انزل الستار على فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الدولي للسينما والمساواة، المنظم من طرف جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، وذلك مساء السبت 17 ماي الماضي بين ردهات المركب الثقافي محمد زفزاف بمنطقة المعاريف بالدارالبيضاء
تميز حفل الإختتام بحضور واسع للمهتمين بالشأن الفني والثقافي والجمعوي و السينيفيليين، وكما العادة في جل المهرجانات، تم الإعلان عن نتائج الفائزين خلال المسابقات، بحيث فاز فيلم “عائشة” للمخرج السينمائي زكرياء نوري بالجائزة الكبرى للمهرجان. ومنحت جائزة المساواة الكبرى من طرف جمعية التحدي للفيلم الإيراني “امرأة في الشاطئ” للمخرج أمير بيرجانو،
في حين توجت المخرجة التركية سيما غولير بجائزة الإخراج عن فيلمها
The Shell
ونال فيلم “ميثاق” للمخرج المغربي حسين حنين جائزة السيناريو، كما نوهت لجنة التحكيم بالفيلمين الفرنسي “الرمانة السوداء” للمخرج على زاري غناتنوي، والبرازيلي “كارولينا” للمخرجة ليلي كوري، لما قدماه من معالجة فنية ملتزمة بموضوع المهرجان
و عبرت بشرى عيدو ، في حوار خاص لجريدتنا، بصفتها مديرة المهرجان و مناضلة في صفوف جمعية التحدي للمساواة والمواطنة ، الجهة المنظمة للتظاهرة، عن وجهة نظرها بخصوص منح الجوائز و التصور العام لفكرة المهرجان، و أوضحت في هذا الإطار بأن الجمعية هي من الجمعيات التي تصبو إلى تكسير ما هو تقليدي و أن تتواصل مع فئات أخرى التي بدورها بإمكانها تكسير جدار الطابو وجدار التمثلات الاجتماعية و جدار الصور النمطية و جدار «التقلدانية» ، و تلك العقليات التي تسود داخل المجتمع. واسترسلت بشرى عبدو، مفسرة، أنها تدعو هاته النخبة من الفنانين والمخرجين والسيناريست، والمشتغلين في الفن السابع، أن يتناولوا تيمة المساواة لأن جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، تشتغل وبشكل يومي على أرض الواقع وتحترف سياسة القرب وتؤمن بأن أي مرور لأي رسالة في أي عمل فني سيجعل المتفرج يتبنى تلك الأفكار و بالتالي فالعاملين في الحقل السمعي البصري والفن السابع، هم صوت الجمعية من أجل مناهضة العنف والتمييز، لانهم من صناع الفيلم الذي يقوم بالتوعية و التحسيس في مجال قانون الأسرة أو فيلم مع مناهضة العنف أو فيلم يشرح التمثلات الاجتماعية ، وبالتالي فهؤلاء السينمائيين بمقدورهم أن يكونوا جدارمنيع، لتلك الصناعة التصويرية التي تروج لنماذج غير مشرفة للمرأة ، فالمهرجان اليوم يرغب في سينما تسلط الضوء على هاته التيمة ، و أن يكون فرصة أمام مخرجات مبدعات مبتدئات لتجدن فرصهن ، فهن، أكيد ستحتجن لتمويل مشاريعهن، و أضافت في ها الصدد، أن الجمعية المنظمة للمهرجان، مستعدة في الدورات المقبلة ، أن تبحث معهن على بعض المشاريع بشكل جماعي ، لتمويل أفلام التي تصب فقط في تيمة المساواة . ولم يفت بشرى عبدو الإشارة، في هذا الإطار، بأن الجمعية في الدورة الأولى للمهرجان بادرت إلى تنظيم جائزة خاصة بالمساواة، وخرجت عن إطار الجوائز المتعارف عليها، وهاته الجائزة هي جائزة المساواة ، التي سيواضب المهرجان على تقديمها خلال الدورات المقبلة. و ختمت بشرى حديثها بالقول: هذا المهرجان هو ربما في دورته الأولى، ولكن نعتبره ناجخا لأنه حضرته شخصيات حجمها كبير مهنيا وفنيا في مجال الفن السابع، ثقيلة بعطائها وبأفكارها و بإيمانها بالقضايا الإنسانية.
