شكل «الحضور المغربي في القدس وفلسطين: من أجل ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة المغربية في الشام والشرق الأوسط»، محور ندوة نظمتها وكالة بيت مال القدس الشريف، اليوم الخميس 24 أبريل الجاري بالرباط، بمشاركة باحثين وكتاب مغاربة وفلسطينيين.
وسعت هذه الندوة التي نظمت في إطار فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، إلى إبراز الإرث التاريخي المغربي في القدس وفلسطين، ودوره في ترسيخ مكونات الثقافة المغربية في المنطقة.
وأكد المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أن الوكالة تسعى، من خلال هذه الندوة، إلى تقديم عدد من الباحثين المتخصصين لإبراز عناصر الثقافة المغربية في فلسطين والشام بكل ما تحمله من قيم ومعارف في كل مجالات الأدب والفنون والثقافة والتاريخ.
وأبرز الشرقاوي أن هذا الأمر تؤكده مساهمات المغاربة عبر التاريخ، من خلال الحجاج والرحالة وطلبة العلم الذين مروا من القدس أو أقاموا بها.
من جهتها، أبرزت رئيسة كرسي الدراسات المغربية بجامعة القدس، صفاء ناصر الدين، أن هذا الكرسي يسعى لأن يشكل جسرا علميا دائما بين الرباط والقدس، معتبرة أن الأمر لا يتعلق بمجرد وحدة بحثية، وإنما بمشروع حضاري يعكس رؤية استراتيجية مغربية نابعة من عمق التفاعل الإنساني والثقافي بين الشعبين.
وعبرت ناصر الدين، في هذا الصدد، عن امتنانها العميق لجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لرعاية جلالته المباشرة لهذا المشروع، من خلال وكالة بيت مال القدس الشريف، مؤكدة أن هذا الدعم يجسد عمق الرؤية الملكية الشاملة التي تضع المعرفة في صلب الدفاع عن الذاكرة.
وأضافت أن الكرسي يشكل «نافذة مشرقة للحضور المغربي في النسيج المقدسي»، ويعزز أدوار المعرفة في مواجهة محاولات الطمس والاختزال، من خلال البحث العلمي الرصين الذي ينتج معرفة حديثة حول تأثير الثقافة المغربية في محيطها المشرقي.
بدوره، أبرز عميد كلية الآداب بجامعة القدس، مشهور حبازي، أن العلاقات المغربية-الفلسطينية تضرب بجذورها في عمق التاريخ، وما فتئت تتجدد بفضل جهود وكالة بيت مال القدس الشريف، ليس فقط على الصعيد الثقافي، بل أيضا في مجالات معرفية متعددة.
من جهته، استعرض الروائي وأستاذ التعليم العالي بجامعة القدس، وليد شرفا، قراءة أدبية في عمق العلاقات الفلسطينية-المغربية الذي يتمثل أساسا في ذلك «الإدراك الصلب للفعل التاريخي» للمغاربة في القدس، والذي خلف آثارا معنوية وروحية قوية، جعلت من العلاقة بين الطرفين رمزا للوعي المشترك والذاكرة المتبادلة.
وأوضح شرفا أن هذا العمق في العلاقات ساهم في بلورة تمثلات شعبية ونخبوية أنتجت صورا ثقافية ووعيا جماعيا تكرس الحضور المغربي في الوجدان الفلسطيني والعكس صحيح، مشيرا في هذا الصدد إلى الحضور البارز لفلسطين في الأدب المغربي.
وأكد باقي المتدخلين أن الحضور المغربي في فلسطين عامة، والقدس والخليل على الخصوص، ليس حضورا عابرا، وإنما هو امتداد طبيعي لعلاقة تاريخية وروحية موغلة في القدم.
كما ثمن المتدخلون مبادرة إحداث كرسي الدراسات المغربية بجامعة القدس، معتبرين أن الأمر يتعلق بتجل آخر من تجليات تعزيز التضامن المغربي الفلسطيني، وحفظ الذاكرة.
يشار إلى أن وكالة بيت مال القدس الشريف، خصصت ضمن مشاركتها في فعاليات الدورة الـ 30 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، مساحة مهمة لمقاربة ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة المغربية في الشام والشرق الأوسط، ضمن ندوات ينشطها مؤرخون وأساتذة باحثون، مغاربة وفلسطينيون، وذلك عبر رواق يجمع بين عناصر العمارة المغربية والفلسطينية، يتوسطه مجسم قبة الصخرة المشرفة، كعنوان رمزي للترابط الوجداني الذي يجمع سكان المغرب الأقصى بأشقائهم في بلاد الشام.
وإضافة إلى ندوة اليوم، تتضمن البرمجة الثقافية والفكرية لمشاركة الوكالة في هذه الدورة، على الخصوص، الإعلان عن نتائج النسخة السادسة من جائزة «ألوان القدس» الموجهة لتلاميذ المدارس في المغرب وفي القدس، التي نظمتها الوكالة هذا العام بالتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش-آسفي.
ندوة بالمعرض تسلط الضوء على الحضور المغربي في القدس وفلسطين

بتاريخ : 26/04/2025