رسمياً، أعلنت كوريا الجنوبية عن تعيين المدرب المغربي عبد الكبير الدروي مدرباً وطنياً لمنتخبها للكاراتيه، وتحديداً لفريق الكوميتي للكبار (Senior Kumite Team)، ليصبح بذلك أول مغربي، وعربي، وإفريقي يتولى هذا المنصب في تاريخ اللعبة. هذا الإنجاز يعكس المكانة التي باتت تحتلها الكفاءات المغربية على الساحة الرياضية العالمية، ويؤكد أن الاجتهاد والانضباط قادران على فتح أبواب التألق في أرقى المستويات.
مسيرة عبد الكبير الدروي لم تكن عادية، فقد تألق كلاعب قبل أن يثبت نفسه كمدرب من الطراز الرفيع، حيث قاد المنتخب المغربي للكاراتيه إلى تحقيق نتائج باهرة في بطولات قارية وعالمية، وصنع جيلاً من الأبطال الذين بصموا أسماءهم في المنافسات الدولية. هذه النجاحات جعلته يحظى باعتراف واسع في أوساط الاتحاد الدولي للكاراتيه (WKF) وأهلته ليكون ضمن نخبة المدربين العالميين في هذه الرياضة.
بعد مغادرته العارضة الفنية للمنتخب المغربي، توالت عليه العروض من عدد من الدول العربية والأوروبية، لكنه آثر اختيار الطريق الأصعب والأكثر تحدياً: تدريب منتخب كوريا الجنوبية، في قلب القارة الآسيوية التي تُعد موطن فنون القتال. قرار لم يكن مجرد انتقال مهني، بل رهان على مواجهة مدارس كاراتيه عريقة، والاحتكاك بأعلى مستويات المنافسة في مهد اللعبة.
منتخب كوريا الجنوبية للكاراتيه، المعروف بصرامته واحترافية لاعبيه، يعد من بين القوى الصاعدة في رياضة الكوميتي على الصعيد العالمي، ويشارك بانتظام في البطولات الكبرى مثل بطولة آسيا للأمم وبطولة العالم WKF، حيث يسعى دوماً لاعتلاء منصات التتويج. وبقيادة عبد الكبير الدروي، يتوقع أن يشهد الفريق طفرة في الأداء بفضل خبرته الميدانية وأسلوبه في المزج بين المدرسة المغربية والأسلوب الآسيوي التقليدي.
بحسب تحليلات فنية نشرتها مواقع متخصصة في الكاراتيه مثل WKF Official News و**Sportdata.org**، فإن العمل مع منتخب كوريا الجنوبية للكوميتي للكبار يضع المدرب أمام تحديات دقيقة، أبرزها التأقلم مع فلسفة التدريب الآسيوية التي تعتمد على الصرامة والانضباط الميكانيكي مع إدماج أسلوبه الإبداعي المستمد من المدرسة المغربية، ومواكبة المنافسة الإقليمية الشرسة أمام منتخبات يابانية وإيرانية وكازاخية، ثم إدارة التحول الذهني والبدني للاعبين الكوريين عند مواجهة مدارس مختلفة، خصوصاً أن الكوميتي الحديث يمزج بين السرعة والقراءة التكتيكية الدقيقة.
هذه التحديات، وإن بدت صعبة، إلا أنها بالنسبة للدروي فرصة لتأكيد أن الكفاءة المغربية قادرة على النجاح حتى في بيئات رياضية تتطلب أعلى درجات الاحترافية.
تعيين عبد الكبير الدروي في هذا المنصب ليس مجرد خبر رياضي، بل رسالة واضحة أن الاجتهاد، والانضباط، والاحترافية، قادرة على فتح أبواب النجاح في أي مكان في العالم. إنه نموذج حي للشباب المغربي والعربي، بأن المثابرة والعمل الجاد يمكن أن يضع أبناءنا في الصفوف الأولى بين كبار المدربين الدوليين. وبينما يبدأ الدروي مهمته الجديدة مع المنتخب الكوري الجنوبي، يظل اسمه محفوراً في ذاكرة الرياضة المغربية كأحد صناع المجد في الكاراتيه، وكمثال حي على أن أبناء المغرب قادرون على رفع الراية الوطنية في كل القارات.