بخصوص ما قاله الكاتب الأول عن فلسطين الآن!

الاتحاد الاشتراكي

اختار‭ ‬الكاتب‭ ‬الأول‭ ‬للاتحاد،الأستاذ‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر،‭ ‬مناسبة‭ ‬لقائه‭ ‬بالصحافة،‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬الماضي،‭ ‬لكي‭ ‬يقدم‭ ‬رؤية‭ ‬حزب‭ ‬القوات‭ ‬الشعبية‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الوطني،‭ ‬وفي‭ ‬قلبها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬التي‭ ‬جعلها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬قاطبة‭ ‬وملكه،‭ ‬قضيةً‭ ‬وطنية‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‭ ‬مع‭ ‬قضيته‭ ‬الترابية‭.‬

واختار‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬على‭ ‬مضض‭ ‬وبِلُغة‭ ‬واصفةٍ،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تعيشه‭ ‬القضية‭ ‬منذ‭ ‬سابع‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬يعد،‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬تاريخ‭ ‬القضية‭ ‬نفسها،‭ ‬‮«‬نكسة‭ ‬عميقة‮».‬

1ـ‭ ‬هل‭ ‬كان‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬استعمل‭ ‬مصطلح‭ ‬‮«‬النكسة‮»‬‭ ‬ورديفتها‭ ‬‮«‬النكبة‮»‬‭ ‬في‭ ‬توصيف‭ ‬الحال‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬حالتنا‭ ‬جميعا‭ ‬معها،‭ ‬بعد‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والجريمة؟

أبدا‭ ‬‮!‬‭ ‬لقد‭ ‬قالها‭ ‬الكثيرون،‭ ‬منظمات‭ ‬وهيئات‭ ‬وأفرادا،‭ ‬وصدرت‭ ‬بيانات‭ ‬تنبه‭ ‬إلى‭ ‬توفر‭ ‬كل‭ ‬شروط‭ ‬نكبة‭ ‬أربعينية‭ ‬جديدة‭ ‬تفقد‭ ‬فيها‭ ‬فلسطين‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬أرضها،‭ ‬أو‭ ‬يدخل‭ ‬شعبها‭ ‬إلى‭ ‬نفق‭ ‬الجحيم‭ ‬واللجوء‭ ‬مجددا‭ ‬بما‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬له‭ ‬مثيل‮.‬‭ ‬ويكفي‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬الأدبيات‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬عودة‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬وسياقات‭ ‬تقديم‭ ‬اقتراحه‭ ‬بتهجير‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‮.‬

هل‭ ‬كان‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬هاله‭ ‬الدمار‭ ‬الذي‭ ‬حدث،‭ ‬وما‭ ‬ترتب‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬في‭ ‬ترتيب‭ ‬القضية‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬الأولويات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وفي‭ ‬المنطقة‭ ‬؟

أبدا‮!‬‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬سبقه‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬للمكتب‭ ‬السياسي‭ ‬لحماس‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬1992‮(‬‭ ‬ـ1996‮)‬‭ ‬ورئيس‭ ‬مكتبها‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬اليوم‭ ‬السيد‭ ‬موسى‭ ‬أبو‭ ‬مرزوق‭ ‬الذي‭ ‬أدلى‭ ‬بعد‭ ‬الهدنة،‭ ‬وقبل‭ ‬استئناف‭ ‬الحرب،‭ ‬بتصريح‭ ‬نقلته‭ ‬كل‭ ‬المنابر‭ ‬الدولية،‭ ‬مفاده‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬‮«‬ليدعم‭ ‬هجوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬يعرف‭ ‬الدمار‭ ‬الذي‭ ‬سيخلفه‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‮»!‬‭ ‬وقال‭ ‬أبو‭ ‬مرزوق‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬صحيفة‭ ‬‮”‬نيويورك‭ ‬تايمز‮”(‬‭ ‬نقلناها‭ ‬عن‭ ‬صحيفة‭ ‬القدس‭ ‬وقناة‭ ‬روسيا‭ ‬اليوم،‭ ‬يوم‭ ‬24‭.‬02‭.‬2025‭ ‬‮)‬‭ ‬،‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ليدعم‭ ‬الهجوم‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬يعرف‭ ‬الفوضى‭ ‬التي‭ ‬سيخلفها‭ ‬على‭ ‬غزة‮».‬‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬‮«‬معرفة‭ ‬العواقب‭ ‬كانت‭ ‬ستجعل‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬عليه‭ ‬دعم‭ ‬الهجوم‮».‬أليس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬استشعار‭ ‬للنكسة‭ ‬ولحجمها‭ ‬الرهيب؟

