فنانون مغاربة غاضبون من إدارة موازين

النقيب أيوب ترابي يتهم المسؤولين بالإقصاء الممنهج

ويدعو إلى النضال من أجل الإنصاف

 

 

في خطوة تصعيدية تعكس حجم الغضب في الأوساط الفنية المغربية، وجه أيوب ترابي
الأمين العام للنقابة المهنية لحماية ودعم الفنان ،
اتهامات مباشرة لإدارة مهرجان «موازين»، متهما إياها بممارسة إقصاء ممنهج تجاه الفنان المغربي، خاصة في ما يتعلق بمنصة سلا المخصصة للأصوات المحلية.
وأثار النقيب أيوب ترابي في تدوينة تساؤلات حول غياب الشفافية في إعلان البرمجة الفنية، متسائلا عن المعايير الحقيقية التي تتحكم في اختيارات المشاركين، وسط ما وصفه بـ»تدخلات مشبوهة» من بعض المسؤولين عن البرمجة.
وقال ترابي في تدوينته: «ما الجدوى من مشاركة الفنان المغربي في مهرجان موازين إذا لم يتم الترويج لاسمه، أو تخصيص تغطية تليق بحضوره؟»، معتبرا أن ما يحدث هو تهميش متكرر ومتعمّد، لا يليق بدولة تراهن على الثقافة كرافعة للتنمية والإشعاع الدولي. ودعا إلى وقفة تأمل وإعادة النظر في طريقة تدبير التظاهرات الكبرى، مشددا على أن «قيمة الفنان لا تقاس بالتعويض المادي بل بما يقدمه من إبداع وهوية وانتماء».
ووجه ترابي دعوة مفتوحة إلى التحرك النقابي والفني، معلنا عن استعداد فنانين لخوض تجربة نضالية جماعية، من أجل ما سماه «البرنامج الفني الوطني»، تحت هاشتاغات تطالب بكرامة الفنان المغربي وإنصافه.
تدوينة ترابي كانت الشرارة التي أطلقت سلسلة من ردود الفعل المتضامنة، حيث تتابعت تعليقات فنانين مغاربة من مختلف المشارب، يؤكدون تعرضهم بدورهم لأشكال متعددة من التهميش. فكتب أحدهم: «هذه حقيقة مرة، وإن لم نتحرك جميعا للمطالبة بحقوقنا، سيظل الوضع كما هو عليه»، بينما شدد آخر: «الفن الشعبي لا يختزل في اسمين أو ثلاثة، وكذلك الفن الأمازيغي والݣناوي والحساني، يجب فتح الباب أمام كل الألوان، لا أن نبقى رهائن وجوه بعينها تتكرر كل سنة».
وأعرب أحد المعلقين عن استغرابه من إقصاء فنانين مغاربة لصالح أسماء مستوردة، وكتب بنبرة ساخطة: «أصبح من يمثل الفن الحساني في موازين لا يمت بصلة للمقام ولا للموروث، لا يحفظ سوى أغنية واحدة تجاوزها الزمن»، وتابع آخر: «مطرب الحي لا يطرب، وهناك من يطلب الدعم باسمنا ولا يعطينا سوى الفتات»، في إشارة إلى الجهات الوسيطة التي تتحكم في التمثيل الفني دون مشاورة أهل الميدان.
في الوقت نفسه، أجمعت التعليقات على أهمية توحيد الكلمة والضغط الجماعي من أجل إعادة الاعتبار للفنان المغربي، حيث كتب أحدهم: «نحن لا نحتاج إلى إعادة تدوير نفس الأصوات، بل إلى فتح المجال أمام المواهب الحقيقية، لأن الثقافة لا تعيش بالتمثيل الزائف، بل بالإبداع الصادق».
واختتمت نداءات الفنانين بعبارات مباشرة: «ديرو اليد فاليد من أجل ثقافة مغربية نزيهة وشفافة»، في دعوة مفتوحة للالتفاف حول مطالب واضحة: احترام الفنان، إقرار مبدأ تكافؤ الفرص، والتخلص من هيمنة شبكات الوساطة والمحسوبية على المشهد الفني المغربي، بدءا من أكبر مهرجاناته.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 19/06/2025