إن المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المنعقد يوم السبت 26 يوليوز 2026 في دورة عادية، وبعد توجيه التحية إلى رئيسه، الأخ الحبيب المالكي، الذي اضطرته وعكة صحية إلى الغياب عن أشغاله، مع متمنيات عضوات وأعضاء المجلس الوطني بالشفاء له، واستحضارا منه للسياق الزمني الذي ينعقد فيه، فإنه يدق ناقوس الخطر بخصوص الوضعية المقلقة التي تعيشها بلادنا وشعبنا من أزمة مائية متعددة الأوجه، تهدد بالعطش والحرمان من حق من حقوق الحياة الأساسية، محملا المسؤولية للحكومة التي أثبتت عجزها عن توفير شروط الخروج من الأزمة، وعجزها البين عن تنزيل الاستراتيجية الملكية المتعددة الأركان، والتي مافتئ جلالته يشدد على ضرورة الإسراع بتفعيل الإجراءات الخاصة بتنزيلها على أرض الواقع.
وبعد وقوفه على النقاش الجدي والمسؤول الذي طبع أشغال اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثاني عشر،عقب تقديم تقارير اللجنة الموضوعاتية عنها..
ـ يوجه تحية عالية لكل المناضلات والمناضلين في اللجن المذكورة على ما بذلوه من جهد مادي ومعنوي في سبيل إنجاح هاته المهمة المصيرية، منوها بروح الانضباط العلمي والنضالي، وبجودة الإبداع والاجتهاد والخلق التي وسمت الفعل الاتحادي الجماعي.
يسجل المستوى الرفيع والعميق لمضامين التقارير، بما هي عصارة العقل الاتحادي المشترك لأطر ومناضلي ومناضلات الاتحاد وخبرائه وخبيراته ومثقفيه ومثقفاته وقواعده..ويحيي عاليا العمل الجبار والدؤوب الذي بذلوه لإنجاح المحطة الوطنية القادمة وتمكينها من الأرضية الفكرية ووسائل الفعل السياسية وأدوات التأثير التنظيمية الجديرة بإحداث المنعطف اللائق بتاريخ الاتحاد للمساهمة في بناء مغرب التحديات والارتقاء الحضاري الشامل. وهي وثائق تعكس نضجاً حزبياً واستعداداً جماعياً لاستشراف المستقبل بثقة.
ـ وفي مستوى الممارسة المتواصلة ينوه المجلس الوطني عاليا بالدينامية التنظيمية، والحضور الميداني المسترسل عبر التراب الوطني، والذي أشرف عليه الكاتب الأول للحزب، مقدما نموذجا للقائد الميداني المتفاعل مع معطيات الواقع، والساعي إلى تغيير معادلاته من أجل فعل سياسي وتنظيمي عقلاني، منتج ومنسجم مع إرادة التأطير الواعي، وتقديرا للمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق حزب القوات الشعبية. داعيا في الوقت نفسه إلى استكمال هاته الدينامية في باقي الأقاليم التي توجد في طور الإعداد لمؤتمراتها، مع دعوتها إلى توفير شروط الإنجاز ضمن الجدول الزمني المصادق عليه في المجالس الوطنية ذات الصلة.
ـ يحيي عاليا كذلك ما تثبته كافة التنظيمات القطاعية والسوسيومهنية، والشبابية والنسائية والفدرالية، على كافة الواجهات الإعلامية والثقافية والدبلوماسية، في داخل الوطن وفي خارجه.عبر انخراط يومي لا يكل ويتجدد مع كل رهان من رهانات البلاد الجماعي على واجهة الفعل النضالي ولمصاحبة الجماهير الشعبية في تطلعاتها ومعاركها.
ـ ينوه المجلس الوطني عاليا بأداء الحزب في مختلف المؤسسات، ويخص بالتنويه الفريقين الاشتراكيين في المعارضة الاتحادية بالبرلمان، في مواجهة أغلبية متغوِّلة، أغلقت كل فضاءات الفعل الجماعي في تنشيط التعددية ببلادنا، وحكومة تقوم على الاستفراد بالقرار وضرب التوازن المؤسساتي…
ويحيي في هذا السياق، صمود النواب والنائبات والمستشارين والمستشارات الاتحاديين والاتحاديات، في هذا المناخ المناهض للفعل السياسي التعددي، ومثابرتهم وقدرتهم على فرض صوت القوات الشعبية والصوت التقدمي في كل المعارك التي شهدتها الغرفتان التشريعيتان، بخصوص القوانين كلها، ولاسيما منها ما له علاقة بالدولة الاجتماعية وبدولة الحقوق والحريات ودولة تكافؤ الفرص والنقاش الديموقراطي.