يوسف إيذي :هناك من يريد أن يشرع لنظام جديد للعبودية في القطاع الخاص، والفيدرالية عازمة على إعادة الاعتبار لأجراء هذا القطاع
محمد المموحي: ملتمس الرقابة الذي أطلقه الحزب ليس نزهة سياسية أوفرصة لتسجيل النقاط من أجل الانتخابات، وإنما الهدف هو إجراء تحول سياسي كبير في المجتمع
محمد مزيوي : هناك مشاكل كثيرة يعاني منها القطاع السياحي بإقليم المضيق الفنيدق، والتضييق على الحريات النقابية يجب أن يتوقف
اعتبر الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل يوسف إيذي» أن تأسيس الإتحاد المحلي للفيدرالية بإقليم المضيق الفنيدق له أهمية خاصة مقارنة مع المحطات التنظيمية الأخرى، على اعتبار أن هذه المنطقة تشكل منطقة حدودية، وتعرف العديد من المشاكل والإكراهات، لاسيما بعد إغلاق المعبر الحدودي بباب سبتة السليبة، وما ترتب عنه من مآسي اجتماعية واقتصادية في المنطقة، والرهانات التي كانت مطروحة على المنطقة الاقتصادية التي تم إحداثها لامتصاص البطالة وخلق مناصب الشغل، لم تشكل بديلا تنمويا حقيقيا لساكنة المنطقة ولم تستجب لتطلعاتها «.
وأضاف أيذي الذي كان يتحدث في الجلسة الافتتاحية لفعاليات المؤتمر التأسيسي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بإقليم المضيق الفنيدق تحت شعار « العدالة الأجرية ركيزة أساسية للاستقرار الاجتماعي «، التي احتضنت أشغاله قاعة الاجتماعات بجماعة المضيق مساء يوم الأحد 25 ماي الجاري، أضاف أن « هاته الإشكالات الاجتماعية التي تعيشها المنطقة هي من صميم عمل النقابات ومدى التزامها للترافع عن قضايا الأجراء وحقوقهم المشروعة، وأن الفيدرالية الديمقراطية للشغل منفتحة ومستعدة للترافع إنصافا لهاته الفئات المتضررة «،مستحضرا «ما يتعرض له مربو ومربيات التعليم الأولي من تهميش وإقصاء. داعيا هاته الفئة إلى الإسراع بتنظيم صفوفها، في إطار سكرتارية وطنية داخل النقابة الوطنية للتعليم(ف.د.ش)حتى يتسنى الدفاع عن مطالبها وإدماجها، في قطاع التعليم»، مذكرا بلقاء ستعقده الفيدرالية الديمقراطية للشغل بمدينة مراكش حول هذا الموضوع «.
يوسف إيذي توقف طويلا في هذا اللقاء، الذي حضره الكاتب الجهوي للحزب محمد المومحي، المنسق الإقليمي للحزب بإقليم المضيق الفنيدق عبد الواحد الشاعر، المنسق الإقليمي ل(فدش )محمد مزيوي، والكاتب العام للشبيبة الاتحادية فادي وكيلي عسراوي وأعضاء المكتب المركزي وممثلي الاتحادات المحلية بالجهة، وممثلي الأحزاب السياسية و النقابية والجمعوية بالمنطقة، «عند عمال القطاع الخاص واصفا إياهم بالقوة الحقيقية للنقابة، وجزء من الإشكالات التي تواجهها ،على اعتبار أن المشاكل داخل هذا القطاع تختلف جذريا عن ما هو سائد داخل القطاع العام، رغم أنهما يلتقيان في عدة نقاط، من ذلك رفع الظلم الاجتماعي، مناهضة أشكال التضييق على الحقوق الاجتماعية، والمطالبة بالإصلاحات الأساسية للوضع الاجتماعي»، لكن، يقول المسؤول النقابي، على مستوى المشاكل والاستهداف اليومي، فإن عمال القطاع الخاص ما زالوا يعانون الكثير، في إشارة إلى غياب الحد الأدنى للأجور، والتسريحات التي يتعرض لها العمال، والضمان الاجتماعي، وعدم تمتيع العمال والعاملات بحقوقهم المشروعة . رغم أن النجاحات التي يبصم عليها المغرب في عدة قطاعات صناعية، والتي مردها إلى التواجد الكبير للكفاءات التي تشتغل في هذا القطاع، لكنها لا تتمتع بحقوقها المشروعة مقارنة مع نظرائها في الدول المجاورة ، مطالبا في هذا الصدد بضرورة الاهتمام بهاته الفئة وإعادة الاعتبار للعمال داخل هذا القطاع، باعتبار أن هناك من يريد أن يشرع لنظام جديد للعبودية في القطاع الخاص .»
وشدد المسؤول النقابي على أن « الفيدرالية الديمقراطية للشغل عازمة على رفع التحدي لانتزاع التمثيلية من خلال إعطاء المكانة التي يستحقها أجراء القطاع الخاص داخل التنظيم «.
إيذي عرج على التضييق الذي يمارس على الفيدرالية الديمقراطية للشغل خاصة بمدينة المضيق، متسائلا، باستغراب كبير، «كيف يتم منع النقابة من عقد مؤتمرها التأسيسي بدار الثقافة بالمضيق؟ خاصة وأنه تم الترخيص لها في وقت سابق بعقد نشاط نقابي على هامش فاتح ماي»، وعاد إيذي ليؤكد أن ما تتعرض له فد.ش من تضييق ومحاصرة هو نتيجة لما تعرفه من حركية تنظيمية ونضالية وامتداد مجتمعي أقلق ما سماه بالحزب السري، موضحا أن «هذه الجهات اعتادت على وضع نقابي جامد لا يتحرك إلا بأوامرهم و توجهاتهم، وأن هذا التضييق الذي يمارس على الفيدرالية لن يثنيها عن أهدافها وطموحاتها نحو تطوير بنياتها التنظيمية».