2ـ‭ ‬كان‭ ‬الموقف‭ ‬المعبر‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬قائد‭ ‬الاتحاد،‭ ‬في‭ ‬عمقه،‭ ‬الشكل‭ ‬البلاغي‭ ‬لصرخة‭ ‬من‭ ‬الأعماق،‭ ‬أكثر‭ ‬منه‭ ‬مجرد‭ ‬تصريح‭ ‬سياسي‭ ‬محايد‭ ‬،‭ ‬بارد‭ ‬ومتعالٍ،‭ ‬وإنْ‭ ‬استوفى‭ ‬كل‭ ‬عناصر‭ ‬التحليل‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬التقدير‭ ‬الموضوعي‭ ‬‮.‬‭ ‬كانت‭ ‬صرخة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬انحياز‭ ‬صاحبها‭ ‬إلى‭ ‬الشعب‭ ‬الضحية،‭ ‬إلى‭ ‬شهدائه،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬منهم،‭ ‬ومشرديه‭ ‬ومعطوبيه‭ ‬وكل‭ ‬أبنائه‭ ‬المهددين‭ ‬اليوم‭ ‬بالتهجير‮.‬

‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬التفكير‭ ‬‮:‬أن‭ ‬المراهنة‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬المقاومة‭ ‬المشروع،‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬منه‭ ‬إعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬الأولويات‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬الاهتمام‭ ‬الدولي‮.‬‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬التحليل‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬فتح‭ ‬جبهات‭ ‬متعددة‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‮ ‬،‭ ‬سيخلق‭ ‬موازين‭ ‬قوة‭ ‬لصالح‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬والقدس،‭ ‬ويخرج‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬الدونية‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬تقدير‭ ‬الموقف‭ ‬كذلك،‭ ‬أن‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬سيتم‭ ‬تبييضها‭ ‬بالكامل‭ ‬من‭ ‬الأسرى‭ ‬الفلسطينيين.؟

هل‭ ‬حصل‭ ‬ذلك‭ ‬؟

لسنا‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬أن‭ ‬نعطي‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬دروسا،‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬عادتنا،‭ ‬ولا‭ ‬أن‭ ‬نملي‭ ‬عليهم‭ ‬شبكة‭ ‬القراءة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬الانقياد‭ ‬لها،‭ ‬ولكن‭ ‬التوصيف‭ ‬قد‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬يعارض‭ ‬قيادة‭ ‬الاتحاد‭ ‬نفسه،‭ ‬إذا صدقت‭ ‬النية،‭ ‬يتفق‭ ‬معها‭ ‬‮.‬‭ ‬فالصورة‭ ‬الواضحة‭ ‬التي‭ ‬نرى‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬المقاومة‭ ‬ذاتها‭ ‬فقدت‭ ‬كل‭ ‬قيادتها،‭ ‬بمن‭ ‬فيها‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬الثاني،‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬وضعه‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬‮«‬حماس‮»‬،‭ ‬والمشهد‭ ‬السياسي‭ ‬صارت‭ ‬كل‭ ‬موازينه‭ ‬مختلة‭ ‬لصالح‭ ‬الاحتلال‭ ‬مما‭ ‬يعقد‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني‮.‬‭ ‬كان‭ ‬طبيعيا‭ ‬على‭ ‬مناضل‭ ‬اتحادي،‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬القاعدة‭ ‬أن‭ ‬يستشعر‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬الدم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬النفيس‭ ‬والغالي‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬التبذير‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬تجريبية‭ ‬ثورية‭ ‬تغفل‭ ‬بيان‭ ‬النتائج‭ ‬‮!‬

