وللوطنية‭ ‬حضور‭ ‬موشوم‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬

عبد السلام المساوي

‭ ‬إن‭ ‬الإعلام‭ ‬الوطني‭ ‬بمختلف‭ ‬تلاوينه‭ ‬لم‭ ‬يقم‭ ‬باللازم‭ ‬للتعريف‭ ‬بتطور‭ ‬مدينة‭ ‬العيون،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬فإن‭ ‬الأساليب‭ ‬المعتمدة‭ ‬لا‭ ‬تفي‭ ‬بالغرض،‭ ‬
مدينة‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬لكلماتٍ‭ ‬أو‭ ‬جُمَل‭ ‬عامة،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ “‬وقد‭ ‬عرفت‭ ‬المدينة‭ ‬تطورا‭ ‬مهما‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬البنيات‭ ‬التحتية‭ ‬والمرافق‭ ‬الإدارية‭ “‬،‭ ‬كلام‭ ‬عام‭ ‬ينفر‭ ‬من‭ ‬قراءته‭ ‬كل‭ ‬وطني‭ ‬غيور‭ ‬يُحِسُّ‭ ‬أن‭ ‬المجهود‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬بتعليمات‭ ‬ملكية‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ “‬بنيات‭ ‬تحتية‭” ‬أو‭ “‬مرافق‭ ‬إدارية‭”.‬
إن‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬إنجازه‭ ‬هو‭ ‬بعث‭ ‬الروح‭ ‬في‭ ‬أطلال‭ ‬تركها‭ ‬الاستعمار‭ ‬الإسباني،‭ ‬وتحويلها‭ ‬لمدينة‭ ‬بمواصفات‭ ‬عصرية،‭ ‬أطلال‭ ‬لو‭ ‬استمر‭ “‬الزمن‭ ‬الاستعماري‭” ‬لكانت‭ ‬الآن‭ ‬مجموعة‭ ‬مآثر‭ ‬تصلح‭ ‬فقط‭ ‬لزيارة‭ ‬هواة‭ “‬الأركيولوجيا‭” ‬تتناثر‭ ‬حولها‭ ‬دواوير‭ ‬وأفخاذ‭ ‬وعشائر‭ ‬يجمعها‭ ‬الانتماء‭ ‬القبلي‭.‬
تلك‭ ‬كانت‭ ‬السياسة‭ ‬الاستعمارية‭ ‬التي‭ ‬كَبَّلَتِ‭ ‬طاقات‭ ‬الساكنة‭.‬
لذا،‭ ‬لم‭ ‬يَعد‭ ‬مفاجئا‭ ‬إبداع‭ ‬هذه‭ ‬الساكنة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬وظيفة‭ ‬المدينة،‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬هي‭ ‬السكن‭ ‬لوحده،‭ ‬بل‭ ‬السكن‭ ‬والعمل،‭ ‬والوظيفة‭ ‬العمومية،‭ ‬والاستحقاقات‭ ‬الانتخابية،‭ ‬والاستثمار،‭ ‬والثقافة،‭ ‬والرياضة،‭ ‬والسياحة،‭ ‬والترفيه،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بتعليمات‭ ‬ملكية‭ ‬مباشرة،
وتحول‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬المدينة،‭ ‬فلم‭ ‬تعد‭ ‬جماعة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬جهةوعمالات‭ ‬وأقاليم‭ ‬وجماعات،‭ ‬وغُرَف‭ ‬مهنية،‭ ‬وتمثيلية‭ ‬بمجلسي‭ ‬البرلمان‭.‬
تحول‭ ‬وظيفي‭ ‬بنيوي‭ ‬لأن‭ ‬العيون‭ ‬أصبحت‭ ‬الآن‭ ‬حاضرة،‭ ‬مدينة،‭ ‬وعاصمة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬عواصم‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬أكادير،‭ ‬مراكش،‭ ‬وجدة،‭ ‬بني‭ ‬ملال،‭ ‬فاس،‭ ‬طنجة،‭ ‬وتتميز‭ ‬عنهم‭ ‬بوجود‭ ‬قنصليات‭ .‬
