كلنا في النصر …شرق وكلنا في الهزيمة آخرون!

الحرب تهدم المعنى وتعيد بناءه. المنازل والعمارات والمساجد والقناطر
ولكن آثار الحرب امتدت إلى بناء المعنى: لم يعد للكلمات المعنى نفسه.
قاموس الحرب ذاته تغير:
على الكلمات أن تجد معنى آخر لنفسها
وعلى النصر أن يعيد تعريف نفسه من جديد
لكي نتعرف عليه إذا صادفناه في شاشات التلفزيون الإيرانية أو الإسرائيلية؛
على العدو أيضا أن يبذل مجهودا ليحدد صواب قاموسه.
علينا أن نعرف ما نفعله بالعدو: هل نضربه أم نخبره بأننا سنضرب
وأن عليه أن يحتاط منا إذا عنّ لنا أن نجعله العدو!
إذا حافظ الكلام على معناه، وعليك أن تشك في الحواس
وفي المدارس اللسانية السابقة..
النصر هو الهزيمة
والعدو هو … اللاعدو.
سيبقى الدال قائما، محصنا بالرغم من كل القذائف والصواريخ وكل دروس التخريب
لكن المدلول عليه أن يعيد تعريف نفسه:
النصر ليس بالضرورة ما كان يعرف إلى حدود البارحة، نصرا
ولا الهزيمة هي الهزيمة، ولا العدو هو العدو الذي يتلصص ويتربص ويتجسس لأجل أن يجد فرصة للقتل أو التدمير أو الهزيمة
العدو يمكن أن يكون شريكا في ترتيب النتيجة: أن يراسلك كي تستعد:
مثل ملاكم يطلب منك أن تضع القفازات أو تحتاط كثيرا للجهة اليمنى من وجهك
لأنه سيضرب هناك .حرب لا غدر فيها.. حرب يمكن أن تصير حربا ودية
يتبادل الطيارون فيها التحيات
ويراجعون خططهم بطلب من صديق مشترك..
حرب أخوية
حرب بنيات صادقة
حرب تصارع فيها الصواريخ بعضها البعض ..حرب مثل المؤثرات الخاصة في فيلم من خيال علمي..!
لكن الأعداء قد يقيمون مجموعة واتساب دولية
تسهر على تطبيقات حربية ودية يتبادلون الأفكار. حول ما تنوي الصواريخ فعله..
لا أحد ينهزم في الحرب الجديدة في الشرق الأوسط..
لأننا أبناء الشرق الواحد .كلنا في النصر شرق..
أما الذين ينهزمون، فهم فقط الذين يتابعون الحرب
ويصدقون بلاغاتها
وقادتها
وإيديولوجيتها.
خبراء القصف اللغوي الذي يتعبهم أكثر مما يتعب العدو:أما أنا وأنت فتعيدنا الحرب أطفالا نفهم معنى الكلمات التي كبرنا فيها وبها!
الحرب لا تدور بين الذين يعيشون قرب بعضهم:
الحرب تتم بقسوة بين البعيدين في الشرق أو في الغرب!
الحرب تكون ضد الذين يملكون الحق:
وحدهم الفلسطينيون يروحون ضحيتها ولا يملكون هواية الترتيب لها …