دعا الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر أحزاب اليسار إلى التنسيق من أجل برنامج محدد وواضح يستجيب لانشغالات المغاربة، والتوجه نحو المستقبل وتجاوز الماضي. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في افتتاح المؤتمر الإقليمي السابع للحزب بمراكش، الذي انعقد مساء يوم السبت 27 شتنبر 2025، تحت شعار ” من أجل مراكش العالمية بنخبة كُفؤة وعدالة مجالية.”
وأكد الكاتب الأول، أنه من اللازم اليوم، تقديم إجابات دقيقة حول المشاكل التي تعرفها بلادنا كالدعم الاجتماعي والصحة والتعليم وغيرها، وهو ما يعني أن تقوم المنافسة بين الأحزاب على برامج واضحة ودقيقة، تمكن المغاربة من الفرز السياسي بين الطرح الليبرالي والمشروع اليساري بإجابات دقيقة واضحة.
وفي هذا السياق قال إدريس لشكر” حتى تقوم المنافسة على برامج واضحة، أدعو، اليوم، كل اليسار، للتنسيق في برنامج دقيق يجيب بوضوح عن مشاكل المغاربة.”، وأضاف ” أقول لكل هؤلاء، تعالوا لننسى الماضي ومواقف كل واحد منه، ونناقش المستقبل، واقتراح أية حكامة يمكن أن تنقذ البلد، تطمئنا على الوطن بالنسبة لأبنائنا وأحفادنا. نريد منهم أن نجلس إلى الطاولة بمساواة، ونقدم للشعب المغربي مشروع الأمل.”
وبخصوص الانتخابات المقبلة دائما، طالب لشكر بتطبيق التوجيهات الملكية الواردة في الخطاب الملكي، بأن يكون التشاور بهدف تطوير المنظومة الانتخابية بما يوفر النزاهة، مشددا على أن للنزاهة في هذا الباب مقدمات واضحة، تبدأ من اللوائح الانتخابية باستخدام الآليات التي تحتكم إليها وزارة الداخلية من سجل الحالة المدنية والبطاقة الوطنية وسجل السوابق العدلية، لتحديد لوائح لا ينازع فيها أحد، إضافة إلى اعتماد الرقم الانتخابي للمواطن كما هو معمول به الدول الديمقراطية، وذلك لقطع الطريق على أي تلاعب أو تزوير.
وأبرز الكاتب الأول لحزب القوات الشعبية، أهمية التقطيع الانتخابي في تحديد مدى الاطمئنان للعملية الانتخابية ونزاهتها وديمقراطيتها، موضحا أن ذلك يقتضي أن يكون التقطيع بقاعدة موحدة. ونبه إلى أنه إذا استمر العمل بالتقطيع الانتخابي الحالي، فمعناه أن الانتخابات المقبلة حسمت لصالح هذه الأغلبية، ولصالح التغول، وإغلاق الباب أمام الأحزاب الوطنية التاريخية التي لها امتدادات.
وأوضح لشكر أن هذه الوضعية المشار إليها أعلاه تزداد تعقيدا، مع تشرذم المشهد الحزبي ب35 حزبا سياسيا كما لو كانت مشاكل المغرب تتطلب 35 مشروعا نختلف حولها، علما أن مشاكل المغرب معروفة.
وقال في هذا الصدد: ” نحن لسنا عدميين، ونعرف أن بلادنا حققت تراكما من المجهودات منذ الاستقلال إلى اليوم، ولا أحد يستطيع أن ينسب هذا التراكم لنفسه، فهي مجهودات المغاربة والحركة الوطنية، ونضال الأحزاب الديمقراطية، ومؤسسات البلاد، وهي التي أثمرت ما نعيشه اليوم، في وقت تتفتت فيه دول أخرى ويعيش مواطنوها وضعية اللا أمن و اللا استقرار. لذلك لنا أن نعتز بوحدتنا و باستقرارنا..”.
ودعا لشكر إلى اعتماد اجراءات تضمن استعمالا عادلا لوسائل التواصل الاجتماعي في الانتخابات المقبلة، موضحا أن الاتحاد الاشتراكي هو الحزب الوحيد الذي تقدم بهذا المطلب، لأنه يعرف خطورة توظيف الذكاء الاصطناعي، وأثره على نزاهة وشفافية هذه العملية.
