عقدت جمعية عالم الصيادلة المغاربة «إم فارما»، يوم السبت 27 شتنبر 2025، الدورة الثامنة لمؤتمرها الدولي حول موضوع العمل الإنساني للصيدلي تحت شعار «الصيدلاني والعمل الإنساني». وسلطت هذه الدورة الضوء على الأدوار الإنسانية للصيدلاني، من خلال تقديم عدد من المبادرات والأحداث التي أبلى الصيادلة فيها البلاء الحسن، مثل الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، والذي قدم خلاله الصيادلة يد العون للمتضررين، سواء بتقديم الأدوية أو الحضور بعين المكان لمواساة الضحايا وتقديم الإعانات والدعم المعنوي لهم، إضافة إلى الدور الذي قام به الصيادلة خلال الأزمة الصحية «كوفيد 19»، والخدمات الجليلة التي قدموها في هذه الفترة العصيبة التي مر منها المغرب على غرار باقي بلدان العالم.
وخصصت الندوة الرئيسية، التي تلت الكلمات الافتتاحية، للموضوع المحوري للمؤتمر «الصيدلاني والعمل الإنساني»، من خلال تسليط الضوء عل العمل الإنساني داخل جمعية عالم الصيادلة المغاربة «إم فارما»، إذ قدمت إلهام السعدي، وهي صيدلانية بخنيفرة، وعضوة المكتب الوطني للجمعية، وفاطمة براق، الصيدلانية بسلا، عضوة المكتب الوطني لجمعية «إم فارما»، عددا من أوجه الأعمال الإنسانية التي يقوم بها صيادلة جمعية «إم فارما»، والتي تتجاوز المجال الصحي، لتشمل أوجها مختلفة من أعمال الخير والإحسان، مثل حفر الآبار في المناطق التي تعاني نقصا في مياه الشرب وتقديم العون والمساعدة للمحتاجين في مختلف أنحاء المغرب.
وأوضح المتدخلون خلال هذا اللقاء أن الصيدلاني لا يقتصر دوره على صرف الأدوية، بل يقوم بأدوار جليلة، من خلال المساهمة في التوعية الصحية وتقديم النصيحة والإسهام في تنزيل السياسات الصحية. لذا، اعتبر المشاركون أن دور الصيدلي أساسي لإنجاح أي سياسة في المجال الصحي، منتقدين المقاربة المعتمدة من قبل الجهات الحكومية الوصية على القطاع التي تتجاهل الصيادلة وتقصيهم من المشاركة في بلورة سياسة صحية فعالة.
وأبرزت السيدة حسناء مموني، رئيسة الجمعية، في كلمتها الافتتاحية للمؤتمر، المهام الأساسية للصيادلة في خدمة المجتمع، مشددة على أن «الصيدلاني يقوم بأدوار طلائعية في خدمة المجتمع، والتي لا تقتصر على ما هو مرتبط بمزاولة المهنة، من قبيل الإنصات للمريض والاستماع لهمومه وتقديم النصائح الناجعة له، بل يتجاوز الأمر أحيانا فضاء الصيدلية إلى ميادين أخرى يبذل فيها الصيدلاني الجهود تلو الجهود من أجل يد العون وتقديم المساعدة لذوي الحاجة». وشددت حسناء مموني في كلمتها على أن دور الصيدلاني يتجاوز فضاء الصيدلية ليشمل ميادين أخرى، خاصة في مجال العمل الإنساني، مشيرة إلى الجهود التي بذلها الصيادلة، بالتنسيق مع السلطات المحلية، خلال الكوارث الطبيعية الأخيرة، وخاصة زلزال الحوز بالمغرب وإعصار دانيال في ليبيا. كما سلطت الضوء على «البصمة البارزة» للصيادلة في قطاع غزة، حيث يواصلون تقديم المساعدات والدواء والطعام والماء في ظل «حرب الإبادة،» وكشفت عن اغتيال جيش الاحتلال الصهيوني لـ 83 صيدلانيا في استهداف ممنهج للأطر الصحية والناشطين في العمل الإنساني».
وفي شق آخر من كلمتها، انتقدت رئيسة جمعية «إم فارما» ما آلت إليه العلاقة مع وزارة الصحة، مشيرة إلى أن ثمار «عمل مشترك دام سنتين قد أُجهضت»، واصفة مشروع المرسوم الجديد للوزارة بشأن تحديد ثمن الأدوية بأنه «مرتبك» ولا يلتزم بالتدابير المصاحبة الموعودة، كما اعتبرت أن هذا المشروع «لا يبشر بخير»، لأنه لا يجيب عن الإشكالات التي يعانيها القطاع. وأصدر المشاركون، في ختام المؤتمر، مجموعة من التوصيات الرامية إلى النهوض بالقطاع وحل أزمته من قبيل مراجعة المشروع الوزاري، حيث دعا المؤتمر إلى مراجعة مشروع وزارة الصحة المتعلق بتحديد ثمن الأدوية، واعتماد «مقاربة تشاركية فعلية مع الصيادلة»، كما طالب بإحداث نموذج جديد لفائدة الصيدليات لا يقتصر على هامش الربح فقط. وإلى جانب ذلك أوصى المشاركون وزارة الصحة بتشديد رقابتها على بيع الأدوية خارج المسلك القانوني، ودعا إلى التعجيل بإجراء انتخابات المجالس الجهوية لهيئة الصيادلة، فضلا عن مطلب التوقف عن محاكمة الصيادلة بمقتضى قوانين تعود إلى عهد الحماية الفرنسية، والمطالبة بتغييرها وتجويدها.
توقفوا في مؤتمر عقدوه عند الأدوار الإنسانية لمهام الصيادلة .. صيادلة يصفون مشروع المرسوم الجديد لوزارة الصحة الخاص بتحديد ثمن الأدوية بـ «المرتبك»

الكاتب : وحيد مبارك
بتاريخ : 02/10/2025