بعزيمة الأبطال وثقة من اعتاد منصات التتويج العالمية، واصل العداء المغربي سفيان البقالي رسم ملامح حضوره البارز في سباق 3000 متر موانع ضمن بطولة العالم العشرين لألعاب القوى، المقامة حاليا في العاصمة اليابانية طوكيو. فقد تمكن مساء السبت من حجز بطاقة التأهل إلى النهائي دون عناء، مكرسا صورته كبطل أولمبي وعالمي يملك من الخبرة والرصيد ما يجعله المرشح الأبرز للاحتفاظ بميداليته الذهبية.
البقالي، البالغ من العمر 29 سنة، خاض التصفيات الثالثة للسباق باطمئنان كبير، ونجح في إدارتها بذكاء تكتيكي، مكتفيا بتسجيل زمن قدره 8 دقائق و26 ثانية و99 جزءا من المائة، ليحتل المركز الأول متقدما على الإثيوبي لاميششا جيرما الذي حل ثانيا بزمن 8:27.79، والأمريكي دانيال ميشالسكي الذي جاء ثالثا بتوقيت 8:28.76. ورغم أن السباق لم يخلو من بعض السقوط الذي تعرض له عدد من العدائين، فإن البقالي أدار الموقف بتركيز عال، متجنبا أي مفاجآت غير محسوبة، ومفضلا الحفاظ على جهده للموعد الحاسم في 15 شتنبر الجاري.
في تصريح خص به وكالة فرانس برس عقب السباق، أكد البقالي أن بلوغ النهائي ليس سوى الخطوة الأولى في رحلة الدفاع عن الذهب، قائلا: «كان نصف نهائي جيدا بالنسبة لي كما خططنا له أنا والمدرب والمجموعة. كان يجب أن أدخر جهدي للسباق النهائي، والحمد لله مر نصف النهائي بشكل جيد ومريح، لأنني ادخرت أكثر ما يكفي من طاقة. أدرنا السباق كما يجب والتحقت تدريجيا بمراكز المقدمة». وأضاف: «هناك سقوط لبعض العدائين وهذا ما يجعلك تكون حذرا وتتنبه للأمر. عموما نصف نهائي رائع بالنسبة لي».
إلى جانب البقالي، واصل العداء المغربي صلاح الدين بنيزيد تألقه بدوره، إذ خطف الأضواء في السلسلة الثانية من التصفيات بعدما أنهى السباق في المركز الأول بتوقيت 8 دقائق و27 ثانية و21 جزءا من المائة، متقدما على النيوزيلندي جيوردي بيميش الذي حل ثانيا (8:27.23)، والإثيوبي صامويل فايروو الذي جاء ثالثا (8:27.54). أما المشاركة التونسية، فقد مثلها العداء أحمد الجزيري الذي حجز بدوره بطاقة العبور إلى النهائي، مما يضفي نكهة مغاربية خاصة على هذا الموعد المرتقب.
في المقابل، لم يحالف الحظ المغربيين محمد تيندوفت ومصطفى الفايد، حيث خرجا من التصفيات بعد حلول الأول سابعا في السلسلة الأولى بزمن 8:35.73، فيما أنهى الثاني السباق في المركز الحادي عشر مسجلا 8:44.10. ووفق نظام المسابقة، فإن خمسة عدائين فقط من كل سلسلة يتأهلون إلى النهائي، ليكتفي الثنائي المغربي بالخروج المبكر من المنافسات.
وإذا كانت الأنظار المغربية تترقب ما سيقدمه البقالي في النهائي، فإن عشاق ألعاب القوى عبر العالم يتجهون إلى ما يوصف بالـ»نهائي الحلم» في سباق 100 متر، والذي سيجمع أبرز sprinters في البطولة، في حدث يعد من أقوى لحظات المونديال.
ويمثل المغرب في بطولة العالم لألعاب القوى بطوكيو بوفد قوامه 20 عداء وعداءة، موزعين بين مختلف المسافات والاختصاصات. لدى الذكور، تضم القائمة إلى جانب البقالي كلا من محمد تيندوفت، صلاح الدين بنيزيد، ومصطفى الفايد في سباق 3000 متر موانع، إلى جانب أنس الساعي، فؤاد ميساسودي، وحفيظ رزقي في 1500 متر، وسعد حينتي في 400 متر حواجز، ثم عبد الرحمان العسال، عبد العاطي الكص، ومعاد الزحافي في 800 متر، فضلا عن عثمان الكوميري، محمد رضا العربي، وسفيان بوقنطار في سباق الماراطون. أما الإناث، فيتقدمنهن آسية رزقي في 800 متر، وفاطمة الزهراء كردادي، رحمة الطاهري، وكوثر فركوسي في الماراطون، إلى جانب سكينة حجي في 800 متر، وباهية العرفاوي في 1500 متر.
وتشكل المشاركة المغربية في طوكيو امتدادا لمسار طويل من الحضور المتميز في بطولات العالم لألعاب القوى، حيث حصد المغرب على امتداد 19 مشاركة سابقة 33 ميدالية، بينها 12 ذهبية و12 فضية و9 برونزيات. ومنذ بروز نجوم كبار من طينة سعيد عويطة وهشام الكروج، ظل اسم المغرب مرتبطا بقوة بهذه التظاهرة العالمية، ليأتي البقالي اليوم ويواصل كتابة فصول جديدة من هذه الملحمة الرياضية.
ومع اقتراب موعد النهائي المنتظر، تتعاظم التطلعات المغربية والعربية إلى رؤية البقالي على منصة التتويج مرة أخرى، وهو الذي طوّق عنقه بالذهب في أولمبياد طوكيو 2020 (صيف 2021) ثم في أولمبياد باريس الصيف الماضي، فضلا عن ذهبيتيه في نسختي يوجين 2022 وبودابست 2023 لبطولة العالم. رصيد يجعله مرشحا فوق العادة، لكنه في الوقت ذاته يستوجب مزيدا من الحذر أمام منافسين شرسين يتطلعون بدورهم إلى كتابة التاريخ في العاصمة اليابانية.
البقالي يعبر بسهولة إلى نهائي 3000 م موانع وعينه اليوم على ذهب البوديوم

الكاتب : n الاتحاد الاشتراكي
بتاريخ : 15/09/2025