دورة المجلس الوطني ( السبت 26 يوليوز ): في الدورة العادية للمجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي الكاتب الأول إدريس لشكر: المؤتمر القادم للحزب محطة لانطلاق «مرحلة الانبعاث الجديد»

في أجواء طبعها الحماس والجدية، ترأس الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، اجتماع المجلس الوطني للحزب، الذي انعقد بعد اختتام أشغال اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثاني عشر المرتقب في أكتوبر المقبل. وقد ناب لشكر في ترؤس هذا الاجتماع عن رئيس المجلس الوطني، الحبيب المالكي، الذي تعذر عليه الحضور بسبب وعكة صحية مفاجئة.

إشادة بالمستوى التنظيمي والفكري

وفي كلمته الافتتاحية، عبر إدريس لشكر عن اعتزازه العميق بالمستوى الفكري والتنظيمي الذي بلغته وثائق المؤتمر، بفضل العمل الجاد للجان الموضوعاتية المنبثقة عن اللجنة التحضيرية، والتي قدمت تقاريرها خلال الاجتماع، مؤكداً أن هذه الوثائق تعكس نضجاً حزبياً واستعداداً جماعياً لاستشراف المستقبل بثقة.

الماء أولوية وطنية

ووجه الكاتب الأول للحزب نداءً قوياً إلى الحكومة لتسريع تنفيذ المشاريع المتعلقة بالماء، مشيراً إلى أن معاناة عدد من المناطق المغربية، خصوصاً خلال جولاته الأخيرة في الشمال والشرق والجنوب، أصبحت “كارثية” نتيجة الجفاف المزمن. وأضاف أن الأمن المائي أصبح اليوم قضية استراتيجية تمس الحق في الحياة، مما يستوجب تحركاً عاجلاً لتأمين الماء الشروب ومياه السقي، خاصة للفلاحين والمناطق القروية.
ولم تقتصر مطالبه على الماء فقط، بل دعا الحكومة أيضاً إلى تسريع وتيرة برامج الفلاحة والبنيات التحتية الطرقية، التي تظل مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالعدالة المجالية والتنمية المستدامة.

دينامية تنظيمية غير مسبوقة

من الناحية التنظيمية، كشف لشكر أن الحزب تمكن من عقد 40 مؤتمراً إقليمياً منذ انطلاق الإعداد للمؤتمر الوطني، مشيراً إلى أن 18 إقليماً لا تزال مبرمجة، فيما لم تُحدد بعد تواريخ مؤتمرات 16 إقليماً آخر، داعياً إلى التنسيق العاجل مع الإدارة الحزبية لضمان انعقادها في أقرب الآجال.
وفي سياق متصل، أعلن أن عدد الاستمارات الجديدة للعضوية التي توصل بها الحزب فاق 42 ألفاً، مؤكداً أن هذا الرقم مرشح للارتفاع، مما يعكس بحسب تعبيره “الإقبال المتزايد على الحزب والثقة المتجددة فيه كقوة سياسية وطنية”.

خلل في توازن المؤسسات بعد انتخابات 2021

في بُعد سياسي عميق، اعتبر إدريس لشكر أن انتخابات 2021 أفرزت اختلالاً في التوازن المؤسساتي، خاصة في المؤسسة التشريعية، حيث أشار إلى أن “لأول مرة في تاريخ البرلمان لا يمكن تأسيس لجنة تقصي الحقائق، بسبب تغول الأغلبية وانعدام شروط التوازن”، وهو ما وصفه بـ”مؤشر سلبي يستدعي الوقوف عنده من منظور دستوري دقيق”.
كما شدد على أن تفعيل الدستور وحده لا يكفي، ما لم تقترن الممارسة السياسية بإرادة حقيقية لاحترام التعددية وتفعيل آليات الرقابة البرلمانية.

إشادة بالفريقين البرلمانيين والإعلام الحزبي

وأشاد الكاتب الأول بعمل الفريقين الاشتراكيين بمجلسي النواب والمستشارين، معتبراً أن دورهما الرقابي والتشريعي كان حاسماً في الدفاع عن القضايا الاجتماعية والحقوقية، إلى جانب التنويه بـ”الإعلام الحزبي الذي ظل حاضراً في المشهد السياسي، متصدياً للمغالطات، وكاشفاً للمناورات السياسوية”.

نحو محطة انبعاث جديدة

وختم إدريس لشكر كلمته بالتأكيد على أن المؤتمر المقبل للحزب سيكون محطة لانبعاث جديد لحزب الاتحاد الاشتراكي، داعياً إلى الاستعداد من الآن للاستحقاقات المقبلة، سواء التنظيمية أو السياسية أو الانتخابية، بروح جماعية وبمسؤولية عالية.
كما أعلن عن قرب انعقاد اللجنة الوطنية للانتخابات، التي ستتولى تحديد المعايير والمقاييس المتعلقة باختيار المرشحين في الانتخابات المقبلة.
بهذه الرسائل الواضحة والهيكلة التنظيمية المتقدمة، بدا حزب الاتحاد الاشتراكي اليوم على أعتاب مرحلة سياسية جديدة، شعارها: الوضوح، التوازن، والانبعاث الديمقراطي.

