في الوقت الذي تعيش مدينتا الرباط وسلا على وقع الترحيل والهدم وإعادة الإيواء، وفي الوقت الذي يتم الحديث عن بناء منشآت اقتصادية وسياحية كبيرة لاستقبال آلاف السياح الذين سيتوافدون على المغرب بمناسبة احتضانه لنهائيات كأس إفريقيا وبعض مباريات نهائيات كأس العالم 2030، يتم تسجيل غياب تام للاهتمام ببناء مراحيض عمومية بكل من مدينتي الرباط وسلا، وهو إهمال لا يليق بمدينتين عريقتين تزخران بالعديد من المآثر التاريخية التي تُعد نقطة جذب للسياح.
غياب المراحيض العمومية حوّل العديد من الأسوار التاريخية إلى أماكن للتبول أو…، وهو أمر يسيء إلى رمزية هذه المآثر وقد يهدد بقاءها.
وكانت جدران «باب البويبة» بالرباط قد تحولت إلى مرحاض مفتوح، الأمر الذي جعل المرور بالقرب منه يتطلب تفادي شم تلك الروائح الكريهة، كما أن تراكم البول على الجدران جعل منها مشهدًا مقززًا.
وعندما نتحدث عن بناء مراحيض عمومية، فهذا لا يعني أنها يجب أن تكلّف ما يتطلبه بناء ثلاث شقق، كما سُجّل في بعض المدن المغربية، حيث أثارت أثمانها الكثير من المداد والتساؤلات !