3‭– ‬هل‭ ‬أسقط‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر‭ ‬صفة‭ ‬المقاومة‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬فصيل،‭ ‬هل‭ ‬هلل‭ ‬لانتصار‭ ‬اليمين‭ ‬الفاشي‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬؟حاشا‮:‬‭ ‬لقد‭ ‬تعلم‭ ‬الكاتب‭ ‬الأول‭ ‬ومعه‭ ‬كل‭ ‬الاتحاديين‭ ‬والاتحاديات‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬حركتهم‭ ‬الخاص‭ ‬بأن‭ ‬الشهداء‭ ‬دوما‭ ‬على‭ ‬حق‮!‬‭ ‬وأن‭ ‬الأحياء‭ ‬مطالبون‭ ‬بواجب‭ ‬التقدير‭ ‬الجيد‭ ‬لثمن‭ ‬استشهادهم‮.‬‭ ‬ولهذا‭ ‬كان‭ ‬لكل‭ ‬كلامه‭ ‬معنى‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الاحتلال‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬منتصرا،‭ ‬وأن‭ ‬الواجب‭ ‬الكفاحي‭ ‬والإنساني،‭ ‬يقتضي‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬موازين‭ ‬القوة‭ ‬لصالح‭ ‬فلسطين‭ ‬بوسائل‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬امتدادا‭ ‬للوسيلة‭ ‬العسكرية‭ ‬كما‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬بديلا‭ ‬لها.كما‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬معارك‭ ‬التحرر‭ ‬الوطني‮.‬

بيد‭ ‬أن‭ ‬الفلول‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أبدا‭ ‬صادقة‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬مواقف‭ ‬الاتحاد‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬وقبل‭ ‬هذا‭ ‬اليوم،‭ ‬وتعودت‭ ‬تبخيس‭ ‬مواقف‭ ‬القوي‭ ‬التقدمية‭ ‬،‭ ‬لم‭ ‬تر‭ ‬حقيقة‭ ‬الموقف،‭ ‬بل‭ ‬أشهرت‭ ‬الرايات‭ ‬السوداء‭ ‬التي‭ ‬حركتها‭ ‬رياح‭ ‬الحقد‭ ‬ونفخت‭ ‬فيها‭ ‬النوايا‭ ‬السيئة‮.‬‭ ‬والحال‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يكفي‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬تصريح‭ ‬الكاتب‭ ‬الأول‭ ‬للاتحاد‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬سابع‭ ‬أكتوبر،‭ ‬وقتها‭ ‬والكثيرون‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يسبحون‭ ‬في‭ ‬موجة‭ ‬التعاطف‭ ‬مع‭ ‬شعب‭ ‬إسرائيل‭ ‬ودولته،‭ ‬فيما‭ ‬آخرون‭ ‬تحت‭ ‬الصدمة‭ ‬‮.‬‭ ‬يومها‭ ‬كان‭ ‬الكاتب‭ ‬الأول‭ ‬للاتحاد‭ ‬واضحا‭ ‬في‭ ‬انحيازه‭ ‬وصرح‭ ‬بما‭ ‬نشرناه‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الجريدة‭ ‬بتاريخ9‮.‬‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‮.:«.‬الكاتب‭ ‬الأول‭ ‬للاتحاد‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر‭ ‬يحمل‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتطرفة‭ ‬مسؤولية‭ ‬انفجار‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‮.‬‭ ‬ويحذر‭ ‬من‭ ‬دفع‭ ‬المدنيين‭ ‬الثمن‮»‬،‭ ‬وفيه‭ ‬قال‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر‭ ‬‮:‬إن‭ ‬تنكر‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬لحقوق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وانغلاق‭ ‬أفق‭ ‬التسوية‭ ‬السياسية‭ ‬ووأد‭ ‬آمال‭ ‬السلام‭ ‬وغطرسة‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬والمستوطنين‭ ‬بفرض‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأحادية‭ ‬الجانب‭ ‬وتمدد‭ ‬الاستيطان‭ ‬والضم‭ ‬واستهداف‭ ‬المدن‭ ‬والمخيمات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالاقتحامات‭ ‬اليومية‭ ‬والاغتيال‭ ‬والاعتقال،‭ ‬والانتهاكات‭ ‬اليومية‭ ‬ضد‭ ‬المقدسات‭ ‬الدينية‭ ‬المسيحية‭ ‬والإسلامية‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬القدس،‭ ‬قد‭ ‬وضع‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬فوهة‭ ‬بركان‭ ‬كان‭ ‬انفجاره‭ ‬حتميا‮».‬‭ ‬وبعدها‭ ‬توالت‭ ‬المواقف،‭ ‬الصادرة‭ ‬عنه‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬الهياكل‭ ‬التنظيمية‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬القوات‭ ‬الشعبية‮..‬