يوسف ايدي: محطة المؤتمر القادم شرارة جديدة في مسار حزبي غني

صادقت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثاني عشر للحزب، خلال اجتماعها المنعقد يوم السبت 26 يوليوز 2025 بالمقر المركزي بالرباط، بالإجماع على مشاريع تقارير اللجان الموضوعاتية، التي عكست نقاشاً سياسياً وتنظيمياً غنياً حول محاور المرحلة المقبلة ورهاناتها الوطنية والدولية. كما تمت المصادقة على مشروع مسطرة انتخاب المؤتمرين بمختلف الأقاليم، في خطوة حاسمة لضمان تمثيلية ديمقراطية ومتوازنة، حيث تم اعتماد قاعدة تجمع بين شرعية التنظيم وقوة الحضور الانتخابي، عبر تخصيص 50% لعدد بطائق العضوية، و50% لعدد الأصوات المحصل عليها في الاستحقاقات الانتخابية.
وتندرج هذه المصادقة ضمن الدينامية التي أطلقتها اللجنة التحضيرية منذ تنصيبها، في أفق الإعداد الجيد لهذا الاستحقاق التنظيمي الهام، الذي يراهن عليه الحزب لتجديد هياكله وتعزيز حضوره في المشهد السياسي الوطني.
وكان المقر المركزي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالرباط، احتضن يوم السبت 26 نونبر، اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثاني عشر المزمع عقده في أواسط شهر أكتوبر القادم.
وذكر يوسف ايدي رئيس اللجنة التحضيرية الذي كان مرفوقا برؤساء اللجن الموضوعاتية في بداية كلمته الافتتاحية لهذا الاجتماع، أن المؤتمر الوطني الثاني عشر الذي نحضر له بكل جدية ومسؤولية يأتي في سياق خاص حيث يتزامن مع الذكرى الستين لتأسيس الحزب، والذكرى الخمسين للمؤتمر الوطني الاستثنائي لسنة 1975، الذي أقر استراتيجية النضال الديمقراطي، ما يضفي على المؤتمر المقبل طابعا رمزيا وتنظيميا خاصا.
وقد افتتح يوسف إيدي، رئيس اللجنة التحضيرية، كلمته، بالتنويه بالجهود التي يبذلها أعضاء اللجنة في سبيل إنجاح التحضير للمؤتمر، مشيدا بما وصفه بـ”الغيرة التنظيمية والالتزام الجماعي” رغم قصر المدة الزمنية التي تفصل الحزب عن موعد المؤتمر.
وأكد إيدي أن اللجنة التحضيرية نجحت في بناء أرضية فكرية صلبة ستكون رافعة لأوراق المؤتمر القادم، وذلك عبر تفعيل الذكاء الجماعي والانخراط الجاد في أشغال اللجان الموضوعاتية، التي تمكنت من إعداد وثائق شاملة في مجالات متعددة. وفي هذا الإطار، أنجزت اللجنة السياسية ورقة مرجعية استندت إلى ستة محاور كبرى، فيما ساهمت باقي اللجان- منها لجنة العلاقات الخارجية، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية، لجنة قضايا المرأة، لجنة الإعلام، لجنة القوانين والأنظمة، اللجنة الثقافية، ولجنة الشباب والرياضة- في إنتاج مواد فكرية وتنظيمية تؤسس لنقاش نوعي خلال المؤتمر.
وشدد رئيس اللجنة التحضيرية على أن المؤتمر الوطني الثاني عشر سيكون محطة لتجديد العهد على نهج القيادات السابقة، وتأكيد الاستمرار في المشروع الاشتراكي الحداثي الذي ميز هوية الحزب منذ تأسيسه. وأضاف أن الحاجة أصبحت اليوم ملحة لصوت اشتراكي عقلاني يطرح البدائل بجرأة وشجاعة، ويقترح الحلول من موقع المسؤولية الفكرية والسياسية.
ولم يفت إيدي أن ينوه بالمجهودات التي يبذلها الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، في تأطير المسار التحضيري، والإشراف المباشر على المؤتمرات الإقليمية، مشيدا بتتبعه الدائم ودعمه المستمر لعمل اللجنة التحضيرية.
وختم إيدي كلمته بدعوة كافة الاتحاديات والاتحاديين إلى جعل المؤتمر المقبل لحظة سياسية وتنظيمية فارقة، تحمل في طياتها “شرارة جديدة” تعيد الاعتبار للفكرة الاشتراكية وتوسع من آفاق الحلم الجماعي لحزب وصفه بـ”حزب الوطن الكبير والمستقبل الواعد”.
بهذه الروح، يستعد حزب الاتحاد الاشتراكي لعقد مؤتمره الوطني الثاني عشر، في أفق تجديد هياكله، وتثبيت موقعه داخل المشهد السياسي المغربي كقوة اقتراحية مسؤولة، تؤمن بأن القادم يحتاج إلى جرأة أكثر، وخيال أوسع، وإرادة لا تلين.


الكاتب : الرباط: عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 28/07/2025