احتضن «المنتزه الوطني لخنيفرة»، يوم السبت 8 مارس 2025، فعالية «مقهى المواطنة»، التي جاءت بمبادرة من مجلس طلبة «المدرسة العليا للتكنولوجيا» بخنيفرة، ونظمتها «حركة مواطنون» بشراكة مع نادي منظمة الطالب التابع للمدرسة العليا للتكنولوجيا، وجمعية المجلس المشترك لطلبة وخريجي المدرسة العليا للتكنولوجيا، حيث شكل الحدث فرصة سانحة للاحتفاء باليوم العالمي لحقوق المرأة عبر تسليط الضوء على قضاياها وإبراز دورها في التنمية المجتمعية، خصوصا في المناطق الجبلية التي تواجه فيها النساء تحديات مضاعفة.
تميزت هذه الفعالية بحضور لافت لعدد من التعاونيات المحلية والجمعيات المهتمة بالتنمية والتربية، إلى جانب مشاركة ممثلة عن مشروع «نساء صامدات بالأطلس المتوسط»، وقد ساهمت هذه الجهات في إثراء النقاش من خلال استعراض تجاربها وخبراتها الميدانية في دعم المرأة وتمكينها اقتصاديا واجتماعيا، سواء عبر المبادرات الحرفية والتعاونية أو من خلال البرامج التوعوية التي تستهدف النساء في وضعيات هشّة، في حين لم يكن اللقاء مجرد مناسبة احتفالية، بل شكل فضاء للحوار العميق حول التحديات التي تواجهها المرأة المغربية.
انطلقت الفعالية بعرض فيديو تعريفي بالمنتزه الوطني لخنيفرة، سلط الضوء على أهمية شجرة الأرز والدور المحوري الذي يلعبه المنتزه في حماية التنوع البيولوجي والتوازن البيئي، وقد أبرز العرض العلاقة الوثيقة بين حماية البيئة ودور المرأة، خصوصا في المجتمعات القروية التي تعتمد بشكل كبير على الموارد الطبيعية، ومن أبرز محاور اللقاء كان النقاش التفاعلي الذي حمل عنوان «باش كايحلمو المغربيات»، حيث تمحورت المداخلات حول التطلعات التي تراود النساء في مختلف ربوع المملكة.
ومن خلال أشغال اللقاء، تم التركيز على العراقيل التي تحول دون تحقيق التطلعات النسائية، بدءً من العقبات القانونية والاجتماعية، وصولا إلى الصعوبات والاكراهات الاقتصادية التي تواجه النساء المقاولات والراغبات في خلق مشاريع مدرة للدخل، وهو النقاش الذي أتاح فرصة مواتية لطرح أفكار عملية حول سبل تحسين أوضاع النساء، سواء عبر تعزيز التكوين والتأهيل المهني أو من خلال توسيع نطاق المبادرات التي تدعم الاستقلال المالي للمرأة قرويا وحضريا، في أفق ضمان تمكينها من ممارسة دورها كاملاً في بناء مجتمع أكثر إنصافًا واستدامة.
في ختام الفعالية، خلص المشاركون إلى مجموعة من التوصيات التي أكدت على ضرورة تكثيف الجهود لدعم المرأة وتعزيز حضورها في مختلف المجالات، مع التأكيد على الدور المحوري للمجتمع المدني في إحداث التغيير الإيجابي، كما تم التشديد على أهمية استدامة مثل هذه اللقاءات التي تجمع بين التوعية والتحفيز على الفعل الميداني، بهدف خلق دينامية مجتمعية تدفع نحو تحسين أوضاع النساء وتعزيز مساهمتهن في التنمية المحلية، ولم يخلُ الحدث من لمسة احتفالية تم فيها توزيع شهادات تقديرية على مختلف الفاعلين والمنظمين.
بمشاركة أطر المنتزه الوطني وطلبة المدرسة العليا للتكنولوجيا .. فاعلون في خنيفرة يناقشون العقبات التي تعترض المرأة في التنمية بالمناطق الجبلية

الكاتب : أحمد بيضي
بتاريخ : 19/03/2025