وعلى المستوى الدولي أكد إدريس لشكر أن العالم يعيش وضعية اللايقين، ولا أحد، بعد أزمة كوفيد وآثارها، يعرف إلى أين يسير العالم. بل إن الوضع الدولي اليوم، يطرح سؤال إلى أين يسير العالم بهيئة أمم عاجزة وفاشلة؟ موضحا أن ما يؤكد فشلها، هو ما شاهدناه من ذبح للقضية الفلسطينية، حيث إن العرق الفلسطيني مسلما كان أو مسيحيا، يقصف من السماء والأرض في تقتيل فادح للنساء والأطفال بنية إبادته، ولا أحد يحرك ساكنا، بل إنه بعد 07 أكتوبر تحول الأمر لدى الرأي العام الدولي ، حيث أصبح الجلاد ضحية، والضحية جلادا.
وفي السياق نفسه، أكد الكاتب الأول أن التصويت في الأمم المتحدة حول الدولة الفلسطينية، يبعث على الاطمئنان ويفتح باب الأمل، كما أن الإجماع العالمي يفتح آفاقا متفائلة، يعززه ما يروج بأن هناك مشروعا أمريكيا لفرض وقف إطلاق النار في غزة، والدخول في مسلسل يتضمن 21 نقطة تطرحها الولايات المتحدة الأمريكية.
ودعا إلى استغلال هذا التعاطف الكبير للرأي العام الدولي مع القضية الفلسطينية وتأثيره على الحكومات، والحيلولة دون حدوث أي انتكاسة من شأنها أن تؤثر على هذا المسار.
وبالنسبة للقضية الوطنية، قال الكاتب الأول ” لم يعد لنا الصبر على استمرار هذا الملف، الذي يجب أن يطوى في هذا الزخم الداعم للمغرب، حيث لدينا داخل مجلس الأمن الدولي أغلبية مساندة، لذلك لم يعد من المقبول أن تأتي قرارات هذا المجلس بتلك الضبابية في ما يهم مقترح الحكم الذاتي.”
وأضاف في هذا الصدد: ” اليوم يجب أن نطالب مجلس الأمن الدولي بقرار واضح وصريح. ولذلك فنحن نطالب كل المنظمات وكل الأحزاب التي تربطنا بها علاقات، وكذا كل الدول التي دعمت فكرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، بأن تفعّل ذلك بالمطالبة بسحب تدارس قضيتنا من لجنة تصفية الاستعمار، وإخراجها من لجن الجمعية العامة.”
ومن جهته أكد عبد السلام كريم الكاتب الجهوي للحزب بجهة مراكش آسفي في كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر الإقليمي، على أهمية النفس التنظيمي الذي تعرفه الجهة بتجديد هياكل الحزب بأقاليمها، معتبرا المؤتمر الإقليمي لمراكش، فرصة لطرح إشكالات التنمية بهذه المدينة العالمية، وتأثر ساكنتها بالسياسات المتغولة للحكومة.
ودعا عبد السلام كريم الحكومة إلى الالتفات إلى هذه المدينة التي تمثل واجهة عالمية للمغرب، بما يستدعيه ذلك من إقامة توازن مجالي يُبنى على عدالة تمكن كل ساكنة المدينة من الاستفادة من حقها في التنمية.
وبخصوص القضية الوطنية، أشاد عبد السلام كريم بالزخم الإيجابي الذي يعرفه هذا الملف بتزايد الدعم الدولي لمغربية الصحراء ولمقترح الحكم الذاتي، كحل واقعي لهذا النزاع المفتعل، مثمنا المجهودات التي يقوم بها حزب الاتحاد الاشتراكي خدمة لعدالة قضية الوحدة الترابية.
كما استحضر الكاتب الجهوي في كلمته الوضع في غزة، وما تعرفه من تقتيل وإبادة للشعب الفلسطيني أمام مرأى ومسمع العالم، دون أن يتمكن أحد من إيقاف هذا العدوان.
