ارتفاع كلفة العلاجات وضعف المصاريف المسترجعة يحدّان من الارتقاء بصحة الفم والأسنان
أقرّ الدكتور محمد سديرة، رئيس المجلس الوطني لهيئة أطباء الأسنان، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» بأن تدني القدرة الشرائية يحول دون الولوج المنتظم والسلس للخدمات الصحية المرتبطة بالفم والأسنان، مبرزا بأن التعويضات عن المصاريف التي تحتسب على أساس التعريفة المرجعية المتقادمة تشكل عائقا أمام فئة مهمة من المواطنين، والتي لا تأخذ بعين الاعتبار التطورات الحاصلة في مجال الصحة، حيث يعتمد الأطباء المغاربة على أحدث التقنيات العلاجية المتطورة التي توضع رهن إشارة المواطن للاهتمام أكثر بصحته.
الدكتور سديرة الذي كان يجيب على أسئلة الجريدة على هامش تنظيم الدورة السادسة للمعرض الدولي لطب الأسنان، الذي احتضن فعالياته مركز المعارض في عين السبع بمدينة الدار البيضاء بحر الأسبوع الفارط، أوضح بأن تعميم التغطية الصحية ساهم في فتح أبواب الوقاية أمام فئة مهمة من المغاربة التي باتت قادرة على الولوج إلى الخدمات الصحية المختلفة، وضمنها صحة الفم والأسنان، مشددا على أن الأمراض المتعلقة بها لها تأثير على وظائف حيوية وأعضاء أخرى في الجسم وهو ما يستدعي اهتماما أكبر بها، ويتطلب معاجلة ثقل المصاريف بشكل شمولي.
ونبه سديرة في تصريحه لـ «الاتحاد الاشتراكي» إلى أن الهيئة على وعي تام بالإكراهات التي ترخي بتبعاتها على جيوب المواطنين، مشددا على أن المهنيين بدورهم يبذلون تضحيات جسام، مادية ومعنوية، من أجل تقديم خدمة صحية تتميز بالجودة، داعيا في المقابل إلى ضرورة تحصين المهنة من الدخلاء والمتطفلين عليها، الذين لايتوفرون على أي شرعية قانوني تخوّل لهم ممارستها، مؤكدا على الخطر الذي يتهدد صحة المواطنين من خلال عدد من الممارسات السلبية.
وكانت الدورة السادسة للمعرض الدولي لطب الأسنان قد اختتمت يوم الأحد الفارط، وقد عرفت حسب المنظمين حضورا قويا تجاوز ثمانية آلاف زائر من عشرين دولة، محققًا بذلك أعلى معدل إقبال في تاريخه، حيث أكد في هذا الإطار عماد بنجلون، مدير الشركة المنظمة للمعرض، أن اختيار الموقع الجديد قرب الطريق السيار وتوفر وسائل النقل المتعددة كان عاملا حاسما في جذب الزوار والعارضين، كما ساهم توفر موقف سيارات على مساحة هكتار كامل في ضمان التنقل إليه بدون إكراه، مما جعل هذه الدورة متميزة وناجحة حسب المتحدث,
وبحسب المنظمين فقد شارك في المعرض 135 شركة محلية ودولية، عرضت أحدث التقنيات في مجال طب الأسنان والتجهيزات الطبية، مما اعتبر معززا لمكانة المغرب كوجهة رائدة للسياحة العلاجية في هذا التخصص. وإلى جانب العروض التجارية، شهد المعرض تنظيم ورشات عمل مكثفة لأطباء الأسنان الجدد، تناولت، الجوانب القانونية لفتح العيادات، وأحدث التطورات التقنية في العلاج، ومعايير الجودة والسلامة الطبية، مؤكدين على أنه رغم التحديات اللوجستية، تم التمكّن من تشييد فضاء المعرض في غضون 4 أشهر فقط.