مهرجان كازابلانكا الدولي للشعر في نسخته الأولى: تكريم الراحل محمد عنيبة الحمري وانفتاح على تصاديات الشعر العالمي

افتتح مهرجان كازابلانكا الدولي للشعر، مساء أول أمس الخميس 1 ماي، فعالياته بحضور شعراء وباحثين ونقاد من المغرب وخارجه، في أول دورة له حملت اسم الشاعر الراحل «محمد اعنيبة الحمري» صاحب «تكتبك المحن» و»الحب مهزلة القرون» و»سم هذا البياض» الذي كرمه المهرجان في جلسته الافتتاحية بتقديم شهادات حول تجربته الشعرية المتفردة في المشهد الشعري المغربي، شهادات قدمها كل من الكتاب: أنيس الرافعي، سعيد منتسب، حسن نرايس، وسُلم خلالها درع التكريم لشقيق الشاعر الراحل محمد عنيبة الحمري، وكرم أيضا خلالها الشاعر المخضرم، ابن الطين الذي صفقت له الحياة، شعرا، الشاعر محمد بوجبيري. وقد قام بتسيير الحفل الافتتاحي الشاعر المغربي عبد الرحيم الخصار.

 

الدورة الأولى من» مهرجان كازابلانكا الدولي للشعر»، وكما جاء في كلمة لمدير المهرجان، الكاتب والباحث شكيب عبد الرحمان تعكس تنوع وتعدد المغرب الثقافي،لافتا إلى أن «المهرجان الذي كان فكرة طالما راودتنا من أجل مهرجان دولي يليق بمدينة بحجم وتاريخ الدار البيضاء، هو احتفاء بالشعر والشعراء، ودعم للكلمة التي تستقر في قرارا القلب والوجدان وتخاطب الدواخل الضاجة والصاخبة الماطلعة لعالم يسوده الجمال والمحبة»، موجها شكره العميق لشعراء الدار البيضاء الذين ساهموا في إنجاح هذه المحطة التأسيسية، منذ انبثاقها فكرة وآمنوا بها، وكل الداعمين لهذه المحطة التأسيسية في هذه المدينة الضاجة بالحياة وأضاف شكيب أن احتضان المهرجان، ومنذ أول دورة له، لأصوات العالم الشعرية، تأكيد على انتماء الشعرية المغربية للأفق الكوني الإبداعي، وعلى انفتاح المغرب على كل ما يثري تجاربه ويغنيها ويرفدها بأنساغ التجربة الإنسانية في الحياة وفي الشعر وفي الكتابة عموما.
مدير مركز الأنوار عادل أوكرير، الجهة المنظمة للمهرجان، اعتبر في كلمته أن «الشعر كان ولايزال صوت الضمير، وسيظل ملاذا للحلم وسفينة الأمل وجسرا يعبر بنا إلى معاني الجمال الإنساني»، مضيفا أن هذا الحدث «يكرس مكانة الشعر كقوة حية قادرة على التغيير والتأثير» ، قوة ببهاء المعنى الكامن فيها قادرة على « بناء جسور المحبة والتواصل بين الشعوب».
اللقاء عرف أيضا تقديم شهادات في حق الشاعر الراحل محمد عنيبة الحمري، حيث اعتبره القاص أنيس الرافعي»
هو الواحد المتعدد، تارة هو المستقيم النظامي، العمومي، الطهراني الذي لا تشوبه شائدة، وتارة هو الغجري، الديونيزوسي، العدمي، الجذموري غير القابل للتنميط داخل قالب مؤسسة أو عائلة أو حزب أو إطار.
وأضاف الرافعي أن الراحل «عاش نهب قناعين متضاربين وسجين قناعين صارمين قاهرين صنوالإله جانوس ،سيد البوابات والمداخل والانتقالات والطرق والنجوم والممرات والمخارج في الميثولوجيا الرومانية، رأى الناس جميعهم وجهه الأمامي الذي كان ينظر، خطفا، إلى أيام الأنام الزائلة، ولم يلحظوا قاطبة، إلا لماما، وجهه الخلفي الذي كان يرنو مليا إلى الأبدية.
الناقد السينمائي والكاتب حسن نرايس الذي اقتسم مع الراحل دروب الخطو الأول بالحي المحمدي، ودروب الحياة،أكد أن الراحل «كان
يكتب قصائده بسوداوية ثم بالقهقهات، ويطلب منا أن «نسمي هذا البياض»، مضيفا أنه من أبناء الحي المحمدي البررة، عاش منذ بداياته الشعرية وإلى أواخر حياته، مخلصا لقصيدته، منحازا إلى العميق والجارح والحقيقي القاص والروائي والإعلامي سعيد منتسب، وفي شهادته حول الراحل، استحضر سيرة الشاعر «المتشبث بعناده وتفرده. غيرُ منفصل عن ذلك «المزاج» الذي يغرق في الغيوم، ويسطع فوقها. شاعر يرفع رأسه عاليا، ولا يكف عن التحليق في صيرورة يدرك أسماءها وألسنها وأنسابها.» مضيفا أن الأماكن والأصدقاء، بعد رحيله، تعيد رسمه من جديد، «بالماء، أو بالأسرار التي توقظ الأرض تحت قدميك، أو بالأحلام المضاءة بالاستعارات.»
لافتا الى أن تفرد تجربة الراحل تأتى لكونه» أقام بوعي تام، خارج الضوء المبهر لـ»الشللية الثقافية» ومشاعل قطاع الطرق النقديين، والأحزاب والإيديولوجيات والتيارات السياسية..»
المهرجان الذي يمتد أربعة أيام، يتضمن عقد ندوة كبرى حول «الأصوات الشعرية المتقاطعة: ديناميات الترجمة والتأويل» بمشاركة نقاد مغاربة وعرب، كما عرف في جلسته الافتتاحية تنظيم قراءات شعرية لشعراء من العالم من بينهم الشاعر الأمريكي جورج ولاس، الهولندي ريك فان بوكيل، الهندي سونيت ماندل ، أمين كميل من أندونيسيا، بالإضافة إلى الشعراء المغاربة ضيوف النسخة الأولى من المهرجان من مختلف الحساسيات الشعرية وعلى امتداد خريطة الشعر المغربي. وسيتواصل الإنصات الى أصوات الشعرية العالمية من خلال الشعراء:رضوان العجرودي من تونس، نشمي مهنا من الكويت، علي الحازمي من السعودية، محمد الأمين الكرخي من العراق، شعلان شريف من العراق، ، مريم الزرعوني من الإمارات، محمود شرف من مصر، مروان علي من سوريا، كارينا مانون من الشيلي.


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 03/05/2025