أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن وصول 62 شهيدا وأكثر من 296 إصابة، إلى مختلف مستشفيات القطاع، وذلك خلال الـ24 ساعة الماضية، بفعل القصف المستمر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت الوزارة في بيان لها أول أمس الثلاثاء، أنه ما زال العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وقالت إن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت 792 شهيدا، و1,663 إصابة، بينما ارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 50,144 شهيدا و 113,704 إصابات منذ السابع من أكتوبر 2023.
وفي بيان آخر، أكدت الوزارة أن هناك تزايدا في الاحتياج لوحدات الدم مع ارتفاع أعداد الجرحى ولتغطية احتياج مرضى الدم بالمستشفيات.
وأوضحت أن «أرصدة المهام الطبية الخاصة بالمختبرات وبنوك الدم مستنزفة، وما هو متوفر لا يلبي متطلبات العمل مع تزايد أعداد الجرحى. وإن استمرار اغلاق المعبر أمام الإمدادات الطبية والتجهيزات الخاصة بالمختبرات يفاقم الأزمة».
وذكرت أن «الاحتياج من وحدات الدم في المستشفيات يبلغ شهريا 8000 وحدة لتغطية احتياج الجرحى ومرضى الدم والثلاسيميا، ونواجه تحديا في توفير وحدات الدم من المتبرعين نظرا لانعدام الأمن الغذائي والمائي والدوائي لدى المواطنين».
وأشارت إلى أن «المختبرات في مستشفيات غزة والشمال تعمل ضمن إجراءات إسعافية نظرا لعدم توفر الأجهزة المخبرية والمستهلكات الخاصة بها»، مجددة مناشدتها للمواطنين بالتوجه إلى المستشفيات العاملة للتبرع بالدم.
ويتواصل القصف الإسرائيلي المكثف في ظل تشديد «تل أبيب» حصارها على القطاع ما تسبب في دخول الفلسطينيين في مجاعة جديدة حيث أغلقت المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية منذ 2 مارس الجاري.
وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 124 ألف شخص نزحوا مرة أخرى بعد أن استأنفت «إسرائيل» هجماتها على قطاع غزة وأصدرت «أوامر الإخلاء».
إلى ذلك، دعا عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني المجتمع الدولي، أول أمس الثلاثاء الى إلزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، داعيا إلى تكثيف الجهود لـ»وقف الهجمات الإسرائيلية على غزة بشكل فوري».
ووفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي، أكد الملك خلال اتصال هاتفي مع رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز «ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة بشكل فوري».
وحث الملك المجتمع الدولي على «التحرك لإلزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار بغزة في جميع مراحله، واستئناف إيصال المساعدات الإنسانية».
وحذ ر الملك من «خطورة استمرار الحرب على حياة المدنيين الأبرياء، وتفاقم الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه أهالي قطاع غزة، وتفجر الأوضاع بالمنطقة».
وجدد رفض المملكة «تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية»، مؤكدا أن «لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين».
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل تسبب بمقتل 1218 شخصا في الجانب الإسرائيلي، ولا تزال 58 رهينة من أصل 251 خطفوا خلال الهجوم في السابع من أكتوبر 2023 محتجزين في غزة بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم توفوا.
واستأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة في 18 مارس بعد قرابة شهرين من وقف لإطلاق النار تم خلاله الإفراج عن 33 رهينة مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
من جانبها، أكدت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، نقلا عن مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تخطط لهجوم بري كبير محتمل على قطاع غزة، يتضمن إرسال عشرات الآلاف من الجنود للقتال واحتلال مناطق واسعة من القطاع.
وأوضحت الشبكة أن هذا الهجوم يعد أحد السيناريوهات العديدة التي تدرسها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل تكثيف هجماتها على غزة للضغط على حماس لإطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين دون إنهاء الحرب.
ولفتت إلى أن مصر وقطر تكثفان جهودهما لإحياء وقف إطلاق النار، فيما قال أحد المصادر إن «التسريبات حول هجوم بري كبير هي جزء من جهد إسرائيلي لممارسة المزيد من الضغط على حماس على طاولة المفاوضات».
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل سبق أن ألمحت إلى استعدادها لوقف الهجمات إذا وافقت حماس على إطلاق سراح الأسرى، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، بقيادة رئيس أركانه الجديد إيال زامير، «يعد منذ أسابيع خططا لعملية واسعة النطاق في غزة».