‭ ‬تكتسي‭ ‬العيون،تكتسي‭ ‬حاضرتها‭ ‬لدى‭ ‬المغاربة‭ ‬أجمعهم،‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المدن‭ ‬والمناطق‭ ‬والجهات،‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة،‭ ‬لموقعها‭ ‬الجغرافي‭ ‬التميز‭ ‬كله‭ ‬،‭ ‬لتجذرها‭ ‬التاريخي‭ ‬والحضاري‭ ‬التميز‭ ‬كله،‭ ‬لوطنية‭ ‬أهاليها‭ ‬عزة‭ ‬الوطن‭ ‬كله،ولفخر‭ ‬الانتماء‭ ‬لذلك‭ ‬المكان‭ ‬الجميل‭ ‬جمال‭ ‬الوجود‭ ‬شيء‭ ‬ما‭ ‬يستعصي‭ ‬على‭ ‬الوصف‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الواصف‭ ‬عالم‭ ‬كلام،‭ ‬لعله‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬كل‭ ‬المغاربة‭ ‬يعشقون‭ ‬هذه‭ ‬المدينة،‭ ‬يعشقون‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،يعشقون‭ ‬الوطن‭ .‬
‭ ‬للعيون‭ ‬في‭ ‬القلب‭ ‬المكان‭ ‬كله،‭ ‬ولها‭ ‬في‭ ‬الوجدان‭ ‬رحابة‭ ‬انتمائنا‭ ‬لها‭ ‬وشساعة‭ ‬انتمائها‭ ‬لنا، للعيون‭ ‬كل‭ ‬دعوات‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬والحداثة‭ ‬التي‭ ‬تعني‭ ‬كل‭ ‬الحياة‭.‬
‭ ‬العيون‭ ‬بؤرة‭ ‬وطنية،‭ ‬العيون‭ ‬ولادة‭ ‬للوطنية،‭ ‬العيون‭ ‬قلعة‭ ‬النضال‭ ‬والصمود‭.‬
في‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬يصر‭ ‬فيها‭ ‬الانفصال‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬المغالطات‭ ‬وتزوير‭ ‬الحقائق‭ ‬واتباع‭ ‬سياسة‭ ‬تضليلية‭ ‬مكشوفة‭ ‬ومفضوحة،‭ ‬فإن‭ ‬المغرب‭ ‬ماض‭ ‬في‭ ‬نهجه‭ ‬التنموي‭ ‬الثابت،‭ ‬ولن‭ ‬توقف‭ ‬مسيرته‭ ‬تلك‭ ‬الاستفزازات‭ ‬والتحرشات‭ ‬والحركات‭ ‬البهلوانية‭ ‬لنظام‭ ‬فقد‭ ‬كل‭ ‬فرامله‭ ‬وأصبح‭ ‬يخبط‭ ‬خبط‭ ‬عشواء‭ .‬
‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬ولا‭ ‬وقت‭ ‬لدينا‭ ‬لنهدره‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬غير‭ ‬متزن‭ ‬همه‭ ‬الوحيد‭ ‬ومبتغاه‭ ‬الفريد‭ ‬هو‭ ‬إيقاف‭ ‬قطار‭ ‬التنمية‭ ‬ببلادنا‭ ‬بأي‭ ‬طريقة‭ ‬خشنة،‭ ‬فنحن‭ ‬دولة‭ ‬أفعال‭ ‬لا‭ ‬دولة‭ ‬بهلوانيات‭ . ‬
‭ ‬ان‭ ‬خيار‭ ‬التنمية‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬التنمية‭ ‬يظل‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬الحاسم‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تأتي‭ ‬القوة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬لضمان‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬المزيد‭. ‬
‭ ‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬العنوان‭ ‬الأبرز‭ ‬للتنمية‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬التعبئة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خدمة‭ ‬الساكنة،‭ ‬خطة‭ ‬تأمين‭ ‬الوحدة‭ ‬عبر‭ ‬الإنسان‭ ‬لقيت‭ ‬ترحيبا‭ ‬دوليا،‭ ‬وأعطت‭ ‬للمغرب‭ ‬فرصة‭ ‬لا‭ ‬تتاح‭ ‬للدول‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حين،‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬نموذجه‭ ‬التنموي،‭ ‬واعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الطبيعة‭ ‬الترابية‭ ‬الجديدة‭ ‬للدولة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خدمة‭ ‬الجهوية‭ ‬المتقدمة،‭ ‬ويجدر‭ ‬بنا‭ ‬أن‭ ‬نحيي‭ ‬أبناءنا‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬الصحراوية‭ ‬على‭ ‬غيرتهم‭ ‬الوحدوية،‭ ‬وانخراطهم‭ ‬الواسع‭ ‬في‭ ‬التعبئة‭ ‬السياسية‭ ‬لإنجاح‭ ‬هذه‭ ‬الجهوية‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭.‬
