تقام مساء يومه الخميس على أرضية مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط مباراة دولية ودية بين المنتخب الوطني ونظيره البحريني، في لقاء يعد بمثابة محطة اختبار حقيقية للمنتخب الوطني قبل انطلاق استحقاقات قارية وتصفيات كأس العالم المقبلة.
وقد شرعت الجهات المنظمة في تسويق التذاكر منذ الاثنين الأخير عبر المنصة الإلكترونية «ويبوك»، وحددت فئات أسعار متفاوتة تراوحت بين 100 درهم لتذاكر الدرجة الثالثة، إلى 300 درهم في الدرجة الأولى، وحتى 2000 للدخول إلى مقاعد “VVIP” وصناديق “Skybox” وقد أعلن المنظمون مساء أمس أن عدد التذاكر المباعة بلغ حتى الساعة السادسة مساء 42,703 تذكرة، مما يشي بإقبال جماهيري كبير قبل ساعات من انطلاق المواجهة. هذا الحضور المرتقب يعطي المباراة بعدا معنويا إضافة إلى وظيفتها الرياضية، في إطار تحفيز اللاعبين وإشعارهم بأن الأنظار متوجهة إليهم.
وتنطلق المباراة في الثامنة مساء كما ستُبث عبر القناة المغربية الرياضية “الرياضية” التي تحمل حقوق نقل مباريات المنتخب الودية على الأراضي الوطنية.
وعلى صعيد اختيار المنافس، فإن البحرين جاءت إلى الرباط في إطار برنامج ودي مزدوج، حيث ستواجه لاحقا منتخب مصر أيضا ضمن فترة التوقف الدولي. هذا الأمر يضفي على اللقاء بعدا إضافيا في الاستعداد والتجريب، حيث لا يُنظر إليه باعتباره مواجهة عابرة، بل باعتباره فرصة حقيقية لخلق دينامية إيجابية في التجربة الدولية.
وفي خضم استعداده للقاء، أجرى المنتخب الوطني مساء أمس حصة تدريبية ثالثة في المجمع الرياضي مولاي عبد الله تحت إشراف المدرب وليد الركراكي. في المقابل، واصل المنتخب البحريني تدريباته على الملحق ذاته، وأجرى تدريبات تكتيكية بدنية مكثفة، واستدعى في القائمة متوسط الميدان محمد الحردان لتعزيز الوسط، بعد أن تكشّف عن بعض الغيابات في صفوفه إثر إصابات طارئة.
أما على الصعيد التاريخي والإحصائي، فمواجهة المغرب والبحرين ليست بكثيرة في سجلات المنتخبات. وفق قاعدة بيانات «11v11»، فإن المنتخبين تواجها في مناسبتين رسميتين، فاز المغرب في كليهما بدون خسائر. وفي مواجهة سابقة بارزة من كأس العرب، فاز المغرب على البحرين برباعية دون رد. كما تشير إحصائيات AiScore إلى أن المغرب يتمتع بأداء أقوى في المباريات الخمس الأخيرة، ويُنظر إلى هذه المعطيات على أنها تروٍّ ثقيل لصالح “أسود الأطلس” من الناحية النفسية، لكن كل مباراة تفرض ظروفها الخاصة على أرض الواقع.
من الناحية التكتيكية، ينتظر أن يستخدم الركراكي التشكيل الأمثل الذي يجمع بين الاستقرار والتجريب، وقد يمنح بعض الدقائق للاعبين جدد أو بدلاء لإخضاعهم للفحص. يتوقع أن يعتمد المغرب على الأجنحة في اختراق دفاع البحرين، بينما قد يلجأ الضيوف إلى اللعب المرتد مستغلين المساحات خلف الظهيرين. يعد الاستغلال الجيد للكرات العرضية والربط بين خطوط الفريقين أحد عناصر الحسم في مثل هذه المواجهات الودية، إذ تتيح التجربة إدخال تعديلات تكتيكية في منتصف الشوط الثاني دون ضغط النتيجة.
وتُعد المباراة أمام الجمهور مناسبة لتأكيد التلاحم بين المنتخب وجماهيره، لا سيما وأن المغرب سيكون مضيفا لنهائيات كأس أمم إفريقيا نهاية العام. لذا فإن الحضور الكثيف والدعم الميداني يعطيان دفعة معنوية كبيرة للاعبين. كما أن التنظيم الجيد والتجاوب الأمني يعدان امتحانًا عمليا استعدادًا لاستقبال الجماهير في المنافسات الكبرى المقبلة. كما أن مباراة المغرب والبحرين الودية اليوم محطة محورية في المسار الإعدادي لـ “أسود الأطلس”. فهي اختبار فني وتكتيكي يتيح الفرصة لتقييم التشكيلة، منح الفرص للاعبين الجدد، وضبط جوانب الأداء قبل انطلاقة الاستحقاقات الحاسمة. النتيجة التي ستسجَّل في النهاية قد تكون ذات تأثير محدود، لكن الرهان الحقيقي يكمن في مدى استفادة الطاقم الفني ومن ثم ترجمة تلك الملاحظات إلى أداء أفضل في المباريات الرسمية القادمة.
المنتخب الوطني يختبر اليوم جاهزيته أمام البحرين في ودية مثيرة بالرباط قبل الاستحقاقات القارية

الكاتب : n الاتحاد الاشتراكي
بتاريخ : 09/10/2025