واصل المنتخب الوطني المغربي للاعبين المحليين رحلة البحث عن لقبه الثالث في بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين (شان 2024)، بعد تحقيقه التأهل إلى المربع الذهبي عقب فوز ثمين على منتخب تنزانيا بهدف دون رد، في مباراة مثيرة احتضنها ملعب “بنجامين مكابا” بالعاصمة دار السلام، مساء الجمعة الماضي، ضمن الدور ربع النهائي.
وشهدت مدرجات الملعب حضورًا جماهيريا مغربيًا لافتًا، حيث توافدت أعداد غفيرة من الجالية والجماهير القادمة من مختلف المدن، رافعين الأعلام الوطنية مرددين الأهازيج التي اعتادت مرافقة المنتخبات الوطنية في المحافل القارية والدولية. وقد شكل هذا الدعم المعنوي دفعة قوية لرفاق القائد في هذه المباراة الحاسمة.
ودخل أبناء المدرب طارق السكتيوي المواجهة بعزيمة واضحة، مستحوذين على الكرة منذ الدقائق الأولى عبر التمريرات الطويلة والاختراقات من العمق.
وخلق هذا النهج ضغطا متواصلا على الدفاع التنزاني، بينما حاول أصحاب الأرض الرد بمرتدات سريعة قادها يوسف كاغوما ومحمد حسين، غير أن الحارس المهدي الحرار كان في قمة جاهزيته، متصدّيا لعدة محاولات خطيرة أبرزها تسديدة فيصل سالم (د19) وانفراد كليمان مزير (45+1).
وفي الجهة المقابلة، شكّل المهاجم أسامة المليوي مصدر الخطورة الأبرز في الخط الأمامي، إذ كاد أن يسجل في الدقيقة 20 بعد تسديدة قوية أبعدها الحارس التنزاني سليمان علي، قبل أن يعود في الشوط الثاني ليحسم النتيجة.
ومع استمرار الضغط المغربي، تمكن المليوي في الدقيقة 65 من توقيع الهدف الوحيد للمباراة، بعد هجمة منسقة أربكت دفاع تنزانيا.
وبهذا الهدف رفع لمليوي رصيده إلى أربعة أهداف، ليعتلي صدارة هدافي البطولة مؤقتا.
وعقب الهدف، رمى المنتخب التنزاني بكل أوراقه الهجومية بحثًا عن التعادل، لكن صلابة الدفاع المغربي ويقظة الحارس الحرار حالت دون ذلك، بعدما تصدى ببراعة لتسديدتي نصور سعدون (د71) وكلمنت مزايزي (د74).
وبفضل هذا الفوز، خطف المنتخب المغربي بطاقة التأهل إلى نصف النهائي، حيث سيشد الرحال إلى العاصمة الأوغندية كمبالا لملاقاة المنتخب السنغالي، الذي حجز بدوره مكانه في المربع الذهبي بعد فوزه على أنغولا (1 – 0) بفضل هدف عمر با (د62).
وتُقام المواجهة المغربية–السنغالية يوم غد الثلاثاء على أرضية ملعب “نيلسون مانديلا” بكمبالا، انطلاقًا من الساعة الثامنة والنصف مساءً بالتوقيت المغربي، في مباراة تعد بكثير من الإثارة، لكونها تجمع بين منتخبين يملكان تاريخًا حافلًا في الكرة الإفريقية، وحافزا كبيرا للعبور إلى النهائي.
يسعى “أسود الأطلس” من خلال هذه المشاركة إلى تحقيق اللقب الثالث في تاريخهم، بعد تتويجهم في نسختي 2018 و2020، بينما يطمح المنتخب السنغالي إلى الحفاظ على اللقب الذي في حوزته، مراهنا على إمكانيات لاعبيه التقنية، ودهاء مدربه التكتيكي.
وبين رغبة المغرب في تعزيز مكانته كقوة كروية في البطولة، وطموح السنغال في كتابة التاريخ، يبقى نصف النهائي موعدًا منتظرًا لا يقل أهمية عن النهائي نفسه.