يواصل مهرجان «أفلام الجنوب» تأكيد حضوره كمنصة للفن، والحوار، والانفتاح، إذ يستعد لانعقاد دورته الرابعة عشرة، التي ستُقام في العاصمة البلجيكية بروكسل، خلال الفترة الممتدة من 22 إلى 25 سبتمبر المقبل
وبهذا الحدث، تواصل إدارة المهرجان تقليدًا سنويًا يحتفي بالإبداع السينمائي من العالم العربي والجنوب العالمي، ويسهم في تعزيز الحوار بين الثقافات من خلال الفن السابع
منذ تأسيسه سنة 2012، بات هذا المهرجان حدثًا ثقافيًا مميزًا يُسلّط الضوء على الإنتاجات السينمائية المستقلة والبديلة، ويمثل واجهة للتنوع الفني والهوية الثقافية العابرة للحدود
تأسس مهرجان «أفلام الجنوب» بهدف خلق مساحة لعرض أفلام من العالم العربي ودول الجنوب، وتشجيع الإنتاج السينمائي المحلي والمستقل، وإبراز أصوات ومواهب غالبًا ما يتم تهميشها في المشهد السينمائي العالمي
يُقام المهرجان في مدينة بروكسل، التي تُعدّ واحدة من أكثر العواصم الأوروبية تنوعًا، ما يجعلها البيئة المثالية لاحتضان حدث يُعلي من قيمة التعدد الثقافي والانفتاح الفني. ويسعى المهرجان إلى دعم السينما المستقلة القادمة من الجنوب، وتشجيع الإبداع الفني، وتمكين صُنّاع الأفلام الشباب من إيصال رسائلهم، وتوفير مساحة للنقاش والتفاعل بين الشمال والجنوب، كما يتطلّع إلى أن يكون منصة للتأمل في قضايا الهجرة، الهوية، الحرية، والعدالة الاجتماعية
وقد استطاعت فعاليات مهرجان «أفلام الجنوب»، خلال السنوات الماضية، استقطاب جمهور متنوع، وشهد المهرجان نموًا ملحوظًا، حيث توسعت برمجته لتشمل عروض أفلام قصيرة وطويلة، روائية ووثائقية، من دول عربية وإفريقية وآسيوية وأمريكا اللاتينية.
ويستقطب المهرجان جمهورًا متنوعًا من محبي السينما المستقلة، والمهتمين بالشأن الثقافي والاجتماعي، إضافة إلى النقاد، الصحفيين، والجاليات العربية والإفريقية. وإلى جانب العروض، تنظم إدارة المهرجان ورشات عمل، موائد مستديرة، ولقاءات مع المخرجين والمخرجات.
تلعب رشيدة شباني، الناشطة الثقافية والمخرجة، دورًا محوريًا في نجاح هذا المشروع السينمائي منذ تأسيسه. فهي من الوجوه البارزة في ساحة العمل الثقافي العربي بأوروبا، وعُرفت بدفاعها المستمر عن تمثيل الجنوب في الفضاءات الفنية الدولية
وفي هذا السياق، سبق لجريدة الاتحاد الاشتراكي أن نشرت عددًا من التغطيات المتعلقة بمختلف دورات المهرجان، كما أجرت حوارًا مع الفنانة والمخرجة ومؤسسة المهرجان، رشيدة شباني، التي تُعد روح مهرجان «أفلام الجنوب» والدينامو الذي يحرّكه، وقد تمت الإشارة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها في سبيل خلق جسر تواصلي حقيقي بين صنّاع السينما من الجنوب وبقية العالم
وللتذكير، فقد عرفت الدورة الثالثة عشرة لمهرجان «أفلام الجنوب» في عام 2024 تكريم مجموعة من الأعمال المتميزة، حيث تألفت لجنة تحكيم الأفلام القصيرة من المخرجة البلجيكية أنيك كريستيانس، المخرج الهولندي كريم ترايديا، والممثل الفرنسي طارق برادة.
وجاءت الجوائز على النحو التالي
جائزة أفضل سيناريو لفيلم «عروس البحر» للمخرج أشرف أجراوي
جائزة الإخراج لفيلم «تورن» للمخرج معتز جعفر
تنويه خاص لفيلم «بين مكانين» للمخرجة داليا نيمليش
جائزة الجمهور لأفضل فيلم طويل لفيلم «صيف في بوجعد» للمخرج عمر مولدويرة، بعد أن لقي تجاوبًا واسعًا من الحضور
مهرجان «أفلام الجنوب» ببروكسل: منصة للتبادل الثقافي عبر السينما

الكاتب : سهام القرشاوي
بتاريخ : 13/08/2025