انطلقت، يوم الاثنين 11 غشت الجاري بالمركز الوطني للتخييم الحوزية (إقليم الجديدة)، فعاليات الملتقى الوطني لطفولة المواهب، الذي يعد حدثا تربويا وثقافيا يستهدف الأطفال من مختلف جهات المملكة.
ويندرج هذا المنتدى، المنظم من قبل جمعية المواهب للتربية الاجتماعية بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الشباب) والجامعة الوطنية للتخييم تحت شعار “المواهب ستة عقود: تطوع، ترافع، نبض متجدد” ، في إطار البرنامج الوطني للتخييم الهادف إلى تعزيز وترسيخ قيم المواطنة والعمل التطوعي والانخراط المجتمعي.
ويجمع هذا الملتقى، الذي يتواصل إلى غاية 20 غشت الجاري، حوالي 900 طفل وطفلة يمثلون 42 فرعا محليا موزعين على 10 جهات من التراب الوطني في سياق احتفالات الجمعية بمرور ستين عاما على تأسيسها ،في أجواء تربوية وثقافية وترفيهية تعزز روح الانتماء والمبادرة.
وفي كلمته له خلال حفل الافتتاح، أكد رئيس جمعية المواهب للتربية الاجتماعية عبد الله مسكيتو، أن هذا الاحتفال يشكل محطة مهمة في تاريخ العمل التربوي والمجتمعي منذ تأسيس الجمعية عام 1965.
وذكر بأن الجمعية عملت، منذ تأسيسها، على تعزيز التنمية الثقافية والجمعوية بالمملكة، مشددا على أهمية المخيمات الصيفية باعتبارها فضاء مفتوحا للحوار والتشاور والترافع حول قضايا الطفولة والشباب، إلى جانب توفيرها للأطفال مجالات الاكتشاف والتواصل.
ويتضمن برنامج الملتقى، بالأساس، تنظيم أنشطة متنوعة تشمل ورشات في المواطنة، المسرح، الموسيقى، البيئة، التعبير الإبداعي، بالإضافة إلى معارض توثيقية حول مسار الجمعية، ولقاءات فكرية، ولحظات احتفالية لتكريم الأطر والمتطوعين والشركاء.
البرنامج الوطني للتخييم التجوال الكشفي: مغامرة تربوية تُجدد الروح وتبني الشخصية
يُعدّ التجوال الكشفي من أرقى التجارب التربوية التي يمرّ بها الكشاف خلال مساره، فهو ليس مجرد رحلة أو نشاط خارجي، بل مدرسة متكاملة في الهواء الطلق، تجمع بين المغامرة والاكتشاف والتحدي، وتضع الفتى أو الفتاة أمام اختبار حقيقي لقدراتهم البدنية، الذهنية، والنفسية.
تجربة في قلب الطبيعة
ينطلق التجوال الكشفي غالبًا في أحضان الطبيعة، بين الجبال والوديان والغابات، حيث يكتشف المشاركون جمال البيئة المحلية ويقتربون أكثر من ثقافات وعادات المجتمعات القروية. هذا الاحتكاك المباشر بالطبيعة يُعلّم الكشاف فنون البقاء، احترام البيئة، والحفاظ على مواردها.
مدرسة الاعتماد على الذات
خلال التجوال، يتحمل كل كشاف مسؤولية تجهيز معداته، إعداد وجباته، وإقامة خيمته، ما يعزز روح الاعتماد على النفس والعمل الجماعي في آن واحد. كما يُنمي ذلك مهارات التخطيط، إدارة الوقت، وحل المشكلات في مواقف واقعية.
قيم الانضباط والتعاون
الرحلة ليست مجرد مغامرة فردية، بل هي عمل جماعي منظم. يتعلم الكشاف الانضباط باحترام برنامج السير، الالتزام بالتوقيت، وتوزيع المهام بين أفراد الفريق. كل ذلك يتم في جو من التعاون، التضامن، والمساعدة المتبادلة، وهو ما يُجسد روح الحركة الكشفية.