4ـ‭ ‬لقد‭ ‬أثبت‭ ‬الكاتب‭ ‬الأول‭ ‬للاتحاد،‭ ‬خلال‭ ‬اللقاء‭ ‬الإعلامي‭ ‬المذكور‭ ‬أعلاه،‭ ‬ثباته‭ ‬في‭ ‬الانحياز‭ ‬لقضية‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأعزل،‭ ‬الذي‭ ‬استفردت‭ ‬به‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬تقتيلا‭ ‬وإبادة‭ ‬وتجويعا‭ ‬وتشريدا،‭ ‬متهما‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬إسرائيل‭ ‬نتانياهو‭ ‬وفريقه‭ ‬اليميني‭ ‬الفاشي،‮.‬‭ ‬وككل‭ ‬سياسي‭ ‬لا‭ ‬يدس‭ ‬رأسه‭ ‬في‭ ‬الرمال‮.‬‭ ‬ويملك‭ ‬من‭ ‬الشجاعة‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬السؤال‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬عاطفة‭ ‬وضمير‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي،‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬المعادلة،‭ ‬عبَّر‭ ‬عن‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬ضرورية‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬الموقف‮:‬‭ ‬ذكَّر‭ ‬بالتاريخ‭ ‬الاتحادي‭ ‬الطويل‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وأعاد‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬الحزب،‭ ‬وهو‭ ‬شخصيا‭ ‬على‭ ‬رأسه،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قادة‭ ‬يساريين‭ ‬واشتراكيين‭ ‬محترمين‭ ‬عالميا،‭ ‬إنصافا‭ ‬ودفاعا‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والتكتلات‭ ‬السياسية،‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬إلى‭ ‬عهد‭ ‬قريب‭ ‬مرتعا‭ ‬للفكر‭ ‬المساند‭ ‬لأطروحة‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وحتى‭ ‬صارت‭ ‬قلاعا‭ ‬تتبوأ‭ ‬فيها‭ ‬القضية‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬المنابر‭ ‬العالمية‭ ‬اليسارية‭.‬

‭ ‬وإذا‭ ‬كنا‭ ‬نجد‭ ‬لبعض‭ ‬ذوي‭ ‬النيات‭ ‬الحسنة‭ ‬بعض‭ ‬العذر‭ ‬في‭ ‬السقوط‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬أحكمته‭ ‬عليهم‭ ‬شبكات‭ ‬الفاشيست‭ ‬التيوقراطي‭ ‬حتى‭ ‬نسوا‭ ‬حقيقة‭ ‬المواقف،‭ ‬فإننا‭ ‬ندرك‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أسقطته‭ ‬الجحافل‭ ‬المتنمرة‭ ‬في‭ ‬النسيان،‭ ‬عن‭ ‬عمد،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحيين‭ ‬موقف‭ ‬مسبق‭ ‬وقديم‭ ‬من‭ ‬الرجل‭ ‬ومن‭ ‬حزبه‭ ‬ومن‭ ‬التيار‭ ‬الذي‭ ‬ينتسبان‭ ‬إليه‭ ‬كله‮.‬‭ ‬وهؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬أشهروا‭ ‬سيوف‭ ‬التنكيل،‭ ‬ومطارق‭ ‬التفتيش،‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬ينتظرون‭ ‬تصريح‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر‭ ‬لكي‭ ‬يبادروا‭ ‬إلى‭ ‬الهجوم‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬حزبه،‭ ‬بل‭ ‬قفزوا‭ ‬على‭ ‬عنوان‭ ‬مبتسر،‭ ‬كتب‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬مهني‭ ‬تقتضيه‭ ‬شروط‭ ‬المنافسة‭ ‬والسبق،‭ ‬قاموا‭ ‬بتجزيء‭ ‬ما‭ ‬صرح‭ ‬به،‭ ‬واختزلوا‭ ‬كل‭ ‬التاريخ‭ ‬بسرعة‭ ‬مذهلة‭ ‬والانتقال‭ ‬بسرعة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عنها‭ ‬إلى‭ ‬التدمير‭ ‬المعنوي‭ ‬المبرمج‭ ‬سابقا،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‮«‬‭ ‬الكسل‮»‬‭ ‬سوى‭ ‬تَعلَّة‭ ‬جديدة‭ ‬للتجريح‭ ‬والتلفيق‭ ‬والكذب‭ ‬البواح،‭ ‬وللهجوم‭ ‬على‭ ‬سياسي‭ ‬وطني‭ ‬مغربي‭ ‬امتلك‭ ‬الشجاعة‭ ‬لكي‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬قلق‭ ‬مشروع،‭ ‬الرجل،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬القلائل‭ ‬الذين‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬يضعون‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬التجمعات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬الأممية‭ ‬الاشتراكية‭ ‬وفي‭ ‬التحالف‭ ‬التقدمي‭ ‬وفي‭ ‬المنتدى‭ ‬العربي‭ ‬التقدمي،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفعل‭ ‬اليومي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬القوى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تواجده‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬الشهيد‭ ‬ياسر‭ ‬عرفات‮(‬‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬تخوينه‭ ‬بالمناسبة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الفلول‭ ‬ذاتها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‮)‬‭ ‬فمن‭ ‬هم‭ ‬يا‭ ‬ترى‭ ‬الذين‭ ‬تداعوا‭ ‬إلى‭ ‬التكالب‭ ‬الهجين‭ ‬وإلى‭ ‬مأدبة‭ ‬الفسوق‭ ‬السياسي‭ ‬واللغوي؟

