تشهد المنظومة الصحية بالمغرب أزمة متصاعدة، تجلت مؤخراً في مستشفى السلامة بقلعة السراغنة، حيث نفذت النقابة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل اعتصاماً احتجاجياً يوم الثلاثاء 24 شتنبر 2025، رفضاً لتعيينات وصفها البيان بـ”المشبوهة” في مناصب الحراسة العامة، التي أُسندت لأشخاص خارج السلك الإداري الصحي، في خرق واضح للمذكرات الوزارية والنظام الداخلي للمستشفيات.
النقابة نبهت إلى أن هذه الممارسات ليست حالات فردية، بل جزء من سياسة منهجية تعتمد المحسوبية والولاءات على حساب الكفاءة والاستحقاق، مما ينعكس سلباً على جودة الخدمات الصحية ويعمّق شعور العاملين بالإحباط.
وتجدر الإشارة إلى أن احتجاجات شغيلة الصحة لم تقتصر على قلعة السراغنة؛ فقد عمّت الاحتجاجات العديد من المدن الكبرى مثل الدار البيضاء، مراكش، فاس، وأكادير، في مؤشر واضح على أن الأزمة الصحية تجاوزت نطاق محلي لتصبح ظاهرة وطنية، تعكس انهيار الثقة بين الأطر الصحية والحكومة.
وتؤكد النقابة الوطنية للصحة على استمرارها في خوض كافة الأشكال النضالية المشروعة، مطالبة الوزارة والحكومة بتحمل مسؤولياتهما في معالجة الاختلالات، وإعادة بناء إدارة صحية شفافة تقوم على الاستحقاق والكفاءة، بعيداً عن منطق الولاءات والمحسوبية.
كما يشير هذا الاحتجاج الوطني إلى هشاشة السياسات الحكومية في القطاع الصحي، والتي تهدد استقرار المستشفيات وقدرتها على تقديم خدمات لائقة للمواطنين، الأمر الذي يجعل من الإصلاح الحقيقي ضرورة عاجلة لا تحتمل التأجيل.