أكد مصدر في حركة «حماس»، مقتل 5 قياديين في حماس بالغارات الإسرائيلية على غزة بينهم عصام الدعاليس وأبو عبيدة الجماصي عضوا المكتب السياسي للحركة ومحمود أبو طفة وكيل وزارة الداخلية في غزة.
وأشار المصدر إلى «استشهاد عصام الدعاليس عضو المكتب السياسي لحركة حماس والملقب بـ»المهندس»، إضافة إلى أبو عمر الحتة، وكيل وزارة العدل، ومحمود أبو وطفة، وكيل وزارة الداخلية وأبو عبيدة الجماصي عضو المكتب السياسي لحركة حماس، وبهجت أبو سلطان، رئيس جهاز الأمن الداخلي في غزة» .
وتوعدت إسرائيل امس الثلاثاء حماس بمواصلة القتال في غزة حتى «إعادة الرهائن» الذين تحتجزهم الحركة ، وذلك عقب غارات على القطاع المحاصر هي الأعنف منذ سريان وقف إطلاق النار بين الطرفين، أسفرت عن مقتل 413 شخصا بحسب وزارة الصحة التابعة للحركة.
قوة عسكرية متزايدة
وتعد الضربات انتكاسة كبرى للهدنة التي بدأت 19 يناير بعد 15 شهرا من اندلاع الحرب عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع منأكتوبر 2023. وتأتي الضربات التي أثارت مواقف دولية منددة، في ظل تعثر النقاش بشأن المراحل التالية من الهدنة وتباين للمواقف بين الطرفين.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على إكس فجر الثلاثاء إنه «بناء على توجيهات المستوى السياسي»، بدأت القوات «هجوما واسعا على أهداف(…) تابعة لمنظمة حماس في أنحاء قطاع غزة».
وأعلن الجيش الإسرائيلي مهاجمة عدة أهداف لحركة حماس في جميع أنحاء قطاع غزة، فيما قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس وجها الجيش بتكثيف العمليات ضد الحركة.
وقال المدير العام للمستشفيات في الوزارة محمد زقوت إن غالبية الضحايا «من الاطفال والنساء» مشيرا إلى وقوع «مئات المصابين بينهم عشرات في حالات خطيرة وحرجة، جراء العدوان الإسرائيلي وسلسلة الغارات الجوية العنيفة والدموية» على القطاع المدمر.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أن الغارات أمر بها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس عقب «رفض حماس المتكرر إطلاق سراح رهائننا ورفضها لكل المقترحات التي تلقتها من المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف والوسطاء».
وحذرت من أن «إسرائيل ستتحرك الآن ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة».
وحذر كاتس من أن الدولة العبرية لن تتوقف «عن القتال طالما لم تتم إعادة الرهائن إلى ديارهم ولم تتحقق جميع أهدافنا من الحرب».
«لجم عدوان الاحتلال»
من جهته، أكد قيادي في حماس لفرانس برس أن الحركة تعمل مع الوسطاء في اتفاق الهدنة، أي الولايات المتحدة وقطر ومصر، على «لجم عدوان الاحتلال».
وأوضح «حماس وفصائل المقاومة في حالة انعقاد دائم لتقييم الوضع والعمل مع الوسطاء للجم العدوان»، مشددا على أن الحركة «التزمت باتفاق وقف النار ونفذته بدقة، لكن الاحتلال الاسرائيلي تنصل من تنفيذه وانقلب عليه باستئناف العدوان والحرب».
وأصدرت حركة حماس الفلسطينية بيانا قالت فيه «نحم ل (رئيس الوزراء الإسرائيلي) نتنياهو المجرم والاحتلال الصهيوني النازي المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان الغادر على غزة، وعلى المدنيين العز ل وشعبنا الفلسطيني المحاصر، الذي يتعر ض لحرب متوح شة وسياسة تجويع ممنهجة».
وأضاف البيان: «نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول. ونطالب الوسطاء بتحميل نتنياهو والاحتلال الصهيوني المسؤولية كاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه».
وتابع البيان: «ندعو جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى تحمل مسؤوليتهما التاريخية في دعم صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وكسر الحصار الظالم المضروب على قطاع غزة»، داعي «الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد العاجل لأخذ قرار ي لزم الاحتلال بوقف عدوانه، وإلزامه بالقرار 2735 الداعي لوقف العدوان والانسحاب من كامل قطاع غزة».
وأعادت الغارات غير المسبوقة من حيث الكثافة والنطاق منذ سريان الهدنة، الى سكان القطاع ذكريات الأيام الأولى من الحرب التي ألحقت به دمارا هائلا وأزمة انسانية كارثية طالت سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون.
وقالت جيهان النحال (43 عاما) التي تقيم في حي النصر في شمال غرب مدينة غزة «كنت أجهز السحور للأولاد، وكنت أسمع طائرات إسرائيلية فوق غزة، وفجأة وقعت انفجارات ضخمة، وكأنها أول يوم في الحرب، وفي كل مكان صراخ ونيران تشتعل والغالبية أطفال».
