الكتابة والصحراء -32- موسوعة الصحراء -03-

ماهي العلاقة بين الكتابة والصحراء؟ وكيف تلازمتا منذ زمن بعيد؟ ألم تكن الكتابة مرتبطة بالصحراء، هل هناك حدود للكتابة في الصحراء أم لا حدود لها مثل كثبان الرمال؟ وأيهما أقرب إلى ثقافة الصحراء: الكتابة أم الشفاهية؟
إنها تساؤلات عميقة تنبعث ونحن نتأمل المتون والمؤلفات التي اتخذت من الصحراء تيمة لها. فلقد شكلت الصحراء دوما فضاء غنيا بامتياز وباعثا على الإبداع والتدوين. بإرثها التاريخي العميق ،وبتنوع تضاريسها، وغنى مواردها الطبيعية التي تجمع البحر والبر في التحام وتناسق جميلين ،كما شكلت ملتقى للحضارات المتعاقبة على المغرب ، لذلك نبغ منها شعراء عديدون ومفكرون كانوا من رموز زمانهم ، ومثقفون ألفوا وأنتجوا كتبا ما يزال بعضها رهين خزانة المخطوطات ينتظر التنقيح وإخراجه من ركام الأتربة ليستفيد منه الأحفاد بعدما أنتجه الأجداد منذ زمن غابر.

1 – التضاريس وتوزعت الى :
المرتفعات الجبلية والكثبان الرملية: حيث اهتمت ساكنة المجال الصحراوي بتسمية المرتفعات وتعيينها لأنها تشكل معالم بارزة في المجال يهتدي بها،ومن أهمها :
أدرار/الجبل: مادتان أمازيغية وعربية للدلالة على المرتفعات الجبلية،
علب: يطلق على الكثيب الرملي المستطيل المعزول،
النبكة: تطلق على كثيب رملي صغير لا يتجاوز علوه الإنسان الجالس، وعادة ما تظهر عليه النباتات.
الفجاج والمنافذ والمعابر:ومن نماذجه
الخنگ: يطلق على خانق أي مضيق بين الأجراف أو على واد جبلي ضيق في فج صغير بين كديتين، ويكون ناتجا عن تعمق الجريان في الصخور الهشة،
أگـُني: مصطلح أمازيغي يطلق على المنخفض المقعر الذي يخترقه مسيل مائي يفصل بين مرتفعين متقابلين يحفان هذا المقعر الجبلي ويشرفان عليه بمنحدرات صعبة المرقى،
المگسم: ويطلق على الطريق بين المرتفعات إشارة إلى شقها وتقسيمها.
القيعان والمنحدرات والمنبسطات:( الگرارة: أي القرارة بالنطق العربي الفصيح،
تطلق على ما اطمأن من الأرض، السبخة: أگطي، السهب: الرّگّ: المعدر)
التضاريس المشبهة بالأعضاء:على غرار ما هو سائد في الطوبونيميا المغربية بصفة عامة، تكثر في طوبونيميا المجال المدروس ظاهرة التعبير عن الأشكال التضاريسية بما تشبهه من أعضاء الإنسان والحيوان،
الگلب: ويدل وجوده على نشاط بركاني كبير في القديم خلف صخورا والتواءات غير منتظمة تتخللها تضاريس رسوبية عالية هي المسماة بالگلب، ويصغر على گليب، ويجمع على گليبات واگلاب.
إيخف/أقلال/رأس: مادتان أمازيغيتان وثالثة عربية، وتستعمل تضاريسيا للدلالة على الرؤوس البحرية وقمم المرتفعات، وإذا ثني الرأس أفاد انتهاء المرتفع بقمتين.
إيغير: مادة أمازيغية تستعمل مذكرة بمعنى المنكب، وتؤنث لإفادة التصغير، وتطلق في تسمية الأماكن على الشكل التضاريسي ذي القمة المحدبة أو المستطيلة الذي يكون سفحه واسعا ومحدبا مع قلة الانحدار وتدرجه، كما يطلق على الزاوية التي يبدأ فيها السفح الكبير المتدرج في التحدب ليشكل في جهته الأخرى سفحا ثانيا.
تمگرطّ/الرگبة: مادتان أمازيغية وعربية بمعنى الرقبة، وتستعملان للدلالة على الأشكال التضاريسية الشبيهة بالرقبة، كالممر الطبيعي الضيق بين قمتين،
تاينـزرت/تينخار/خنفرة: مواد أمازيغية وعربية بمعنى المنخر، أي الأنف؛ وتسمى به الكدية التي تبدو للناظر غليها من جنبها كأنها أنف ممتد على الأرض، وتجمع على خنفرات .

2 – الثروة المائية:
مجاري المياه: أحصى الباحث في المتن المدروس أزيد من 346 اسما متضمنا لمواد من هذا الحقل ، وهذا يدل على مدى أهمية مجاري المياه في حياة ساكنة الصحراء المبنية على الترحال والانتجاع وتتبع مواضع القطر والكلإ، ومن نماذج هذا الحقل الفرعي:
أسيف/الوادي: مادتان أمازيغية وعربية، تستعملان للدلالة على الوادي الموسمي أو الدائم الجريان، وتشكل مياه الأمطار في الغالب مصدر مياهه.
الخط: يجمع على خطوط، ويطلق على الوادي المستقيم كالخط، ولا يكون مجراه عميقا،
إيغزر: كلمة أمازيغية تؤنث على «تيغزرت»، تسمى بها المسيلات المائية الموسمية التي تكون شعابا لا يدوم ماؤها، وتتخذ هذه الشعاب شكل خوانق بين التضاريس الجبلية.
منابع المياه: وأهمها حاسي: بئر واسع القطر، لا يتجاوز عمقه 12 مترا، وعادة ما يكون مدعوما بألواح خشبية. أنو/البئر العين
مجامع المياه: (أگلميم/الضاية: تامدا/الگلتة ).


الكاتب : محمد البوزيدي

  

بتاريخ : 10/04/2025