أ‭ ‬ـ‭ ‬منهم‭ ‬الذين‭ ‬وصلوا‭ ‬بعد‭ ‬البطولة‭ ‬بخمسة‭ ‬أعوام‮!‬‭ ‬الذين‭ ‬التزموا‭ ‬تقية‭ ‬ما‭ ‬عهدناها‭ ‬فيهم‭ ‬وما‭ ‬رعوْها‭ ‬حق‭ ‬رعايتها‭ ‬عند‭ ‬تجسير‭ ‬العلاقات‭ ‬لتوقيع‭ ‬الاتفاق‭ ‬الثلاثي‭ ‬حتى‭ ‬أنهم‭ ‬نسوا‭ ‬بأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬وراء‭ ‬توقيع‭ ‬قرار‭ ‬استئناف‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‮.‬‭ ‬وقتها‭ ‬اعتقدنا‭ ‬أن‭ ‬الإطار‭ ‬المرجعي‭ ‬عندهم‭ ‬تحسَّن،‭ ‬وتحقق‭ ‬من‭ ‬ورائه‭ ‬فهمهم‭ ‬لمصالح‭ ‬الدولة،‭ ‬والحقيقة‭ ‬‮«‬لم‭ ‬نسْمَعُ‭ ‬لَهُمْ‭ ‬رِكْزًا‮»‬‭ ‬لأنهم‭ ‬لم‭ ‬يستطيعوا‭ ‬رفض‭ ‬التوقيع‭ ‬في‭ ‬شجاعة‭ ‬وبطولة،‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬‮(‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬يمجدون‭ ‬الموت‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬المبادئ‭ ‬ويعيبون‭ ‬علينا‭ ‬أننا‭ ‬نجدف‭ ‬في‭ ‬الذات‭ ‬المقاومة‭ ‬لحماس‮»)‬‭ ‬ولعلهم‭ ‬يودون‭ ‬اليوم‭ ‬استعادة‭ ‬البكارة‭ ‬السياسية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬المفقودة‭ ‬بمهاجمة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬وقيادته‭ ‬‮!‬‭ ‬ويدهشنا‭ ‬بعض‭ ‬الوزراء‭ ‬منهم‭ ‬الذين‭ ‬اكتشفوا‭ ‬الراديكالية‭ ‬والموقف‭ ‬الجذري‭ ‬بعد‭ ‬‮..‬‭ ‬مغادرتهم‭ ‬كرسيهم‭ ‬الوثير‮!‬‭ ‬لهؤلاء‭ ‬نقول‭ ‬‮:‬‭ ‬البطولة‭ ‬لا‭ ‬تعود‭ ‬بأثر‭ ‬رجعي‮..‬‭ ‬بالمعنيين‭ ‬القانوني‭ ‬والفكري‮..!‬كما‭ ‬أن‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتورع‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬الدين‭ ‬كله‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مكاسب‭ ‬سياسية‭ ‬عابرة‭ ‬لن‭ ‬يتورع‭ ‬عن‭ ‬توظيف‭ ‬دماء‭ ‬الشهداء‭ ‬بغرض‭ ‬تأمين‭ ‬العودة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‮!‬

