والمغرب، أو باعتمادها مفاهيم خاصة من قبيل « الشعب الصحراوي» و « البؤرة الثورية» و «النضال الثوري» و «التناقض مع النظام..» الخ.

 

نستعرض في الحلقات الآتية سلسلة من المواضيع المرتبطة بمواقف اليسار الجديد بالمغرب بشأن قضية الصحراء المغربية. ولعل اعتمادنا اصطلاح « اليسار الجديد» يستند على التداول المرتبط بمدلولات هذا المفهوم في علاقته بتنظيمات اليسار الماركسي- اللينيني- الماوي بأقطابه الثلاث البارزة.   منظمة « إلى الأمام، ومنظمة 23 مارس، و»لنخدم الشعب». كما نعتمد هذا المفهوم للتمييز الموضوعي بين التنظيمات الديمقراطية واليسارية المغربية» الرسمية» التي اشتغلت في الشرعية السياسية، والتنظيمات اليسارية الراديكالية التي عبرت عن مواقف متطرفة إزاء قضية الصحراء تلتقي في مجملها في إقرار « حق تقرير المصير» بإقامة تمييز بين ساكنة الصحراء والمغرب، أو باعتمادها مفاهيم خاصة من قبيل « الشعب الصحراوي» و « البؤرة الثورية» و «النضال الثوري» و «التناقض مع النظام..» الخ.
وإذا كانت قضية الصحراء «الغربية» قد شكلت موضوع خلاف نظري وايديولوجي وسياسي حتى بين أقطاب اليسار الجديد نفسه لاعتبارات عديدة، فإن التمييز بين أوجه الاختلافات المذكورة يستند على المواقف المعلنة بشأن قضية الصحراء المغربية، إما في الوثائق الداخلية التي كانت تصدرها التنظيمات المذكورة، أوفي المواقف المعلنة في بعض المؤتمرات أو البيانات، أوالحوارات، أو في بعض المقالات، أو حتى في بعض المراجعات السياسية لبعض المواقف المعلنة.
وإننا إذ نعرض هذه المواقف في سلسلة الحلقات الآتية، فإننا نروم التعريف بمنطلقاتها، وبأسسها السياسية من خلال تجميع بعض الوثائق ذات الصلة بالموضوع لتكون مادة مفتوحة لعموم المهتمين والباحثين، ولعموم القراء للاطلاع على جزء من الذاكرة السياسية الوطنية في علاقتها بموضوع حيوي واستراتيجي بالنسبة لبلادنا.
وتبدو اليوم الحاجة للاطلاع على هذه الوثائق ضرورية للغاية، ليس فقط من أجل التعرف عليها، بل من أجل الكشف عن العديد من المعطيات المتناقضة، واللاتاريخية المرتبطة بالموضوع، وخصوصا منها التناقضات ذات الطابع المفاهيمي، والسياسي، والنظري التي اعترت المواقف المعبر عنها من قبل بعض أقطاب اليسار الجديد. وهي التي جعلت منها حقلا خصبا للاختلاف، والمراجعات التي تمت داخل صفوف اليسار الجديد على امتداد مراحل معينة. وفي ذات السياق، يستوجب التوقف عند بعض الكتابات العميقة لبعض القياديين اليساريين بشأن موضوع الصحراء، وخصوصا منها تلك التي وقعت على سجالات رصينة تهم تفنيد ودحض بعض الأطروحات الزائفة بشأن الموضوع، وفي مقدمتها مفهومي « الشعب الصحراوي» و « تقرير المصير».
إن هدفنا ليس هو العودة إلى ظروف نشأة اليسار الجديد بالمغرب، ولا إلى إصدار أحكام قيمية إزاء المواقف التي عبرت عنها هذه التنظيمات، بل هدفنا هو فهم خلفية وطبيعة المواقف المعبر عنها في سياقها التاريخي (بالنظر لمجموع العوامل التي رافقتها وأنتجتها)، وتحليل المعطيات المرتبطة بها.
لذلك ارتأينا أن نقسم هذه السلسلة إلى جزأين. الجزء الأول، خصصناه لاستعراض مواقف منظمة « إلى الأمام» ، و « 23 مارس، ثم « لنخدم الشعب». وهي المواقف التي استقيناها من الوثائق التي أصدرتها التنظيمات المذكورة نفسها، أو من خلال بعض الكتابات بشأنها، واستعرضناها بأكبر قدر ممكن من الموضوعية، دون الحكم عليها أو التصرف فيها. مع التأكيد بأن هذا العمل لا يدعي الاكتمال، بالنظر لمحدودية تجميع الوثائق، وبالنظر أيضا لضعف التوثيق المرتبط بالموضوع.
وجزء ثان، خصصناه للتعريف بالأطروحات النظرية والسياسية لعضوين بارزين من تنظيمات اليسار الجديد بالمغرب. ويتعلق الأمر بالفقيد عبد السلام المودن، والأستاذ علال الأزهر باعتبار أن هذه الأطروحات تشكل لوحدها مرجعيات عميقة لأطروحات اليسار الجديد، ونقدا منهجيا جريئا ومتقدما في زمانه، وفي سياقاته. وهو ما يجعل منها دروسا في السجال السياسي، وأرضيات فكرية رصينة أنتجتها المدرسة اليسارية بالمغرب. أرضيات صالحة للترافع بشأن مختلف الأسئلة المرتبطة بتطور ملف الصحراء المغربية.


الكاتب : تقديم وإعداد: عبد المطلب أعميار

  

بتاريخ : 14/03/2025