واتحفت المطربة سامية أحمد، في مستهل الأمسية الختامية، الحضور بحفل موسيقي يحتفي بالمرأة المغربية وايضا الرجل المغربي ، إذ قدمت عرضا في إطار مشروع جماعي يحمل عنوان « التمغربيت بالفن» ، وفي هذا الإطار فقد خصت الفنانة جريدة الإتحاد اللإشتراكي بحديث حول الموضوع وعبرت عن سعادتها بالدعوة التي تلقتها من إدارة المهرجان و سنحت لها الفرصة للتعبير بطريقتها عن اعتزازها وفخرها بالدفاع عن قضايا المرأة ، من خلال تقديم سهرة ، عبارة عن مشروع فني يقدم لأول مرة للجمهور ويتناول تيمة تتطابق مع التيمة التي يعكسها المهرجان الدولي للسينما والمساواة، مشروع فني يهدي تكريمات لنساء صنعن المجد في التاريخ المغربي، وتم اختيار شخصيات من بينهن، مثلا السيدة الحرة ، زينب النفزاوية، مليكة الفاسي ، التشكيلية شعيبية طلال، و أسية الوديع ماما آسية، وفي الأخير هناك أغنية هدية للرجل الذي يضم صوته لصوت الحق ولصوت المرأة «بجميع ألوان الدنيا» التي اختتمت يها الوصلة الفنية
المشروع يجمعها ب كمال الخزان ، الشاعر الذي كتب الكلمات، و يونس الخزان ، الفنان الموسيقي الذي قام باللحن و التوزيع الموسيقي، فضلا عن ثلة من الموسيقيين المتميزين
و اعتبرت المطربة سامية أحمد أن المهرجان قيم جدا لأنه يصل المتلقي بالأعمال التي تقوم بها الجمعيات الحقوقية من أجل الدفاع عن حق المرأة فإدماج هذا النوع من النضال بالفن يعد مهما لكي ينقل لنا الفن المعاناة الحقيقية ليس للنساء فقط بل كل الفئات المظلومة
تضمن الحفل الختامي للمهرجان ، أيضا، تكريمات مختلفة، من بينها تكريم للجنة التحكيم، المكونة من الفنانتين لطيفة أحرار ونجاة الوافي والإعلامية فاطمة الإفريقي، فضلا عن تكريم بشرى عبده، مديرة الدورة الأولى للمهرجان، وكدا تكريم للمخرج الهواري غباري، المدير الفني للمهرجان.
من جهته فإن المهدي لمينة، المسؤول عن التواصل والمشاريع للجمعية المنظمة لهذا المهرجان، صرح بأنه في ختام هذا المهرجان لا يمكن له إلا أن يحس بنوع من الإرتياح بصفته مسؤول على تتتبع وتنفيد مشاريع جمعية التحدي للمساواة والمواطنة ، كما لا يمكنه إلا أن يكون سعيدا، بصفته رجلا مغربيا ، على حضوره الشخصي لهذا المهرجان، لأن هذا الأخير بعد فرصة للتصحيح أو المساهمة في تغيير مجموعة من العقليات لدى مجموعة من الناشئة ، وهذا في حد ذاته نجاح بالنسبة له كعضو في الجمعية ، فضلا عن ذاك الحضور الوازن الذي هرفته التظاهرة و على رأسه شخصيات مجموعة من الوزراء والفنانات والفنانين و الإعلاميات والإعلاميين الذين يؤمنون بأن الفن السابع له دور مهم في تغيير العقليات ، و أكد المهدي لمينة قائلا: بالنسبة لي فإن الدورة الأولى للمهرجان بصمت بصمة مميزة وأتمنى للدورة المقبلة بأن تتميز يحضور أوسع لا على مستوى الجمهور والشخضيات المهتمة بالشأن الصقافي والفني ولا على مستوى الأفلام ..خاصة و أن المهرجان سيساهم في المزيد من الإشعاع لمدينة الدارالبيضاء ولهذا المركب الثقافي المتواجد بمنطقة المعاريف، والذي يحمل إسم أحد رموز المجال الثقافي وهو المرحوم محمد زفزاف
في دورته الأولى، المهرجان الدولي للسينما والمساواة يبادر بخلق جائزة للمساواة

الكاتب : سهام القرشاوي
بتاريخ : 27/05/2025