بُعد ثقافي وإنساني
التجوال الكشفي يتيح للكشافين فرصة للتعرف على تنوع التراث المغربي من خلال زيارة قرى ومواقع أثرية، والتفاعل مع سكانها. هذا الجانب يُعمّق الانتماء للوطن، ويغرس قيم التسامح والانفتاح على الآخر.
أثر يبقى مدى الحياة
لا تنتهي التجربة بانتهاء الرحلة، بل تترك في نفوس المشاركين بصمة لا تُمحى. فهي تُعلّمهم الصبر، قوة الإرادة، روح المغامرة، والقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة. كما تمنحهم ذكريات وصداقات تستمر طويلاً.
مخيم جمعية مغرب الطفولة والتمكين الوطني 2025: ذكرى فضية وترسيخ لقيم التربية والمواطنة
في إطار البرنامج الوطني للتخييم لموسم 2025، الذي يحظى برعاية سامية من جلالة الملك محمد السادس، وتنظيم وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم، تنظم جمعية مغرب الطفولة والتمكين، هذه السنة، المخيم الوطني تحت شعار “جيل بعد جيل يستمر العطاء والتميز”، احتفاءً بالذكرى الفضية لتأسيسها والتي تمر هذا العام بمرور 25 سنة من العطاء المتواصل في مجال التربية والتنمية الاجتماعية.
ويمثل هذا الحدث الوطني المتميز فرصة لتجمع أطفال وشباب الجمعية من مختلف جهات المملكة، حيث يعد المخيم محطة سنوية كبرى تهدف إلى تعزيز قيم المواطنة والتضامن والإبداع، فضلاً عن كونه فضاءً لتبادل الخبرات بين المشاركين وتطوير مهاراتهم في مختلف المجالات. ويشهد المخيم هذه السنة مشاركة نحو 850 مستفيدًا من مختلف الفئات العمرية، تحت إشراف 120 إطارًا تربويًا وإداريًا ينتمون إلى 33 فرعًا للجمعية، وذلك بفضل الدعم الكبير من الجامعة الوطنية للتخييم، مما يعكس الحضور الواسع والانفتاح الوطني الذي تحظى به الجمعية.
كما يتضمن المخيم استضافة أكثر من 100 طفل من المتفوقين دراسيًا من تلاميذ إقليم بولمان، الذين ينحدرون من المناطق القروية، وذلك في إطار تشجيع التمدرس وتوسيع نطاق الخدمة التربوية بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في الإقليم، وبشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بولمان، والمديرية الإقليمية لقطاع الشباب بولمان.
ويقدم المخيم هذه السنة برنامجًا غنيًا ومتنوعًا يعتمد على الأيام الموضوعاتية كآلية بيداغوجية تجمع بين الترفيه والتكوين، حيث تشمل محاور بيئية، ثقافية، صحية، رقمية، أولمبية، ديمقراطية وتضامنية، بالإضافة إلى أنشطة إبداعية وورشات تكوينية وخرجات إيكولوجية. هذه الأنشطة تضمن تجربة متكاملة للمشاركين تجمع بين التعلم والمتعة، مما يعزز من استمتاعهم واستفادتهم في آن واحد.
من خلال هذا الحدث، تواصل جمعية مغرب الطفولة والتمكين تحقيق رسالتها في تمكين الناشئة وصقل مواهبهم، مع تعزيز روح الانتماء للوطن، بما يضمن تحقيق المزيد من الإنجازات التربوية والاجتماعية في المستقبل.
وستستمر الجمعية في تنظيم هذا المخيم السنوي في بوزنيقة خلال شهر غشت 2025، ليكون بذلك مناسبة للاحتفال بذكرى 25 سنة من العطاء والتفاني في خدمة التربية والتنمية الاجتماعية.
