يقدّر عددهم بحوالي 400 ألف مريض .. اختفاء دواء علاج الصرع الأقل سعرا من الصيدليات يفاقم معاناة المرضى ويعرَّضهم للخطر

انضاف دواء «غاردينال» الذي يتناوله المصابون بمرض الصرع إلى قائمة الأدوية «المنقرضة» في الصيدليات المغربية لأسباب يجهل طبيعتها المواطنون والصيادلة، واختفى هذا الدواء منذ أكثر من أسبوعين متسببا في أزمة كبيرة بتداعيات مختلفة للمرضى وأسرهم، صحية واجتماعية، بالنظر إلى أن الأمر يتعلق بصنف من الأدوية هو الأقل سعرا، إذ لا يتجاوز ثمنه 11 درهما و 30 سنتيما، وهو ما يمكن أن يكون سببا رئيسيا في هذا الاختفاء.
وأكدت مصادر صيدلانية لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن الدواء المختفي لا جنيس له، خلافا للكمّ الكبير من الأدوية الجنيسة التي تتضمن مادة الأموكسيسيلين أو الأومبيرازول، على سبيل المثال لا الحصر، التي تتوفر بكثرة لدرجة أن بعضها تنتهي صلاحيته على الرفوف، والحال أن الجهود الفعلية يجب أن تنصب حول الأدوية التي أضحت أسعارها منخفضة والتي لا تغري المختبرات لتركيز جهودها التصنيعية عليها، مما يؤدي إلى وقوع أزمات يدفع المريض ثمنها على أكثر من صعيد.
وشددت مصادر الجريدة على أن الدواء المختفي هو الوحيد الذي في متناول المرضى المنحدرين من الفئات الاجتماعية الهشة، مشيرة إلى أن هناك أصنافا أخرى لكنها تظل باهظة الثمن بالنسبة للكثيرين، وبالتالي فالولوج إليها تعتريه صعوبات مادية، لأن منها الذي يصرف بمبلغ 100 و 300 ثم نوع آخر بـ 500 درهم. وكشف مهنيون للصحة لـ «الاتحاد الاشتراكي» بأن عددا كبيرا من المصابين بالصرع يصرّون على الصيام خلال شهر رمضان، وتزداد حدة وضعيتهم الصحية خلاله، وتتفاقم الآلام أكثر فأكثر بسبب غياب هذا الدواء وعدم حصولهم على الجرعات التي يوصي بها الطبيب المعالج.
وتشير الأرقام التقريبية إلى أن عدد المصابين بالصرع في بلادنا يقدّر بحوالي 400 ألف مريض، ويتعلق الأمر باضطراب مزمن يصيب الدماغ، حيث تحدث نوبات متكررة عبارة عن حركات لاإرادية تقع في جزء من الجسم أو بأكمله، يترتب عنها في عدد من الحالات فقدان للوعي وغيرها من المضاعفات الأخرى، التي تكون نتيجة للشحنات الكهربائية التي تطلقها مجموعة من خلايا الدماغ. ويؤكد المختصون على أن نوبات الصرع تكون خطيرة جدا ويمكن أن يتعرض خلالها المريض لأضرار متفاوتة الحدة كما قد يتطور الأمر إلى حدّ الوفاة، مشيرين إلى أن الأزمة الصحية يمكن أن تقع للشخص وهو يستحم أو يقود سيارة أو دراجة أو في حالات ووضعيات مختلفة، قد يؤدي سقوطه أرضا إلى وقوع ما لاتحمد عقباه، وهو ما يفرض ضرورة خضوعه للفحوصات الطبية المنتظمة ويتطلب تمكين المريض من الدواء في وقته المحدد تلافيا لكل التداعيات المختلفة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 27/03/2025