‭ ‬خمسون‭ ‬سنة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬ضائعة‭ ‬ولا‭ ‬متهاونة‭ ‬وللذي‭ ‬قد‭ ‬يشكك‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬ما‭ ‬عليه‭ ‬سوى‭ ‬زيارة‭ ‬العيون‭ ‬أو‭ ‬الداخلة‭ ‬أو‭ ‬السمارة‭ ‬ليقف‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬منجزات‭ .‬
‭ ‬إن‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬اشتغلت‭ ‬وتشتغل‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬بكل‭ ‬الجد‭ ‬المطلوب،‭ ‬إن‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬اليوم‭ ‬تشهد‭ ‬بالقائم‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬والمجالية،‭ ‬طرق‭ ‬مشيدة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬التشييد،‭ ‬بنيات‭ ‬تحتية‭ ‬بمواصفات‭ ‬عالية،‭ ‬تنظيم‭ ‬إداري‭ ‬ومؤسساتي،‭ ‬حياة‭ ‬سياسية‭ ‬ومدنية‭ ‬نشطة‭ ‬ربما‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأقاليم‭ ‬المغربية‭ ‬الأخرى،‭ ‬حياة‭ ‬واضحة‭ ‬للعيان‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬منجزات‭ ‬متواصلة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬اليوم‭.‬
‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬أصبحت‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬تحتضن‭ ‬قنصليات‭ ‬إفريقية‭ ‬وعربية،‭ ‬أصبحت‭ ‬أيضا‭ ‬وجهة‭ ‬مفضلة‭ ‬لمنتديات‭ ‬دولية‭ ‬ووجهة‭ ‬سياحية‭ ‬ورياضية،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬يأتي‭ ‬بتضحيات‭ ‬المغاربة‭ ‬إدارة‭ ‬وشعبا‭ ‬وبتضحيات‭ ‬أبناء‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬بالتحديد‭ .‬
‭ ‬المسيرة‭ ‬متواصلة،‭ ‬قضية‭ ‬صحرائنا‭ ‬المغربية‭ ‬قضية‭ ‬وجود،‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬الوطنية‭ ‬أولوية‭ ‬الأولويات‭ ‬بالنسبة‭ ‬لحزب‭ ‬وطني‭ ‬كالاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬،‭ ‬وإدريس‭ ‬لشكر‭ ‬اليوم‭ ‬يجذر‭ ‬نهج‭ ‬الوطنيين‭ ‬المقاومين،‭ ‬نهج‭ ‬الاتحاديين‭ ‬الذين‭ ‬ناضلوا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحرير‭ ‬والديمقراطية‭ .‬
‭ ‬نحن‭ ‬هنا‭ ‬صحراويون‭ ‬مغاربة‭ ‬محبون‭ ‬ومتشبثون‭ ‬بالوطن،‭ ‬بالمغرب‭ ‬،ومحبون‭ ‬ومتشبثون‭ ‬بجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬رمز‭ ‬الوحدة‭ ‬والسيادة‭ ‬،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬وأمير‭ ‬المؤمنين‭.‬
