يستعد البطل المغربي أيوب عياش لخوض تحدٍ جديد ضمن منافسات البطولة العالمية «للبيتزا» التي ستُقام في مدينة نابولي الإيطالية، مطلع شهر يونيو 2025. هذه المدينة، التي تُعد مهد فن صناعة البيتزا عالميًا، ستستقبل عياش ضمن كوكبة من كبار الطهاة من مختلف قارات العالم، في مسابقة لا تحتفي فقط بجودة الطعم، بل بالإبداع، والحرفية، والابتكار.
من «ثلاث لولاد» إلى العالمية
ينحدر أيوب عياش من بلدة ثلاث لولاد الواقعة في المغرب، على بعد 23 كيلومترا من مدينة خريبكة، عبر الطريق الوطنية رقم 11 المؤدية إلى مدينة برشيد، يوجد مركز ثلاثاء الأولاد، المعروف محليا باسم “فِينِي” و”لُولادْ”، والذي يقع بالنفوذ الترابي لإقليم سطات، ولا يتجاوز عدد سكانه 6049 نسمة، وفق إحصاء 2014، وهناك بدأت رحلته قبل أن يهاجر رفقة أسرته إلى إيطاليا في سن مبكرة لم تتجاوز الثامنة من عمره. بين تحديات الغربة والاندماج الثقافي، برزت لدى عياش موهبة استثنائية في مجال الطهي، خصوصًا في فن صناعة البيتزا، الذي بات لاحقًا شغفه ومسار تميزه.
ورغم امتلاكه مواهب متعددة في مجالات رياضية وفنية، فإن عشقه لفن الطهو هو ما قاده إلى اعتلاء المنصات الدولية، بعد سنوات من الممارسة والتكوين المهني والمشاركات في مسابقات محلية وأوروبية.
إنجازات متصاعدة بثبات
دخل عياش غمار المنافسة في بطولة البيتزا العالمية لأول مرة في عام 2022، وتمكن من نيل المركز الثالث في أول مشاركة له، وهو إنجاز يُحسب لطاهٍ شاب يمثل بلدًا لا يُعرف تقليديًا بصناعة البيتزا. وفي العام التالي، أي 2023، عاد بقوة ليحرز المركز الثاني، متفوقًا على عشرات من الطهاة المحترفين من دول رائدة في هذا المجال.
ومع اقتراب موعد نسخة 2025، يتطلع أيوب عياش إلى تحقيق الحلم الأكبر: الصعود إلى المرتبة الأولى، ليكمل بذلك مشواره الصاعد بخطى ثابتة، ويُثبت أن الشغف والإبداع يمكن أن ينقل الفرد من زوايا المطابخ الصغيرة إلى أضواء العالمية.
رمز للتميز العربي والإفريقي
ما يُميز عياش ليس فقط كفاءته التقنية وابتكاراته في صناعة البيتزا، بل أيضًا كونه المغربي الوحيد والعربي والإفريقي الوحيد الذي استطاع أن يحقق مراتب متقدمة في هذه البطولة الرفيعة المستوى. هذا التفرد جعله نموذجًا يحتذى به للشباب الطموح، ورسالة حية على أن الإبداع لا يعرف حدود الجغرافيا أو اللغة.
ما وراء الطهي: قصة تحدٍ وإلهام
رحلة عياش ليست مجرد مسار مهني، بل هي قصة تحدٍ شخصي، ومثابرة في وجه الصعوبات، ورسالة ملهمة حول الاندماج الناجح بين الهوية الأصلية والانفتاح على الثقافات الأخرى. في كل طبق يقدمه، لا يقدم فقط بيتزا بمذاق عالمي، بل يحكي أيضًا قصة مهاجر مغربي لم يستسلم للظروف، بل حوّلها إلى جسر نحو التميز.
استعدادات نحو القمة
بين التجارب اليومية والتحضيرات المكثفة، يعمل أيوب على تطوير وصفات جديدة تمزج بين النكهات الإيطالية الأصيلة ولمسات مغربية خاصة، وهو ما يُضفي على أطباقه طابعًا فريدًا يثير إعجاب الحكام والجمهور على حد سواء.
تُعد بطولة نابولي المقبلة محطة مفصلية في مشواره، وإذا نجح في تحقيق اللقب، فسيكون أول مغربي وعربي وإفريقي يُتوَّج بالذهب في عاصمة البيتزا، وهو إنجاز سيكون له صدى كبير في الإعلام الدولي، وفي قلوب محبيه الذين يتابعون رحلته بإعجاب وفخر.