وأضافت «لدينا شهداء وجرحى من أقاربي ولا يوجد دفاع مدني والقصف مستمر. إنها حرب إبادة حقيقية. في كل مكان قصف. اليوم شعرت أن غزة جحيم حقيقي».
بدوره، روى رامز العمارين (25 عاما) الذي يقيم في خيمة بمنطقة الزيتون في جنوب شرق مدينة غزة أن «القصف من الطائرات الحربية والدبابات في كل مكان. فتحوا نار جهنم من جديد على غزة».
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أن الجيش استهدف بالغارات الجوية والقصف المدفعي «خيام النازحين ومراكز إيواء النازحين ومنازل على سك انها المدنيين، واستهدف نقاطا للشرطة والحكومة وطرقات».
من ناحيته، قال مسؤول إسرائيلي لفرانس برس إن الدولة العبرية استهدفت قيادة حماس وبنيتها التحتية.
وقال المسؤول طالبا عدم نشر اسمه إن الجيش «شن سلسلة ضربات استباقية استهدفت قادة عسكريين من رتب متوسطة، ومسؤولين قياديين، وبنية تحتية «، مؤكدا أن العملية «ستستمر ما لزم الأمر، وستتوسع لأكثر من ضربات جوية».
وامتدت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع، تم خلالها الإفراج عن 33 رهينة بينهم ثماني جثث، في مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني. وفي حين أعلنت إسرائيل تأييدها مقترحا أميركيا لتمديد الهدنة حتى منتصف أبريل، شددت حماس على ضرورة بدء التفاوض بشأن المرحلة الثانية التي من المفترض أن تضع حدا نهائيا للحرب وانسحاب الجيش من كامل القطاع.
وأفادت بأن نتانياهو يعتزم ممارسة «ضغوط قصوى» على الحركة وفق خطة من ثلاث مراحل تعرف باسم «خطة الجحيم». ونفذت إسرائيل الى الآن بندين وردا في الخطة المفترضة، هما منع دخول المساعدات الإنسانية الى القطاع وقطع الكهرباء عنه. وبحسب الخطة، فالمرحلة الثالثة هي استئناف الحرب واستخدام قنابل ثقيلة وفرتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل.
اسرائيل استشارت البيت الابيض
وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن إسرائيل «استشارت» إدارة ترامب قبل أن تشن غاراتها على القطاع.
وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، اليوم الثلاثاء، بأن إسرائيل تباحثت مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن هجماتها الأخيرة على قطاع غزة.
وقالت ليفيت في مقابلة على قناة «فوكس نيوز» الأميركية: «تم استشارة إدارة ترامب والبيت الأبيض من قبل الإسرائيليين في هجماتهم في غزة الليلة» .
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت لشبكة فوكس نيوز «كما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين وإيران وكل من يسعى لترويع ليس إسرائيل فحسب، بل الولايات المتحدة أيضا، سيدفع ثمنا باهظا – أبواب الجحيم ستفتح على مصراعيها».
واتهمت حماس الدولة العبرية بـ»الانقلاب» على اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت إن «نتانياهو وحكومته النازية يستأنفون العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة»، و»يأخذون قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول».
وفي بيان ثان ، اعتبر عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق أن «قرار نتانياهو بعودة الحرب هو قرار بالتضحية بأسرى الاحتلال وحكم بالإعدام ضدهم»، مضيفا أن «نتانياهو قرر استئناف حرب الإبادة بوصفها قارب نجاة له من الأزمات الداخلية».
وطالبت حماس الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالانعقاد العاجل لأخذ قرار «يلزم الاحتلال بوقف عدوانه».
وفي مقابلة أجرتها معه محطة «سي ان ان» الأحد، قال المبعوث الأميركي إن مقترحه يتضمن عودة خمسة رهائن أحياء، من بينهم الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، في مقابل إطلاق سراح «عدد كبير من السجناء الفلسطينيين».
وأشار ويتكوف الى أن رد حماس عليه كان «غير مقبول بتاتا».
وكانت الحركة أعربت الجمعة عن استعدادها للإفراج عن عيدان ألكسندر وتسليم رفات أربعة إسرائيليين من حاملي الجنسية الأميركية، في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وبغية الانتقال إلى المرحلة الثانية، تطالب إسرائيل بإبعاد قيادة حماس من غزة حيث تتولى الحركة الحكم منذ 2007 وتفكيك ذراعها العسكرية ونزع سلاحها.
ضرورة موقف دولي حازم
وطالبت الخارجية الفلسطينية بموقف دولي حازم لتثبيت الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، محذرة من إقدام الاحتلال على تنفيذ مخططاته بتهجير الفلسطينيين.