‭ ‬إن‭ ‬روح‭ ‬المسيرة‭ ‬الخضراء،‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬الراحل‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬،ستبقى‭ ‬مستمرة‭ ‬ومتواصلة‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬وباقي‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬والأبدية،‭ ‬وهذا‭ ‬نهج‭ ‬مغربي‭ ‬يصبو‭ ‬نحو‭ ‬الحداثة‭ ‬والحكامة‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬وبروح‭ ‬المسيرة‭ ‬الخضراء‭ ‬ستظل‭ ‬الصحراء‭ ‬مغربية‭ ‬بشرعيتها‭ ‬وبنمائها‭ ‬وبازدهارها‭.‬
‭ ‬لأقاليمنا‭ ‬الجنوبية‭ ‬كل‭ ‬دعوات‭ ‬السير‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬النمو‭ ‬والتنمية‭ ‬التي‭ ‬تعني‭ ‬كل‭ ‬الحياة‭.‬
‭ ‬وللوطنية‭ ‬حضور‭ ‬موشوم‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬بقيادة‭ ‬الأستاذ‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬عزمنا‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإقليمي‭ ‬بالعيون‭ ‬العزيزة‭ . ‬
الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬في‭ ‬النشأة‭ ‬والتأسيس،‭ ‬في‭ ‬السير‭ ‬والمسار،حزب‭ ‬وطني‭ ‬،رقم‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬ثورة‭ ‬الملك‭ ‬والشعب،‭ ‬ثورة‭ ‬التلاحم‭ ‬العضوي‭ ‬المتين‭ ‬بين‭ ‬الملك‭ ‬والشعب‭ ‬،ثورة‭ ‬ثابتة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المبدأ‭ ‬ومتغيرة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المهام‭ ‬بتغير‭ ‬الشروط‭ ‬التاريخية،‭ ‬التحولات‭ ‬المجتمعية‭ ‬والأسئلة‭ ‬الكونية‭ .‬
‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬اليوم،‭ ‬كما‭ ‬بالأمس‭ ‬والغد‭ ‬وغد‭ ‬الغد،‭ ‬يضع‭ ‬المصالح‭ ‬الحزبية‭ ‬بين‭ ‬قوسين‭ ‬مغلقين‭ ‬،‭ ‬ويتفرغ‭ ‬للمهمة‭ ‬الوجودية‭ ‬والمعركة‭ ‬المصيرية،‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن،‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المواطن،‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الإنسان،‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الوجود‭ ‬والحياة،‭ ‬هكذا‭ ‬تكلم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬تناغم‭ ‬حزب‭ ‬وطني‭ ‬مع‭ ‬ملك‭ ‬وطني،‭ ‬رمز‭ ‬السيادة‭ ‬والوجود،‭ ‬من‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬والحسن‭ ‬الثاني‭ ‬إلى‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬منخرط‭ ‬وفاعل‭ ‬في‭ ‬ثورة‭ ‬الملك‭ ‬والشعب،‭ ‬إنه‭ ‬حزب‭ ‬وطني‭ ‬وليس‭ ‬كائنا‭ ‬انتخابيا‭.‬
نحن‭ ‬أوفياء‭ ‬للمبدأ‭ ‬والتاريخ، الوطن‭ ‬أولا،الوطن‭ ‬أولا،الوطن‭ ‬أولا،‭ ‬،وطن‭ ‬بمواطن‭ ‬واعي‭ ‬ومسؤول، سليم‭ ‬ومعافى،والبقية‭ ‬تفاصيل،‭ ‬نبني‭ ‬البلد‭ ‬مع‭ ‬ملك‭ ‬البلاد،‭ ‬ومع‭ ‬الحقيقيين‭ ‬الذين‭ ‬يؤمنون‭ ‬بالبلد‭ ‬،إن‭ ‬الانتماء‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬هو‭ ‬للوطن‭. ‬
