سينما منتصف الليل بالمهرجان الدولي للسينما الإفريقية تستعيد بريقها

عرف مساء يوم الإثنين أي 23 يونيو 2025، أمسية احتفلالية إلى حدود الثانية عشرة ليلا، تسمى بسينما منتصف الليل، وهو تقليد احتفظ به المنظمون للمهرجان الدولي الإفريقي بخريبكة، حيث كان وسيلة في عهد الراحل نور الدين الصايل أحد مؤسسي هذا المهرجان، لتقديم نوع من العروض السينمائية العالمية بطريقة علمية واحترافية ومناقشة مضمونها.
وبما أن الظروف تغيرت، أخذ هذا الاحتفاء طابعا مختلفا نوعا ما، وبهذه المناسبة، تم توقيع ثلاثة مؤلفات تخص مجال السينما، وهي كما يلي: “الفيلموغرافيا السينمائية المغربية، الأفلام الطويلة من 1955 إلى 2024″ للمؤرخ أحمد السيجلماسي، و”تجارب سينمائية نسائية جديدة، قراءات في أفلام مغاربية” للناقد عبد الكريم واكريم ثم “النقد السينمائي بين النظرية والبراكسيس” لكاتبه الناقد محمد بنعزيز”.
حيث اعتبر أحمد السجلماسي في مداخلة جمعت هؤلاء النقاد بالحاضرين مناقشة سير أشغالها أحد الأعضاء المنظمين للمهرجان وهو السيد الثلات، بأن الصناعة السينمائية لا وجود لها، باعتبارها حلم يمكن تحقيقه على المدى البعيد، ثم شرع في تقديم محتويات مؤلفه الجديد الذي يتكون من فصلين الفصل الأول ركز على تاريخ السينما بالمغرب من 1987 إلى 2024 كما ذكرت سالفا، والصور السينمائية الأولى قبل الحماية ومواضيع أخرى تناولها المؤرخ بالتفصيل في الجزء الثاني من الكتاب.
بعده، تناول الكلمة الناقد عبد الكريم واكريم، الذي خصص مداخلته للحديث عن التجارب السينمائية وقراءة متمعنة ومتمحصة في تجارب نسائية مغاربية، ليبرز مدى مساهمة هؤلاء النساء في بلورة الرؤية الأنثوية للسينما على قلتها.
بينما عمل الناقد محمد بنعزيز، على مناقشة النقد السينمائي من وجهة نظره، معتبرا بأنه هو مفتاح ولوج الأعمال السينمائية وفهم محتواها، معتمدا في تحليله على دور الفنون التشكيلية، مستشهدا ببعض أعمال الفنانين التشكيليين الذين عرفهم تاريخ الفن، كبداية لفهم ميكانيزمات السينما منها الضوء والظل والأبعاد والمنظور والألوان.. وغيرها من مكونات المشاهد السينمائية، محاولا تسليط الضوء على كل من العبقري الإيطالي الفنان ليوناردو دافنتشي والفنان أوجين دولاكروا وغيرهما، معتبرا بأن باشلار من بين النقاد الذين طرحوا أسئلة من باب التشكيل ساهمت في بلورة الرؤية السينمائية.
تلت هذه القراءات تدخلات الحاضرين، رغبة في توسيع معارفهم والوقوف على أهمية النقد في المجال السينمائي، حيث ترددت في أكثر من لحظة كلمة المناهج في تحديد المشاهد السينمائية في محاولة للوقوف على طرق محددة في تفكيك الأفلام وقراءتها، لكن لم يستطع أي متدخل من النقاد أن يحددها بشكل دقيق، بقدر ما استطاعوا فقط الوقوف على بعض المرجعيات المشهدية الذاتية والتراكمات الاجتهادية لمقاربة تحليل الأفلام السينمائية.
أما في حدود العاشرة صباحا من اليوم الموالي أي الثلاثاء 24 يونيو 2025، نظمت مداخلات حول الأفلام التي عرضت فيما قبل بحضور مخرجيها ومناقشة محتوياتها التقنية والموضوعية، فكانت البداية بفيلم قصير موسوم ب “دجاكا” من الكوت ديفوار، مدته 13 دقيقة يتحدث عن قصة طفل يسمى دجاكا الذي سيعيش حياة الجحيم صحبة أمه بسبب تصرفات زوج أمه الذي سيتسبب في قتله بالسم لينفرد بأمه، هو فيلم يدخل ضمن المواضيع التي تتضمنها العلاقات الزوجية المتقلبة بأسلوب بسيط وتقنية غير مكلفة في حدود الإمكانيات المتوفرة للمخرج والمنتج معا.
أما الفيلم الطويل الموسوم ب “ميكوكو” من دولة الطوكو، فقد طرح قضية مرتبطة بقضايا نساء يحاولن الحفاظ على تجارتهم في سوق بلدي معروف باسم “ميكوكو” وسوف يواجهن رئيس مجلس بلدتهن الذي حاول الاستيلاء عليه بطرق ملتوية وغير قانونية.
بينما الفيلم القصير من السينغال، تحت عنوان “2002 معركة ضد النسيان” فهو فيلم وثائقي مدته 24 دقيقة، يحكي عن تجميع لوثائق تعكس فترة من التاريخ بالسينغال جمعت بين الفرح والمعاناة.
أما الفيلم الأخير فكان تحت عنوان “الدار البيضاء- داكار” ويقدم قصة مهندس مغربي يشتغل بالسينغال إلا أن وزوجته حامل بالمغرب في شهرها الأخير، فحاول الالتحاق بها فحال بينه وبينها الحجر الصحي، مما سيدفعه لمغادرة السينغال برا وفي ظروف عصيبة، وسوف تبدأ معاناته مع السفر عبر صحراء السينغال وموريتانيا والمغرب.، إلى أن يتمكن من الالتحاق بزوجته بعد مرور مدة زمنية غير قصيرة. وهو فيلم مليء بالأحداث، اعتمد على المناظر الخارجية وعلى تغير الأمكنة وعلى التشويق، خاصة فيما يتعلق بمسألة العبور بالنسبة للعابرين الغير الشرعيين.


الكاتب : خريبكة: شفيق الزكاري

  

بتاريخ : 27/06/2025