أكد الدكتور عصام حمرالراس، الاختصاصي في جراحة الجهاز الهضمي، أنه مع التقدم في العمر، تبدأ عدد من التغيرات الفسيولوجية في التأثير على عمل الجهاز الهضمي، حيث تنخفض كفاءة الامتصاص، وتزداد الحساسية تجاه بعض الأغذية والأدوية، أخذا بعين الاعتبار تأثير الأمراض المزمنة على المعدة والأمعاء. وأوضح الخبير الطبي في لقاء توعوي احتضنت فعالياته دار الرعاية الاجتماعية سيدي علال البحراوي، أمام عدد مهم من كبار السن، إناثا وذكورا، بأن كل هذه العوامل تجعل من كبار السن فئة أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة إذا لم يتلقوا المواكبة الطبية بشكل دقيق ومستمر.
وشدّد الدكتور عصام، خلال هذه الندوة التحسيسية التي تندرج ضمن سلسلة لقاءات تهدف إلى تعزيز الوقاية الصحية في علاقة بكل ما له صلة بالجهاز الهضمي، التي قرّر أن يطلق فعالياتها بشكل تلقائي تطوعي وأن ينظمها في عدد من الفضاءات والمدن برفقة الصحافية نبيلة باكاس التي تساهم في تسيير أطوارها، على أن هناك العديد من الاضطرابات الشائعة خلال هذه الفترة العمرية التي يتم وصفها بـ «الذهبية»، التي تؤثر على جودة الحياة وتستوجب وعيا جماعيا واستراتيجية شاملة للوقاية والعلاج، مشيرا إلى أن من بينها الإمساك المزمن، الذي يعود غالبا إلى قلّة الحركة ونقص الألياف وتناول أدوية معينة، مؤكدا على أنه قد يؤدي في حال الإهمال إلى البواسير أو انسداد الأمعاء.
وتطرّق المتحدث خلال اللقاء التحسيسي، الذي عرف مشاركة وحضور فنانين وإعلاميين وفاعلين مدنيين إلى جانب نزلاء دار الرعاية، إلى اضطرابات أخرى من قبيل الإسهال المزمن، الناجم عن سوء الامتصاص أو التهابات الأمعاء، مشيرا إلى أنه يُسبب الجفاف ونقص الفيتامينات، ما يضعف مقاومة الجسم، إضافة إلى مشكل ارتجاع المريء، الذي يعتبر بحسبه حالة شائعة تتفاقم مع زيادة الوزن وتناول أطعمة معينة، وقد تؤدي إلى التهابات مزمنة وتغيرات ما قبل سرطانية. كما توقف الخبير الطبي خلال العرض الذي قدمه عند المضاعفات الطبية الأكثر تعقيدا، التي تتوزع ما بين النزيف الداخلي، متلازمة سوء الامتصاص، والتهابات الجهاز الهضمي التي قد تصل إلى تعفن الدم أو فشل الأعضاء، ولم يفته كذلك الإشارة إلى بعض المضاعفات الجراحية من قبيل التهاب الصفاق الناتج عن انثقاب المعدة، وأورام الجهاز الهضمي، ومخاطر التخدير وضعف التئام الجروح لدى كبار السن.
وانطلاقا مما سبق في علاقة بكل ما يتهدد صحة الجهاز الهضمي عند المسنين، أكد الدكتور حمرالراس على أهمية الرعاية الشاملة، وفي مقدمتها التغذية الصحية وممارسة النشاط البدني إلى جانب المتابعة الطبية الدقيقة، داعيا إلى التوعية بأهمية الكشف المبكر واليقظة تجاه الأعراض المزمنة، لأنها قد تكون مؤشرا على اختلالات أكبر تستدعي تدخلا سريعا.