‬نقولها‭ ‬بالصوت‭ ‬المغربي‭ ‬الواحد‭ ‬،لنا‭ ‬نحن‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭ ‬والوحيد،‭ ‬وهاته‭ ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬ولدتنا‭ ‬وصنعتنا‭ ‬وصنعت‭ ‬كل‭ ‬ملمح‭ ‬من‭ ‬ملامحنا‭ ‬،‭ ‬والتي‭ ‬تجري‭ ‬فيها‭ ‬دماء‭ ‬أجدادنا‭ ‬وآبائنا‭ ‬وأمهاتنا،‭ ‬والتي‭ ‬تجري‭ ‬دماؤها‭ ‬في‭ ‬مسامنا‭ ‬وفي‭ ‬العروق‭ ‬
‭ ‬نفخر‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر‭ ‬أيما‭ ‬افتخار،‭ ‬ونكتفي‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬ندين‭ ‬بالولاء‭ ‬إلا‭ ‬للمغرب،‭ ‬وهذه‭ ‬لوحدها‭ ‬تكفينا،‭ ‬اليوم،‭ ‬وغدا‭ ‬في‭ ‬باقي‭ ‬الأيام،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬كل‭ ‬الأيام‭.‬
‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الانطلاق‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بوطن،‭ ‬والوطن‭ ‬هنا‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬رقعة‭ ‬جغرافية‭ ‬لتجمع‭ ‬سكني،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬انتماء‭ ‬لهوية‭ ‬ولحضارة‭ ‬ولتاريخ‭ .‬
‭ ‬منذ‭ ‬قديم‭ ‬الزمان‭ ‬نقولها‭: ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬سيعبر‭ ‬إلى‭ ‬برّ‭ ‬الأمان‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الميادين‭ ‬بفضل‭ ‬الصادقين‭ ‬من‭ ‬محبيه‭ ‬وأبنائه‭ ‬الأصليين‭ ‬والأصيلين،‭ ‬لا‭ ‬بمن‭ ‬يغيّرون‭ ‬كتف‭ ‬البندقية‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد‭ ‬آلاف‭ ‬المرات،‭ ‬ويرون‭ ‬المغرب‭ ‬جميلاً‭ ‬حين‭ ‬يستفيدون‭ ‬منه،‭ ‬وقبيحاً‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬ينالهم‭ ‬من‭ ‬فتاته‭ ‬شيء‭.‬
إن‭ ‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬الملكية‭ ‬والحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬والشعب‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬العامل‭ ‬الجوهري‭ ‬الذي،‭ ‬كلما‭ ‬توفر‭ ‬في‭ ‬مسعى‭ ‬من‭ ‬المساعي،‭ ‬شكّل‭ ‬القاعدة‭ ‬الصلبة‭ ‬لمواجهة‭ ‬مناورات‭ ‬ومؤامرات‭ ‬الخصوم‭ ‬والأعداء‭. ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬لهذا‭ ‬العامل‭ ‬دور‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬عرفها‭ ‬نضال‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستقلال،‭ ‬ثم‭ ‬استكمال‭ ‬وحدته‭ ‬الترابية‭ ‬وصونها‭ ‬من‭ ‬أطماع‭ ‬قوى‭ ‬الهيمنة‭ ‬والتوسع‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكالها،‭ ‬وآخرها‭ ‬نزعة‭ ‬الانفصال‭ ‬في‭ ‬أقاليمنا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭ ‬تغذيها‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭.‬

الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 23/09/2025