في‭ ‬تأبين‭ ‬الفقيد‭ ‬إبراهيم‭ ‬ايغمان:أدرك،‭ ‬هو‭ ‬البسيط‭ ‬الشفيف‭ ‬العفيف،‭ ‬أن‭ ‬البسطاء‭ ‬هم‭ ‬ورثة‭ ‬الشهداء‮!‬

باسم‭ ‬الله‭ ‬
والحمد‭ ‬لله
‭ ‬وسبحان‭ ‬الله‭ ‬ولا‭ ‬إله‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬والله‭ ‬أكبر
‭ ‬أقف،‭ ‬باسم‭ ‬الأخوات‭ ‬والإخوة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مواقع‭ ‬المسؤولية‭ ‬والنضال‭ ‬والمحطات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬وفي‭ ‬القاعدة،‭ ‬لأودع‭ ‬إنسانا‭ ‬مناضلا،‭ ‬نقابيا‭ ‬سياسيا‭ ‬اجتماعيا،‭ ‬وأنا‭ ‬أشعر‭ ‬حقا‭ ‬أني‭ ‬لست‭ ‬الأكثر‭ ‬أهلية‭ ‬بين‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬تأبين‭ ‬الفقيد‭ ‬العزيز،‭ ‬أقف‭ ‬لأتحدث‭ ‬عن‭ ‬مناضل‭ ‬من‭ ‬طينة‭ ‬خاصة،‭ ‬وبين‭ ‬المستمعين‭ ‬من‭ ‬الحاضرين،‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬أهل‭ ‬لهذا‭ ‬التأبين،‭ ‬المناضل‭ ‬الحاضر‭ ‬معنا‭ ‬أخونا‭ ‬أحمد‭ ‬وهوب‭ ‬،‭ ‬والأخ‭ ‬حمدان‭ ‬اسماعيل،‭ ‬ومن‭ ‬الغائبين‭ ‬مولاي‭ ‬الحسن‭ ‬والسي‭ ‬لحسن‭ ‬مزواري‭ ‬والأخ‭ ‬اغليظو‭ ‬لما‭ ‬اقتسموه‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬والنضال،‭ ‬ومن‭ ‬خبر‭ ‬الكرامة‭ ‬في‭ ‬النقابة‭ ‬والسياسة‭ ‬والعمل‭ ‬الإنساني،‭ ‬وإنني‭ ‬لأشعر‭ ‬أنها‭ ‬أمانة‭ ‬عرضت‭ ‬عليهم،‭ ‬فأبوا،‭ ‬تعففا،‭ ‬حملها‭ ‬وأشفقوا‭ ‬منها،‭ ‬وأني‭ ‬أمامكم‭ ‬أحملها‭ ‬وأنا‭ ‬ظلوم‭ ‬بالتقصير،‭ ‬وجهول‭ ‬بكل‭ ‬حجم‭ ‬الرجل‭ ‬‮..‬
وإني‭ ‬باسمكم‭ ‬أشهد‭ ‬أن‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬حرص‭ ‬أن‭ ‬نظل‭ ‬إخوة‭ ‬على‭ ‬سرر‭ ‬متقابلين،‭ ‬وقد‭ ‬نزع‭ ‬منا‭ ‬الغل،‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬كلماتي‭ ‬‮…‬ومن‭ ‬تأبيني‭ ‬‮!‬‭ ‬
‭ ‬والتفت‭ ‬حوله‭ ‬القلوب،‭ ‬لما‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬من‭ ‬طيبوبة‭ ‬ولين‭ ‬ورفق،‭ ‬ولكل‭ ‬واحد‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬قلبه‮!‬‭ ‬
‭ ‬وتحلقت‭ ‬حوله‭ ‬الأفئدة‭ ‬‮..‬‭ ‬لما‭ ‬في‭ ‬فؤاده‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬الحق‭ ‬والصراحة،‭ ‬ولكل‭ ‬واحد‭ ‬منكم‭ ‬قصة‭ ‬في‭ ‬هذا،‭ ‬
واجتمعت‭ ‬حوله‭ ‬العقول،‭ ‬لما‭ ‬في‭ ‬عقله‭ ‬من‭ ‬حكمة‭ ‬وتبصر،‭ ‬ولكل‭ ‬واحد‭ ‬حكاية‭ ‬حول‭ ‬رجاحة‭ ‬عقله‮…‬
ففي‭ ‬الشدة‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الرخاء،‭ ‬كان‭ ‬الصادق‭ ‬الوفي‭ ‬والقلب‭ ‬الجامع‭ ‬والصبور‮..‬‭ ‬وكما‭ ‬تعلمون‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬الثمانينيات‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬السياسة‭ ‬والنقابة‭ ‬أقرب‭ ‬نقطة‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬أو‭ ‬غضب‭ ‬الدولة،‭ ‬كان‭ ‬رابع‭ ‬أربعة‭ ‬انحازوا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬آمنوا‭ ‬به‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬المخاطر‮!‬
وفي‭ ‬الشدة‭ ‬أو‭ ‬الرخاء‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬الثابت‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتغير،‭ ‬ويغفر‭ ‬لنا‭ ‬أنانيتنا‭ ‬وحروبنا‭ ‬الصغيرة‭ ‬والحقيرة‭ ‬والكبيرة‭ ‬وينبهنا‭ ‬إلى‭ ‬الأهم‮:‬‭ ‬الاتحاد‭ ‬وروح‭ ‬الاتحاد‮.‬‭ ‬
وفي‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬متعاليا‭ ‬ولا‭ ‬مُتعالما‭ ‬‮.‬‭ ‬لأنه‭ ‬أدرك،‭ ‬هو‭ ‬البسيط‭ ‬الشفيف‭ ‬العفيف،‭ ‬أن‭ ‬البسطاء‭ ‬هم‭ ‬ورثة‭ ‬الشهداء،‭ ‬ومن‭ ‬شدة‭ ‬ندرته،‭ ‬كلما‭ ‬وارينا‭ ‬أحد‭ ‬أمثاله‭ ‬الثرى‭ ‬تملكنا‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬أننا‭ ‬قد‭ ‬نواري‭ ‬مكارم‭ ‬الأخلاق‭ ‬‮..‬‭ ‬
وكلما‭ ‬ودعناه،‭ ‬نصاب‭ ‬بالرعب‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬واقفين‭ ‬لندفن‭ ‬آخر‭ ‬الأتقياء‮.‬
حياتك‭ ‬يا‭ ‬إبراهيم‭ ‬وإلى‭ ‬آخر‭ ‬رمق‭ ‬كانت‭ ‬درسا‭ ‬في‭ ‬الصبر‮..‬‭ ‬