وأكدت خارجية فلسطين في بيان، أن الحلول السياسية هي مدخل لتحقيق التهدئة ووقف العدوان واستعادة الأفق السياسي لحل الصراع، معتبرة استمرار العدوان واستباحة دماء الأطفال والنساء والمدنيين العزل يمثل هروبا إسرائيليا رسميا من استحقاقات تثبيت وقف حرب الإبادة والتهجير وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، وتعطيلا للجهود الدولية الداعمة لخطة إعادة الإعمار وتوحيد شطري الوطن، وتجسيد الدولة الفلسطينية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له: «تشن قوات جيش الدفاع والشاباك هجوما واسعا على أهداف إرهابية تابعة لمنظمة حماس الإرهابية في أنحاء قطاع غزة»، مشيرا إلى أن الهجمات تأتي «بناء على توجيهات المستوى السياسي».
وجاء في بيان لرئاسة الوزراء الإسرائيلية: «أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس تعليمات للجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة ضد منظمة حماس الإرهابية في قطاع غزة وذلك بعد أن رفضت حماس مرارا وتكرارا إطلاق سراح رهائننا، ورفضت كل العروض التي تلقتها من المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف ومن الوسطاء».
ظل القمة العربية
يذكر أن القاهرة استضافت في 4 مارس الجاري، قمة عربية طارئة لبحث الأوضاع والتطورات في قطاع غزة، مع انتهاء المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل، دون اتفاق على تمديدها أو على بدء المرحلة الثانية.
ونص البيان الختامي للقمة العربية الطارئة على اعتماد القادة العرب الخطة المصرية المطروحة بالتنسيق مع فلسطين والدول العربية بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، باعتبارها «خطة عربية جامعة»، وتعهدوا «بالعمل على تقديم كافة أنواع الدعم المالي والمادي والسياسي لتنفيذها، وكذلك حث المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم للخطة».
وكان اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي…
وينص الاتفاق في مرحلته الأولى، والتي استمرت لمدة ستة أسابيع (42 يوم ا) على وقف إطلاق النار بين الطرفين وإطلاق سراح 33 محتجز ا من الإسرائيليين. وفي مقابل ذلك، تقوم إسرائيل بإطلاق سراح عدة مئات من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية من ذوي الأحكام العالية والمؤبدة، بالإضافة لإدخال 600 شاحنة مساعدات إغاثية يوميا.
وانتهت المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، في الأول من مارس الجاري، دون اتفاق على تمديدها أو على بدء المرحلة الثانية، فيما تجرى مشاورات مكثفة حاليا بين الوسطاء لبحث الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وبوقت سابق، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده تدعو إلى البدء فورا باستئناف عملية التفاوض بشأن إقامة دولة فلسطينية؛ مشددا على موقف الرئيس فلاديمير بوتين، الداعي إلى تسوية أزمة الشرق الأوسط على أساس صيغة «حل الدولتين»، التي أقرها مجلس الأمن الدولي.
مواقف دولية منددة
وتوالت المواقف الدولية المنددة بالغارات الإسرائيلية المتجددة.
واعتبرت مصر أن الضربات «تنذر بعواقب وخيمة على المنطقة»، بينما رأت تركيا أن هذه الضربات هي «مرحلة جديدة في سياسة إبادة».
بدورها حذرت الرئاسة الروسية من «دوامة التصعيد» في غزة، بينما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «صدمته» حيال الضربات.
ويأتي هذا التصعيد بعدما أعلنت إسرائيل الأحد أنها أرسلت مفاوضين إلى مصر ليناقشوا مع الوسطاء المصريين قضية الرهائن في غزة.
وبدأت مفاوضات غير مباشرة الأسبوع الماضي في الدوحة بشأن وقف دائم لإطلاق النار، لكن الوفدين غادرا العاصمة القطرية الجمعة دون إحراز تقدم.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «صدمته» إزاء تجدد الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة داعيا إلى احترام وقف إطلاق النار، بحسب ما أفاد ناطق باسم الأمم المتحدة.
وقال المتحدث رولاندو غوميز لصحافيين إن «الأمين العام يشعر بالصدمة حيال الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة.. يناشد بقوة إلى احترام وقف إطلاق النار وإلى إعادة إفساح المجال للمساعدات الإنسانية من دون عراقيل وإطلاق سراح من تبقى من الرهائن بشكل غير مشروط».
وحذر الكرملين من «دوامة التصعيد» .
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن «تفاقم الوضع، دوامة أخرى من التصعيد، يشكل مصدر قلق بالنسبة إلينا».
اعتبر رئيس الوزراء الأردني، جعفر حسان، حرب إسرائيل على غزة «حربا على الإنسانية» مؤكدا على ثوابت الأردن الراسخة في رفض التهجير أو إيجاد وطن بديل للفلسطينيين.
وقال حسان في بيان نشر على «إكس» يوم الثلاثاء: «الحرب التي تشن ها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية، وكل المجتمع الدولي يجب أن يكون معنيا بوقف هذا التوحش الذي طال الأطفال والنساء والعزل، واليوم يتمثل في التجويع لغايات التهجير وطرد الشعب الثابت على أرضه» .
وأكد رئيس الوزراء الأردني على ثوابت الأردن القوية والراسخة تجاه القضي ة الفلسطينية، التي يعبر عنها الملك عبد الله الثاني دائما ، المتمثلة في «لاءات الأردن الثلاثة»» (لا للتهجير، لا للتوطين، لا للوطن البديل).