في تطور مقلق للوضع الاجتماعي بعدد من المدن المغربية، أصدر المرصد الوطني لتخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد بالمغرب بلاغًا شديد اللهجة حذر فيه من الانزلاقات الخطيرة التي شهدتها بعض الوقفات الاحتجاجية، والتي خرجت عن طابعها السلمي، متحولة إلى أعمال عنف وتخريب، تورطت فيها عناصر منحرفة، مستغلة القاصرين في سلوكيات إجرامية تهدد النظام العام وتضرب في عمق استقرار البلاد.
وأكد المرصد، في بلاغ توصلت به مختلف وسائل الإعلام الوطنية، أنه يتابع بقلق بالغ هذه التطورات، مشيدًا في الوقت ذاته بالطابع السلمي والمسؤول الذي طبع جزءًا كبيرًا من الاحتجاجات التي خرجت بدعوة من فئات شبابية، خاصة من جيل “Z”، للتعبير عن مطالب مشروعة مرتبطة بقطاعات حيوية كالصحة والتعليم.
غير أن المرصد شدد على أن تلك التعبيرات المشروعة تم تحويرها من طرف جهات وصفها بـ”المنحرفة وذوي السوابق القضائية”، حيث عمدت إلى تأجيج الوضع وإشعال الفوضى، وصلت حد إضرام النار في سيارات القوات العمومية، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، بل ومحاولة اقتحام إحدى ثكنات الدرك الملكي بغرض الاستيلاء على الأسلحة، فضلاً عن عمليات سرقة استهدفت مؤسسات مالية.
وفي هذا السياق، أشاد المرصد الوطني بالتدخلات الأمنية التي وصفها بـ”المهنية والحكيمة”، والتي نجحت في احتواء الوضع ومنعت تفاقمه، مما ساهم في حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم.
وإزاء هذا الوضع، عبّر المرصد عن مواقفه من خلال خمس نقاط أساسية:
إدانة قاطعة لكل أشكال العنف والتخريب، وخصوصًا استغلال الأطفال القاصرين والزجّ بهم في أعمال إجرامية.
دعوة لفتح تحقيق قضائي شامل لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين والمحرضين.
التأكيد على التمييز بين الاحتجاج السلمي المشروع وبين محاولات زعزعة الأمن العام تحت غطاء المطالب الاجتماعية.
التحذير من خطورة استهداف المؤسسات المالية لما يشكّله من تهديد مباشر للثقة في الاقتصاد الوطني.
الدعوة إلى تفعيل المقاربة الوقائية والتربوية والتواصلية مع الشباب، وتعزيز دور المجتمع المدني في تأطيرهم وتحصينهم ضد مخططات الاستغلال والتلاعب.
وفي ختام بلاغه، دعا المرصد الوطني لتخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد بالمغرب كل القوى الحية في البلاد إلى التوحد دفاعًا عن قيم المواطنة وسيادة القانون، والعمل الجماعي من أجل تحصين الشباب من مخاطر الانجرار وراء مشاريع الفوضى والعبث، مؤكدًا التزامه الثابت بالمساهمة في بناء مغرب يتسع للجميع، تحكمه المسؤولية وتحميه العدالة.