عبد الحق عندليب، الكاتب الإقليمي للحزب بمراكش ومنسق اللجنة التحضيرية، أكد في كلمته أن المؤتمر الإقليمي السابع ينعقد في إطار الدينامية التنظيمية والإشعاعية التي أطلقها الحزب من خلال انعقاد عشرات المؤتمرات الإقليمية والتي سبقتها عشرات المؤتمرات القطاعية، مضيفا أن هذا الزخم التنظيمي يندرج في سياق ظرفية سياسية واقتصادية واجتماعية تستدعي الوقوف عند مفاصلها بالتحليل والنقاش وبلورة الحلول والمخرجات.
وأوضح عبد الحق عندليب أن كل الدراسات والأرقام والمؤشرات، تؤكد بدون مزايدات سياسوية وبدون لغة الخشب، أن بلادنا اليوم تشهد تراجعات في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، وهو الوضع الذي يقوي منسوب انعدام الثقة الشعبية في المؤسسات التمثيلية . مضيفا أن الاستعمال غير المشروع للمال السائب وتقاعس السلطة في ردع المفسدين قد شكل عائقا حقيقيا أمام فرز خريطة سياسية حقيقية في الإقليم وعائقا حقيقيا أمام النخب الكفـؤة والنزيهة للوصول إلى سدة تدبير الشأنين الوطني والمحلي.
وقال في هذا الصدد ” حين يصل الأمر في إقليم مراكش إلى فتح عشرات ملفات الفساد في حق برلمانيين ومسئوولين جماعيين، حيث أصدرت المحاكم عدة أحكام بالإدانة وما زالت ملفات مماثلة معروضة على البحث القضائي ، فذاك كله يشكل بالنسبة لنا حجة تؤكد صحة ومصداقية ما كنا ننبه إليه من انحرافات في حين كان البعض يوزع الأموال الطائلة في الانتخابات الماضية وما قبلها لشراء الذمم عوض عرض البرامج والتصورات والحلول الفعلية لرفع معاناة السكان والاستجابة لحاجياتهم الأساسية ومطالبهم المشروعة .”
وأكد عندليب أن هذا الواقع، هو الذي أدى إلى توسيع دائرة العزوف السياسي وانعدام الثقة في العمليات الانتخابية وفى المؤسسات المنتخبة. معبرا عن المساندة المطلقة لكل المبادرات التي اتخذتها قيادة الحزب من أجل العمل على تخليق العمل السياسي وإصلاح منظومة الانتخابات .
وبدورها أكدت ميلودة حازب، الكاتبة الجهوية للنساء الاتحاديات بجهة مراكش آسفي، أن شعار ” مراكش العالمية” ينطوي على أسئلة حارقة، في مقدمتها ” ماهي مقومات مراكش من أجل العالمية؟” موضحة أن المدينة في حاجة إلى تعزيز بنياتها التحتية، وتوسيع شبكة المواصلات العامة، وتجويد خدماتها السياحية، والترويج لتراثها الثقافي، مثلما تتطلب تدبيرا معقلنا ورؤية متكاملة بأطر كفؤة تجمع خبرة مجالات متعددة من التخطيط العمراني إلى الترويج السياحي مرورا بالابتكار التكنولوجي.
وأضافت أن مراكش في حاجة أيضا، إلى تنمية متوازنة وغير متمركزة، تجعلها قادرة على تثبيت هذه المدينة العالمية، موضحة أن التحدي الأكبر الذي يواجهها هو تحقيق العدالة المجالية داخل المدينة نفسها بمختلف أحيائها وهوامشها، منبهة إلى غياب رؤية واضحة لتوزيع عادل للمشاريع والخدمات. وهو خلل يعيشه السكان في حياتهم اليومية، سواء على المستوى الاقتصادي، أو في ما يخص المرافق الثقافية، أو في ما يهم أبسط الخدمات.
وأشارت إلى أن هذا التفاوت المجالي يؤثر على جودة الحياة بمراكش، متسائلة كيف يمكن الحديث عن جودة الحياة بها والقطاعات كلها تدبر من سيء إلى أسوأ، حيث التعليم والصحة يتخبطان في أزمات متواصلة رغم الميزانيات المخصصة لإصلاحها.
