واش حنا هوما حنا.. 24- سلمات يحكي عن النفالي و «لهبال ف الكشينة» وأول مهرجان للصويرة 1

هي مظاهر ومشاهد إما عشناها أو واكبنها كأحداث ، منها ما يدخل في إطار نوسطالجيا جمعتنا ومنها ما هو حديث مازلنا نعيشه ، في هذه السلسلة نحاول إعادة قراءة وصياغة كل ما ذكرنها من زاوية مختلفة ، غير المنظور الآني في حينه لتلك المظاهر والمشاهد والتي يطبعها في الكثير من الأحوال رد الفعل والأحكام المتسرعة ، وهي مناسبة أيضا للتذكير ببعض الجوانب من حياتنا ، وببعض الوقائع التي مرت علينا مرور الكرام بدون تمحيص قي ثناياها…

 

في غشت 2003 أجريت رفقة زميلي الصديق جلال كندالي سلسلة مطولة مع الفنان الكبير المرحوم مصطفى سلمات ،كانت سلسلة ماتعة سنحاول أن ننقلها إلى كتاب، ونظرا لأهميتها وللأحداث التي تناولتها والتي تؤرخ في جوانب منها للمسرح المغربي، ارتأيت أن انقل جانبا مما حكاه هذا الشامخ تكريما لروحه وعطائه …
يقول سلمات في إحدى حلقات هذه السلسلة مسترسلا في حكيه :
فتحت نقاشا مع العديد من شباب الحي الذي كنت أقطنه، والذي كان فيه من يتابع دراسته بالمعهد، ومنهم منضمون إلى فرق مسرحية بالمدينة القديمة·
تم الاتفاق بيننا، وقد كلفنا شابا آنذاك اسمه حسن السامي، الذي ألف مسرحية «أيام زمان»، وقد شارك في أدائها، حسن النفالي، زكرياء أحمد مصطفى الغزواني إلى غير ذلك من الأسماء التي مازالت تمارس المسرح إلى الآن·
وأنا أقوم بتهييء المسرحية كمخرج، دعاني الأستاذ الصديقي للمشاركة في مهرجان الصويرة، الذي انعقد تحت شعار «الموسيقى أولا»، مما اضطرني إلى تكليف نجيب الغيلاني لإتمام الإخراج، وهو بالمناسبة مخرج معروف الآن، مما جعل مسرحية «أيام زمان» بالنسبة لإخراجها تحمل توقيعي مصطفى سلمات ونجيب الغيلاني، طبعا كانت الفرقة تتشكل من 35 فردا، اضطررت للسفر إلى مدينة الصويرة شهرا قبل انطلاق المهرجان، قصد التهييء·· وأول ما قمنا به هناك هو صباغة المدينة باللون الأزرق ليلا، في غفلة من أعين السكان· حين استفاق السكان صباحا، كانت ردود الفعل متباينة· كما عملنا على هدم السور الذي كان يتواجد بالقرب من «المرسى» باتفاق مع السلطات المحلية· هذا السور تم تشييده من قبل للحيلولة دون مرور المعوزين والسائلين لطلب الصدقات هناك، بالنسبة لمدينة الصويرة، لم تكن تتوفر على قاعات للعروض، الشيء الذي دفعنا لاستغلال قاعة مخصصة لكرة السلة قصد التمرين، كما كنا نضطر للدخول إلى هذه القاعة في أوقات التداريب حفاة، حفاظا على أرضية هذه القاعة، أما بالنسبة للمسرح، فقد اخترنا السوق كفضاء لإلقاء مسرحيتنا «سيدي عبد الرحمان المجدوب» وقد شارك معنا في هذا العمل، ثريا جبران، عبد الرزاق الصديقي، علي الصماعي، الحبشي، نور الدين بكر، عزيز الضيفي، عزيز الفاضلي، رشيدة مشنوع· طبعا كان السوق مخصصا للتجار نهارا، أما بالليل فكنا نستغله للتمارين، حين حان وقت المهرجان قسمنا الصويرة إلى مجموعة من الفضاءات· فمثلا خصصنا «الجوطية» لعرض أعمال «كناوة»، أما «رحبة الزرع» فخصصناها لعرض «الموسيقى العالمية» في حين خصصنا «السقالة» لعرض «الملحون» وقت غروب الشمس· في ظرف وجيز خلقنا فضاءات جميلة من أجل إنجاح هذا المهرجان، وقد حضرته العديد من الفرق العالمية والمغربية، كما تتبعته الصحافة المغربية عن كثب، ومن بين الأسماء التي حضرت مهرجان الصويرة هناك ادريس الخوري، محمد البوعناني، علي الهواري، عبد الله الشتوكي··· كان هذا سنة 1980، لقد عرف المهرجان نجاحا كبيرا·


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 28/03/2025