في ليلة استثنائية امتزج فيها الفن بالإبداع، والمسرح بالكوميديا الهادفة، احتضن المركب الثقافي بمدينة بنسليمان يوم الأربعاء 19 مارس 2025 عرضًا مسرحيًا مميزًا بعنوان «الغميضة». لم يكن مجرد عرض مسرحي عابر، بل كان احتفالًا بالفن ورسالة قوية تعكس الدور العميق للمسرح في نشر الوعي والتحفيز على الإبداع. بقيادة المخرج والفنان الشرقي الساروتي، وبمشاركة نخبة من نجوم الكوميديا المغربية، استطاع العرض أن يخلق لحظات من الضحك والتأمل، في ليلة استثنائية أضاءت سماء بنسليمان بنجوم الإبداع والتميز.
وكانت القاعة مكتظة عن آخرها بالجماهير المتعطشة للفن المسرحي الهادف، حيث حضر هذا العرض عدد من المسؤولين والمنتخبين بالإضافة إلى جمهور غفير، في دعم وتشجيع الفعاليات الثقافية، مما يساهم في تحفيز المبدعين والمساهمة في نشر الثقافة والفن في المنطقة.
كان لهذا الحدث حضور مميز من مختلف الفئات العمرية، ما يعكس الإقبال الكبير على هذا النوع من الفعاليات الفنية.
وقد أبدع كل من محمد مهول، جواد السايح، رجاء لطفين، والشرقي الساروتي في تقديم عرض كوميدي اجتماعي يجمع بين الذكاء والفكاهة ويطرح قضايا اجتماعية بأسلوب ساخر. مما جعله ينال إعجاب الجمهور بشكل لافت، حيث تم التفاعل مع المشاهد والنكت التي حملت رسائل إنسانية واجتماعية هادفة.
غير أن ما جعل هذا العرض مميزًا أكثر من كونه مجرد حدث فني، هو الرسالة العميقة التي حملها في ختام العرض، حيث تم تكريم وتشجيع مجموعة من الوجوه المبدعة من أبناء المدينة. تم خلالها تحفيز طاقات شابة بالإقليم في مجالات متعددة، مثل الإعلام والصحافة، حيث طالت مبادرة التكريم الاعلاميين إلياس الحرفوي وهشام جناح، وفي مجال الفن تم تكريم الموهبة الصاعدة عبيدات الرمى (أيمن سلطان)، بالإضافة إلى تكريم والتنويه بالرياضيين المتميزين مثل البطل أحواض أشرف من جمعية النصر للكيك بوكسين ومدرب الفريق عماد لمغيلي. هذه التحفيزات لم تكن وليدة اللحظة، بل هي نتيجة سنوات من العمل المستمر للفنان الشرقي الساروتي الذي لطالما كان أحد أبرز الداعمين والمشجعين لأبناء مدينته في كل المحافل والتظاهرات، ليواصل بذلك مشواره في تحفيز الطاقات الشابة وتحقيق النجاحات في مختلف المجالات.
مسرحية «الغميضة» وبالرغم من كونها عملا كوميديا ساخرا، إلا أنها حملت رسائل اجتماعية وإنسانية عميقة، حيث سلطت الضوء على بعض القضايا الحياتية التي يعاني منها المجتمع، مع الحفاظ على الروح الفكاهية التي أدخلت البهجة في قلوب الحاضرين، مما جعل العرض يحظى بقبول واسع من طرف الجمهور، ليبرهن على قدرة المسرح على الجمع بين الترفيه والتوعية في قالب واحد.
وفي الختام، يؤكد هذا الحدث على أهمية المسرح والفنون في تكوين مجتمعات أكثر وعيًا وتحفيزًا للأجيال القادمة، إذا ما تحققت الرغبة والإرادة لدى المسؤولين المحليين والفنانين في الدفع بالمجال الثقافي إلى الأمام. وبذلك، أصبح عرض «الغميضة» واحدًا من أبرز المحطات الثقافية في بنسليمان، تاركا أثرا كبيرا في نفوس الحضور ومحفزًا لمزيد من الفعاليات الثقافية الهادفة في المستقبل.