مخيمات القرب … عطلة ممتعة وتجربة
تربوية فريدة في قلب الوطن
تعد مخيمات القرب تجربة تربوية وترفيهية فريدة من نوعها تهدف إلى توفير بيئة آمنة وممتعة للأطفال داخل مدنهم وقراهم. هذه المخيمات تقدم للأطفال فرصة لقضاء عطلة صيفية ممتعة ومليئة بالأنشطة الترفيهية والتكوينية دون الحاجة للسفر بعيدًا عن محيطهم. من خلال تنظيمها في مرافق محلية مثل الملاعب ودور الشباب ومراكز الثقافة، مراكز الشباب تتيح للأطفال فرصة التفاعل مع بيئتهم المحلية.
تهدف مخيمات القرب إلى تعزيز الاندماج الاجتماعي للأطفال في محيطهم المحلي، حيث تتيح لهم فرصة التواصل مع أطفال آخرين من خلفيات متنوعة، مما يعزز من حس التعاون والتفاعل الاجتماعي. عبر المشاركة في الأنشطة المشتركة، حيث يتعلم الأطفال أهمية العمل الجماعي، والمسؤولية، واحترام الآخرين، مما يقوي ارتباطهم بمحيطهم الاجتماعي ويدعم شعورهم بالانتماء إلى مجتمعهم.
تتميز مخيمات القرب بأنها قريبة من المنزل، مما يوفر للأطفال وقتًا ممتعًا وآمنًا دون الحاجة للسفر لمسافات طويلة. يشرف على المخيمات مربون مؤهلون، مما يضمن تقديم بيئة تعليمية وترفيهية منظمة ومؤطرة. بالإضافة إلى ذلك، توفر المخيمات للأطفال أنشطة متنوعة مثل الورش الإبداعية والأنشطة الرياضية والبيئية، مما يسهم في تنمية مهاراتهم الحياتية مثل القيادة والإبداع.
رغم الفوائد الكبيرة التي تقدمها مخيمات القرب، فإنها تواجه بعض التحديات التي قد تعيق توسيع نطاقها. من أبرز هذه التحديات نقص التمويل، الذي يمكن التغلب عليه من خلال شراكات مع القطاع الخاص والمجتمع المدني لدعمه وتمويله. كما أن قلة الوعي بأهمية هذه المخيمات يعد تحديًا آخر، ويمكن معالجته عبر حملات توعية تستهدف الأسر والمجتمعات المحلية لتعريفهم بأهمية هذه المبادرات. أيضًا، هناك حاجة إلى مزيد من المؤطرين المؤهلين لتنظيم الأنشطة بشكل أفضل، ويمكن تلبية هذه الحاجة من خلال تنظيم دورات تدريبية مكثفة لتحسين مهارات المربين.
من خلال توفير هذه الفرص، تُسهم مخيمات القرب في بناء جيل واعٍ ومبدع، وتعزز من اندماج الأطفال في محيطهم المحلي وتفاعلهم مع بيئتهم الاجتماعية والثقافية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للعائلات التي تبحث عن فرص تنمية شاملة لأبنائهم.
مخيمات صيف 2025: تنوّع الأنشطة والاحتفاء بالتربية في حضن المخيمات
تستمر فعاليات مخيمات صيف 2025، ونحن على مشارف المرحلة الأخيرة من هذا الموسم الذي يعكس تنوّعاً غنيا في الأنشطة والبرامج المقدمة للأطفال بمختلف أنحاء المملكة. هذه الفعاليات، التي تجمع بين الترفيه والتكوين، لا تقتصر على الأنشطة التقليدية، بل تمتد لتشمل مخيمات القرب، ومخيمات التجوال الكشفي، إلى جانب العديد من الأنشطة التي تنظمها المنظمات التربوية احتفاء بذكرى تأسيسها.
وتتميز هذه الاحتفالات بإضفاء أجواء من الفخر والانتماء بين الأجيال الجديدة، كما تشجع على التلاقي والتفاعل بين الأطفال والمربين في فضاءات تربوية متميزة. وتظل هذه الفضاءات مركزاً أساسيا للاحتفاء بالإنجازات الوطنية في مجال الطفولة، وتجسيدا لرؤية المنظمات التربوية في تنمية مهارات الأطفال والشباب.