الاتحاد الدولي للصحفيين يقود مهمة إلى سوريا بحثا عن مستقبل جديد للمهنة بعد سقوط الأسد

في خطوة لافتة نحو إعادة بناء قطاع الإعلام في سوريا، قاد أنطوني بيلانجي، الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، مهمة خاصة إلى دمشق ، رفقة منير زعرور، مدير البرامج والسياسات في العالم العربي والشرق الأوسط. الزيارة وفق بلاغ توصلت به جريدة الاتحاد الاشتراكي، جاءت لدعم النقابات السورية، اتحاد الصحفيين ورابطة الصحفيين، اللذين يسعيان إلى صياغة مستقبل مختلف للمهنة بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.
البداية كانت يوم 15 شتنبر بزيارة إلى سجن صيدنايا سيئ الذكر، حيث قضى أو اختفى عشرات الصحفيين. الوفد جال في أجواء يطبعها الحزن والتضامن مع عائلات الضحايا، في لحظة رمزية تعيد التذكير بكلفة الحرية في سوريا.
وخلال الأيام التالية، عقدت سلسلة لقاءات مع قيادات النقابات وممثلي المؤسسات الإعلامية، من مواقع إخبارية وإذاعات خاصة، إلى جانب فروع اتحاد الصحفيين في محافظات عدة.
وتمحورت النقاشات حول تنظيم الصحفيين، تحديث قوائم العضوية، وتنسيق الجهود بين مختلف المكونات. كما التقى الوفد بممثلين عن المجلس السوري الأمريكي، في إشارة إلى انفتاح أوسع على شركاء دوليين.
في 17 شتنبر2025، اجتمع الوفد مع أكثر من خمسين صحفية وصحفيا في نادي الصحفيين بدمشق، حيث طرح سؤال أساسي: كيف يمكن للنقابات أن تلعب دورها الحقيقي في الدفاع عن حرية الصحافة وحقوق العاملين فيها؟ أما المحطة الختامية فكانت يوم 18 شتنبر بمركز التدريب التابع لاتحاد إذاعات الدول العربية، حيث جرى نقاش مفتوح حول مستقبل المهنة.
أنطوني بيلانجي وفق ذات البلاغ، شدد في كلمته على أن المسؤولية الآن تقع على عاتق الصحفيين السوريين، قائلا إن بناء مستقبل الصحافة وكتابة تاريخها يتطلب شجاعة وتصميما في مواجهة العقبات والضغوط.
وأكد أن الاتحاد الدولي سيقف إلى جانبهم، دعما لخططهم وضمانا لحقوقهم واستقلاليتهم.
من جانبه، وصف براء عثمان، أمين العلاقات الخارجية في اتحاد الصحفيين السوريين، المرحلة الحالية بالتاريخية، مضيفا أن ما يقوم به الصحفيون ليس امتيازا وإنما واجب مهني دفعوا ثمنه غاليا. أما عماد الطواشي، نائب رئيس رابطة الصحفيين السوريين، فقد اعتبر أن لا خيار أمامهم سوى توحيد الجهود، مشيرا إلى أن مرحلة الكذب انتهت وأن الاعتماد على خبرات الاتحاد الدولي سيكون حاسما.
الاتفاق الأبرز الذي خرجت به اللقاءات تمثل في تشكيل لجنة مشتركة تضم النقابات وممثلين عن الإعلام الخاص والحكومي وخبراء قانونيين، مهمتها صياغة مقترح إصلاح شامل لقطاع الإعلام.
ومن المقرر أن تقدم اللجنة تقريرها وتوصياتها أمام مؤتمر وطني مرتقب في دجنبر المقبل.
وفي مؤشر على تغير في الموقف الرسمي، التقى الوفد أيضا بمعاون وزير الإعلام السوري، عبادة كوجان، الذي تعهد بدعم عمل النقابات دون ضغوط أو تدخلات حكومية، في قطيعة معلنة مع ممارسات الماضي.


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي

  

بتاريخ : 25/09/2025