تتواصل بمدينة الدار البيضاء، وتحديدا بمنطقة مديونة، أشغال تهيئة مطرح مديونة وتحويله إلى منتزه بيئي لفائدة الساكنة البيضاوية، خصوصا القاطنين بالأحياء المجاورة الذين عانوا لسنوات من التلوث والروائح الكريهة، مما جعل من المطرح بؤرة هشاشة بيئية واجتماعية داخل العاصمة الاقتصادية.
في تصريح إعلامي، أكد أحمد أفيلال، نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بقطاع النظافة، أن «نسبة تقدم الأشغال بلغت حوالي 70%، ومن المرتقب أن يُفتتح المشروع في نهاية السنة الجارية، بعد فترة إنجاز تمتد إلى 12 شهرًا»، مضيفا أن الميزانية المرصودة للعملية تبلغ 157 مليون درهم، وتشمل تهيئة أكثر من 50 هكتارا من المساحات الخضراء، بالإضافة إلى إحداث فضاءات بيئية وترفيهية تستجيب لتطلعات المواطنين ومتطلبات التوازن البيئي.
وقد لقي المشروع تفاعلا إيجابيا من طرف سكان مديونة، الذين اعتبروا هذه الخطوة بمثابة استرجاع للكرامة البيئية للمنطقة. في هذا السياق، قال عمر بنسعيد، إطار تربوي من سكان المنطقة، في تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي: «كان المطرح من أكبر النقاط السوداء في مديونة بسبب الروائح والتلوث، وكان من الضروري أن يُوضع ضمن أولويات السلطات. اليوم نحمد الله أن هذا المكان سيتحول إلى فضاء أخضر ينبض بالحياة. إنه إنجاز يستحق التنويه والفخر.»
من جهته، أكد إبراهيم كيري، رئيس جمعية «أيادي الوردة الاجتماعية للشباب والأسرة»، أن مديونة عانت طويلًا من تبعات المطرح، مشددا على ضرورة تعزيز برامج فرز النفايات وتوسيع وحدات المعالجة بعيدا عن الأحياء السكنية، خاصة في ظل التوسع العمراني الذي تعرفه المدينة.
أما يوسف مستعين، رئيس المكتب الوطني لـ«جمعية سفراء الخير»، فقد نوه بالمشروع قائلا إنه: «يمثل فرصة حقيقية لإنشاء فضاء ترفيهي واسع يضم مرافق متنوعة ومساحات خضراء ستتيح لسكان الدار البيضاء والمناطق المجاورة قضاء أوقات ممتعة رفقة أسرهم.»
اليوم، تنتظر الساكنة البيضاوية افتتاح المنتزه الجديد على أنقاض المطرح القديم، والرهان الأكبر يظل في مدى قدرة هذا المشروع على تحقيق الأهداف البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي رسمتها السلطات…
(*) صحفية متدربة