وقال إيذي إن « الفيدرالية الديمقراطية لن تظل مكتوفة الأيدي إزاء هاته الممارسات التي تطال النقابة في عدة مواقع وأن هناك جهات لا ترغب في أن تكون الفيدرالية تنظيما قويا وفاعلا، و لا حتى لحليفها السياسي بأن يتقدم «.
وأكد إيذي أن « هذا الاستهداف يجب أن يتوقف وإلا ستضطر النقابة إلى اتخاذ أشكال نضالية تصعيدية حماية للطبقة الشغيلة ومصالحها «، قبل أن يضيف في ختام كلمته أن هناك نقابات ليس لها وجود ولا امتداد لها لكن أثناء الانتخابات وبقدرة قادر تتبوأ مقاعد مهمة وسط استغراب كبير من طرف الرأي العام الوطني، يقول الكاتب العام لفدش .
من جهة أخرى جدد الكاتب الجهوي للحزب محمد المموحي « التأكيد على أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يقدم كل أشكال الدعم السياسي والنضالي والجماهيري من أجل ربح الرهانات المطروحة أمام العمل النقابي الجاد والديمقراطي الذي تمثله الفيدرالية الديمقراطية للشغل» . .
وتطرق المموحي إلى خطورة المزايدات التي تطرحها بعض الأطراف بخصوص موقف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من ملتمس الرقابة، واصفا إياها بالمغالطات لأن هاته الأطراف تعرف جيدا أن صاحب الحق في هذا الملتمس هو الاتحاد الاشتراكي الذي طرح هاته المبادرة» . يؤكد المومحي.
مضيفا أن هذه المبادرة بالنسبة لحزب الإتحاد الاشتراكي ليست نزهة سياسية أو فرصة لتسجيل النقاط من أجل الانتخابات المقبلة وإنما الهدف منها هو إجراء تحول سياسي كبير في المجتمع، لأن المغرب في حاجة إلى إصلاحات سياسية حقيقية وإلى نقاش سياسي مجتمعي يحاكم من خلاله الاختيارات اللاشعبية لهاته الحكومة» ،
وأشار الكاتب الجهوي للحزب ،» أن ما تعانيه ساكنة الفنيدق بعد انسداد كل الآفاق نتيجة إغلاق باب سبتة السليبة يعبر دليلا قاطعا على فشل الحكومة في إيجاد بدائل تنموية واضحة للمنطقة بل أكثر من ذلك، يقول المموحي، زادت من تأزيم الوضع» .
محمد مزيوي المنسق الإقليمي للفيدرالية الديمقراطية بإقليم المضيق الفنيدق أماط اللثام خلال كلمته عن « المشاكل التي يعاني منها أجراء وأجيرات القطاع الخاص خاصة في القطاع السياحي، حيث يعاني العاملون به من إشكالية عدم الاستقرار من ذلك العمل الموسمي والبطالة وعدم الاستفادة من التصريح بهم بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والحد الأدنى للأجور والتأمين عن حوادث الشغل وغيرها من المشاكل المطروحة»..
وفي سياق آخر طالب مزيوي» بضرورة إدماج مربيات التعليم الأولي في النظام الخاص بالمنظومة التعليمية بدل اعتماد نظام الوساطة.بالإضافة إلى المشاكل التي يعاني منها مهنيو بيع الدواجن بالسوق المركزي بمدينة مرتيل، والذين تتعرض محلاتهم. للإغلاق غير المفهوم من طرف السلطات.».
وأضاف مزيوي أن « المعنيين طالبوا عبر تنظيمهم النقابي بفتح باب الحوار خصوصا أن مكان تواجدهم هو مرفق جماعي، ومنهم من يزاول عمله أزيد من ثلاثين سنة بنفس المكان» مؤكدا أن « المطلب الوحيد هو إيجاد مجزرة جماعية أو إقليمية تفاديا لتفاقم الأزمة وتعريض هذه الفئة لمعاناة كبيرة «.
هذا وأشار المنسق الإقليمي لفدش إلى المنع التي تعرضت له المركزية النقابية من طرف السلطة المحلية، بخصوص تنظيم المؤتمر الإقليمي بدار الثقافة بالمضيق لأسباب غير مفهومة، مع وجود بعض العراقيل في تسلم وصولات إيداع المكاتب النقابية».
بدوره أشاد المنسق الإقليمي للحزب بإقليم المضيق الفنيدق عبد الواحد الشاعر، «بالانخراط الواسع والكبير للمناضلين والمناضلات في هاته المحطة التنظيمية للفيدرالية، من أجل إنجاحها وكسب الرهانات المطروحة عليها استعدادا للاستحقاقات المقبلة» .
فعاليات المؤتمر التأسيسي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بإقليم المضيق الفنيدق لم تترك الحدث يمر دون الوقوف عند لحظات مؤثرة ومعبرة، تجلت في تكريم بعض رموز الوفاء والعطاء، نظير للخدمات النقابية التي أسدوها لأجراء وأجيرات القطاع الخاص طيلة مسارهم المهني ، الأمر يتعلق بعبد المالك الشعرة ،محمد أجبار ، عبد الإله السليماني ، عبد الواحد البكاري .
هذا وخلصت أشغال هذا المؤتمر التأسيسي إلى انتخاب محمد مزيوي بالإجماع كاتبا محليا للفيدرالية الديمقراطية للشغل بإقليم المضيق الفنيدق.