البوليساريو هي التي صنفت نفسها إرهابية 2/1

عبد الحميد جماهري

لا شيء يمنع أعضاء البوليساريو من أن يكونوا إخواننا، وأن يكونوا إرهابيين في نفس الوقت!
هذا الرد، على المباشر، هو في مناقشة ما صرّح به عبد الله بوانو، ويبدو أن أمينه العام قد زكّاه من بعد، بخصوص معارضته للسعي الهادف إلى تصنيف الحركة الانفصالية حركة إرهابية.
لقد كان لنا أبناء مغاربة، في كاريان طوما، وفي سيدي مومن، وفي خلية شمهروش، وفي خلية بلعيرج، وفي خلايا كثيرة، كانوا إخوانًا لنا مغاربة، وكانوا إرهابيين وتركوا خلفهم عشرات الأسر من الضحايا، وعشرات الأرامل والثكلى والأيتام.
إذن، كونهم مغاربة لا يسقط عنهم صفة الإرهابيين.
ثانيا، المغرب لم يسع إلى تصنيف هذه الحركة الانفصالية حركة إرهابية، طوال فترات الصراع المفتعل.
ونحن، نتابع منبتها وتفرعها وتيَهانها بين العواصم ووسط الخرائط، تحصل لنا قناعة بالانزلاقات التي وقعت.
– في الاتحاد والاستقلال، كان لمؤسسها، الوالي السيد، روابط إنسانية ودموية وفكرية، ولعل القادة الذين عاشوا تقلبات ما بعد الاستقلال ومخاضات الحركات الاستقلالية والمقاومة، سواء من الجيل الأول، على عهد بوعبيد، وعلال الفاسي، وبنسعيد أيت يدر، واليوسفي، وحمو عبد العظيم، وسعيد بونعيلات، وغيرهم، كما الجيل الذي جاء من بعدهم من أمثال اليازغي وفتح الله ولعلو وغيرهما، علامات تواصل حول المعركة التي أرادوا الخوض فيها من أجل تحرير الصحراء.
من بعد ذلك، كان خطأ المرحلة الأوفقيرية في المغرب، في مطاردة داخل الصحراء، وقمع احتجاجات بطانطان، وما تفرّع عنها من خروج فردي وجماعي لهذه المجموعات وبحثها عن الدعم في الخارج، في الجزائر وفي ليبيا، وتحولها من منطق التحرير الوحدوي إلى التحرير الانفصالي، تحت مظلات إيديولوجية أولوياتها هي الحرب ضد نظام المغرب، في عهد معمر القذافي، ثم في عهد هواري بومدين.
-انخراط الحركة في منطق الانفصال وابتعادها عن منطق النضال التحرري الوطني، الذي كان يجعل لها صلات ربط مع المعارضات السياسية في الداخل أو في الخارج، وانزياحها نحو الأجندة الجيو-إقليمية لنظام العسكر في الجزائر، وإعلان الدولة والخروج من أي منطق وطني.
– خوض حرب تحت رايات النظام العسكري الجزائري، ومنحه الغطاء «الصحراوي» في حربه النظامية ضد المغرب، دولة وشعبا.
– رفض كل مقترحات الحل التي تم عرضها، أمميا أو إقليميا، باستثناء المقترحات التي تقبل بها الطغمة الحاكمة في الجزائر، من قبيل تقسيم الصحراء أو القبول بـ«دويلة» تحت رعاية جزائرية.
– سوء تقدير التعامل الملكي، ممثلا في استقبال قادة البوليساريو في مراكش من طرف الملك الراحل، واستقبالهم من طرف جلالة الملك محمد السادس عندما كان وليا للعهد، وإعلانه منذ سنين قليلة (2014) عن استعداده لتكرار ذلك إذا كان الأفق المنشود هو سيادة المغرب، بدون أي شرط آخر.

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 08/07/2025