وتساءلت ” هل كان من الضروري تجميع كل المؤسسات، محلية، وجهوية، ووطنية، وتشريعية، في يد ثلاثة أحزاب بأغلبية مريحة جدا، أغلبية جعلتهم يركنون إلى الخمول والكسل، قللت فيهم روح الإبداع، وقللت لديهم الإحساس بأهمية التواصل مع المواطنات والمواطنين”. مؤكدة أن هذه الأغلبية فشلت محليا وجهويا ووطنيا. وتساءلت ” بأي تقييم للنتائج سيتحدث مدبرو مراكش العالمية، وبأي تقييم للنتائج سيتحدث مدبرو الحكومة؟”.
وقالت ميلودة حازب، إن الأوان قد حان لإحداث تغيير جذري في المنظومة الانتخابية، حت يحدث توازن بين المدن الجهات، بين الحكومة والبرلمان، منوهة بالاقتراحات التي تقدم بها الحزب في هذا المجال، وبالخصوص اقتراحه برفع تمثيلية النساء، تضمن لهن، على الأقل، الثلث.
أما عمر حكوش، المنسق الإقليمي للشبيبة الاتحادية بمراكش، فأبرز في كلمته أهمية إشراك الشباب وإدماجه في العمل السياسي، مؤكدا أن استنهاض الشباب إقليميا يستدعي الإنصات لصوتهم، وفتح مجالات تتبنى منطقهم في التحول المنشود.
وأكد أن هذا الاستنهاض يشكل تحديا سياسيا واجتماعيا، داعيا أن تتقدم الدعوة للشباب للانفتاح والفعل، من الانخراط إلى مستوى تبني هواجس الشباب والتناقضات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجههم على مستوى الإقليم.
وتميزت الجلسة الافتتاحية التي سيرها سعيد العطشان، عضو الكتابة الإقليمية واللجنة التحضيرية، بالتكريم الذي خص به المؤتمر الكاتب الأول، كما عرفت تكريم مجموعة من المناضلين الذين عرفوا بتفانيهم ونضالهم الصادق والمشرف، وهم النقيب إدريس أبو الفضل، والهشمي الهشتوكي، وسكينة التاقي، وعبد الناصر الدلماكي، وعبد الله آيت بوعزة، وحسن بلغالي، ومحمد أبو مجد، وعبد الرحمن شوجار، وفتيحة بنبية، ومصطفى الرافعي، ومليكة زنبوع، وإبراهيم التدريني، ومحمد المهدي الدرقاوي، وعبد العزيز التوغرائي، وعبد الرفيع اجواهري، وعباس صابر، وعبد الله المنوزي.
وبعد قراءة التقريرين الأدبي والمالي والمصادقة عليهما من قبل المؤتمرين، جدد المؤتمر الثقة في عبد الحق عندليب كاتبا إقليميا للحزب بمراكش، كما انتخب مولاي يوسف مسكين رئيسا للمجلس الإقليمي.
ومعلوم أن المؤتمر الإقليمي السابع للحزب بمراكش، عرف حضور عضوي المكتب السياسي بديعة الراضي ومحمد ملال، وأعضاء الجهة بالمجلس الوطني، وأعضاء الكتابة الجهوية بجهة مراكش آسفي، وكتاب الأقاليم بالجهة وأعضاء الكتابات الإقليمية بها، إضافة إلى ممثلي عدد من الهيئات السياسة والحقوقية والنقابية، مع حضور جماهيري وازن.
************
تكريم
تميزت الجلسة الافتتاحية التي سيرها سعيد العطشان، عضو الكتابة الإقليمية واللجنة التحضيرية، بالتكريم الذي خص به المؤتمر الكاتب الأول، كما عرفت تكريم مجموعة من المناضلين الذين عرفوا بتفانيهم ونضالهم الصادق والمشرف، وهم النقيب إدريس أبو الفضل، والهشمي الهشتوكي، وسكينة التاقي، وعبد الناصر الدلماكي، وعبد الله آيت بوعزة، وحسن بلغالي، ومحمد أبو مجد، وعبد الرحمن شوجار، وفتيحة بنبية، ومصطفى الرافعي، ومليكة زنبوع، وإبراهيم التدريني، ومحمد المهدي الدرقاوي، وعبد العزيز التوغرائي، وعبد الرفيع اجواهري، وعباس صابر، وعبد الله المنوزي.
************
عبد الحق عندليب كاتبا اقليميا
مولاي يوسف مسكين رئيسا للمجلس الاقليمي