في خطوة غير متوقّعة، طالبت الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة من وزير الصحة أمين التهراوي بالكشف عن قائمة الإعانات العمومية أو الدعم الذي تقدّمه الوزارة لأي مصحة أو مجموعة صحية تنتمي إلى القطاع الخاص. وجاءت خرجة التنظيم المهني الممثل للمصحات الخاصة والمؤسسات المشابهة عقب التصريح الذي أدلى به الوزير قبل أيام والذي أوضح من خلاله بأنه قرّر إيقاف الدعم المالي الموجه إلى المصحات الخاصة، هذا التصريح الذي خلق نقاشا واسعا وترتّبت عنه موجة من التعاليق الساخطة التي ندّدت باستفادة القطاع الصحي الخاص من مساعدات، في الوقت الذي يستخلص فيه مصاريف العلاج كاملة وخارج ما تنص عليه التعريفة المرجعية الوطنية التي ظلت جامدة منذ 2006 على اليوم ولم يطرأ عليها أي تغيير، حسب تعبيرات المنتقدين.
وفي رسالة مفتوحة توضيحية لرضوان السملالي، رئيس الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، تتوفر «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منها، أكد الناطق الرسمي باسم المصحات عدم استفادة أي مصحة منضوية تحت لواء الجمعية من أي نوع من المساعدات أو الدعم كيفما كان نوعه وشكله، سواء تعلّق الأمر بالبناء أو التجهيز أو التسيير أو غير ذلك، الأمر الذي اعتبره المتحدث مثيرا للاستغراب، داعيا وزير الصحة والحماية الاجتماعية إلى الكشف عن الأسس القانونية والتنظيمية التي استند عليها تصريحه، مشددا على ضرورة نشر لائحة المستفيدين من الدعم المتحدث عنه عن وُجدت وإن كانت هناك من مؤسسات صحية خاصة تستفيد فعلا من هذا الأمر، خاصة وأن تصريح الوزير كان علنيا وتم التفاعل مع مضمونه على نطاق واسع.
وشدّد السملالي على نشر الوزارة لأسماء المصحات التي تحدث عنها التهراوي، مؤكدا على أن خطوة من هذا القبيل ستعزز من الشفافية وتساعد على تنوير الرأي العام وتوضيح الأمور عوض تعميم الغموض، خاصة وأن المصحات الخاصة المنضوية تحت لواء الجمعية التي تعتبر الممثل الشرعي لهذا القطاع والتي تضم في عضويتها الغالبية العظمى من المصحات لا علم لها بهذا الأمر، مبرزا بأنه في حال وجود مصحات أو جهات استفادت فعلا من دعم عمومي، فمن الضروري تحديد أسمائها والمبالغ التي استفادت منها بشكل دقيق، لتفادي أي لبس وضمان تداول معلومة صحيحة وواضحة لدى المواطنين. ونبّهت الجمعية إلى أن مثل هذه التصريحات قد تُحدث التباسا في صفوف الرأي العام، وقد تُعطي صورة غير منصفة عن قطاع خاص ظلّ منذ عقود شريكا فاعلا أساسيا ومحوريا في خدمة الصحة إلى جانب القطاع العام.
وفي السياق ذاته أوضحت الجمعية أن المصحات الخاصة تستقبل سنويا آلاف المرضى الذين يختارون بكل حرية وطواعية تلقي العلاج في فضاء يضمن الثقة ويوفّر جودة الخدمات، وهو ما يجعلها مكوّنا أساسيا في تطوير المنظومة الصحية الوطنية، داعية في نفس الوقت إلى فتح حوار بنّاء بين القطاعين العام والخاص، الذي دعت إليه مرارا، من أجل تعزيز التكامل والتعاون لما فيه مصلحة المواطنين.