ب‭ ‬ـ‭ ‬ومنهم‭ ‬الحقوقي،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يسعفه‭ ‬حسه‭ ‬في‭ ‬العدالة‭ ‬وتبجيله‭ ‬للمقاومة‭ ‬أبدا‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬عدالة‭ ‬قضية‭ ‬وطنه‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬تراب‭ ‬وطنه‭ ‬وما‭ ‬سالت‭ ‬فوقه‭ ‬من‭ ‬دماء‭ ‬طاهرة،‭ ‬ولطالما‭ ‬سوغت‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬أن‭ ‬يسافر‭ ‬إلى‭ ‬أوطان‭ ‬بديلة،‭ ‬لا‭ ‬شرط‭ ‬في‭ ‬ارتيادها‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ضد‭ ‬بلاده،‭ ‬ليجعل‭ ‬منها‭ ‬وطنا‭ ‬بديلا‭ ‬يهاجم‭ ‬منه‭ ‬بلده‭ ‬أولا‭ ‬ثم‭ ‬قيادة‭ ‬وطنية،‭ ‬معروفة‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬القضيتين‭ ‬معا‭ ‬المغربية‭ ‬والفلسطينية‭ .‬

ج‭ ‬ـ‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬اعتبر‭ ‬بأن‭ ‬أفضل‭ ‬طريقة‭ ‬لخدمة‭ ‬المقاومة‭ ‬وكفاح‭ ‬شعب‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭ ‬هو‭ ‬‮…‬‭ ‬‮«‬قلة‭ ‬الحيا‮»‬،‭ ‬والسقوط‭ ‬الأخلاقي‭ ‬وفحش‭ ‬في‭ ‬النعوت،‭ ‬والتردي‭ ‬السياسي،‭ ‬لا‭ ‬لشيء‭ ‬إلا‭ ‬لإرضاء‭ ‬نزوعات‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بكرامة‭ ‬شعب‭ ‬وحقه‭ ‬في‭ ‬الحرية،‭ ‬ولهؤلاء‭ ‬نقول‮:‬‭ ‬الشعوب‭ ‬الحية‭ ‬نبيلة‭ ‬دوما‭ ‬وهي‭ ‬تنبذ‭ ‬الفسوق‮!‬

ختاما،‭ ‬لقد‭ ‬سبق‭ ‬لقيادة الاتحاد‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬التقت‭ ‬بقادة‭ ‬‮«‬حماس‭ ‬نفسها»وسمعت‭ ‬هاته‭ ‬الأخيرة،‭ ‬أيام‭ ‬السلم‭ ‬والهدنة،‭ ‬الآراء‭ ‬التي‭ ‬تعارض‭ ‬نظرتها‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬والمعادلات‭ ‬السياسية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وسمعت‭ ‬التحذير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬المقاومة‭ ‬مجرد‭ ‬حبة‭ ‬في‭ ‬سبحة‭ ‬شيعية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ولا‭ ‬نستبعد‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬تلتقي‭ ‬القيادة‭ ‬الاتحادية‭ ‬مستقبلا،‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬أو‭ ‬خارجه،‭ ‬مع‭ ‬قيادات‭ ‬المقاومة‭ ‬وتسمع‭ ‬منها،‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الحرب‭ ‬أيضا،‭ ‬هذا‭ ‬التحليل‭ ‬الموضوعي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يروم‭ ‬إثارة‭ ‬الإعجاب‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬إيجاد‭ ‬الوسيلة‭ ‬للجديرة بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬دحر‭ ‬الاحتلال‭ ‬وبناء‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشريف‭.‬

الكاتب : الاتحاد الاشتراكي - بتاريخ : 29/03/2025