ودرسا‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬التحمل،‭ ‬فاعذرنا‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬لياقتنا‭ ‬الأخوية‭ ‬ونحن‭ ‬نودعك‮.‬
نشهد‭ ‬أنك‭ ‬حملت‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬قلبك،‭ ‬صدقت،‭ ‬وفيت،‭ ‬كفيت‭ ‬‮…‬ما‭ ‬قصرت،‭ ‬ولا‭ ‬وهنت‭ ‬ولا‭ ‬تخليت‭ ‬ولا‭ ‬حابيت‭ ‬أحدا‭ ‬منا‭ ‬في‭ ‬الحق‭ ‬‮.‬
ونشهد‭ ‬أنك‭ ‬عشت‭ ‬في‭ ‬دنيا‭ ‬الناس‭ ‬بشعور‭ ‬من‭ ‬يحمل‭ ‬كل‭ ‬همهم‭ ‬ولكنك‭ ‬وحدك‭ ‬تقدر‭ ‬على‭ ‬الابتسامة‭ ‬‮..‬‭ ‬وما‭ ‬يواسينا‭ ‬فيك،‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬قد‭ ‬وعد‭ ‬أمثالك‭ ‬
مجلسا‭ ‬مع‭ ‬الشهداء‭ ‬
حوضا‭ ‬مع‭ ‬الأنبياء‭ ‬
ورفقة‭ ‬مع‭ ‬الأتقياء‭ ‬
لتنم‭ ‬وتستيقظ‭ ‬مع‭ ‬الذين‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬النبيئين‭ ‬والصديقين‭ ‬والشهداء‭ ‬وحسن‭ ‬أولئك‭ ‬رفيقا‮.‬


بتاريخ : 22/09/2025