من داخل الشبيبة الاتحادية: مع الوضوح وضد التيه السياسي

عبير البجدايني (*)
في زمن تتكاثر فيه الأصوات المرتبكة، وتتعدد فيه محاولات التشويش، يظل الموقف الاتحادي الحقيقي هو ذاك الذي ينبع من الإيمان بالثوابت والمبادئ، لا من النزوات والمصالح الضيقة.
نحن شباب الشبيبة الاتحادية، نتابع بوعي ومسؤولية ما يعيشه المشهد الوطني من حركية اجتماعية واحتجاجات شبابية تعبر عن عطش للكرامة والعدالة والحرية، لكننا في الوقت نفسه نرفض أن تتحول هذه الدينامية الصادقة إلى مطية لمغامرين أو باحثين عن أضواء موسمية، ممن يحاولون الركوب على موجة الشباب دون أن يكون لهم أي حضور فعلي في الميدان أو التزام تنظيمي داخل الحزب.
إننا في الاتحاد الاشتراكي نؤمن أن مواجهة التحديات لا تكون بالشعارات الفضفاضة، بل بالعمل الميداني الجاد وبالاستمرارية في البناء المؤسساتي. ولهذا، فإننا نرفض كل أشكال التشويش على المسار الديمقراطي الداخلي، ونؤكد دعمنا المطلق لمسار التحضير للمؤتمر الوطني الثاني عشر للحزب، باعتباره محطة مفصلية لترسيخ حضور الشباب داخل الهياكل وصناعة القرار.
لقد اختار البعض أن يطل علينا من هوامش التواصل الاجتماعي بخطاب حاقد يائس، بعدما عجز عن مواكبة التحولات التنظيمية والسياسية التي عرفها الحزب. لكن الحقيقة التي يعرفها كل اتحادي واتحادية هي أن الاتحاد اليوم أقوى وأكثر تجذرا من أي وقت مضى، بفضل عمل دؤوب ورؤية واضحة، أعادت للحزب مكانته السياسية، وأحيت فيه روح المبادرة والتجديد.
وفي هذا السياق، نعلن نحن شباب الشبيبة الاتحادية، وبكل وضوح ومسؤولية، دعمنا الكامل لاستمرارية الأستاذ إدريس لشكر على رأس الحزب. دعمنا هذا ليس عبثا، وليس تبعية، بل هو نابع من قناعة راسخة بأن الاستمرارية اليوم هي الضمانة الوحيدة للحفاظ على توازن الحزب واستقراره في مرحلة دقيقة من تاريخ الوطن.
لقد استطاع إدريس لشكر أن يعيد للاتحاد هيبته ومكانته بين الأحزاب، وأن يرسخ ثقافة القرب من المناضلين، لا من خلال الخطابات، بل عبر العمل الميداني، والجولات الجهوية، والإنصات الدائم لكل صوت اتحادي من طنجة إلى الكويرة.
قائد لم يتخل عن مناضليه في الشدائد، ولم يساوم على المبادئ، بل جمع بين الجرأة في الموقف والوفاء للتاريخ، بين الانفتاح على الأجيال الجديدة والحفاظ على هوية الحزب الفكرية والنضالية.
لذلك نقولها بصوت واحد:
الولاية الرابعة للأستاذ إدريس لشكر ليست مطلب شخص أو تيار، بل هي قرار وعي اتحادي جماعي، نابع من عمق القواعد، من القرى والمدن، من كل مناضل صادق يرى في الاستمرارية طريق البناء، لا التراجع.
نريد اتحادا قويا، منفتحا، ديمقراطيا، يقوده رجال ونساء يحملون الذاكرة والخبرة، ويؤمنون بالشباب كطاقة متجددة لا كديكور انتخابي.
نريد اتحادا يواجه التحديات بالعقل والحكمة، لا بالانفعال والمزايدات.
فالاتحاد مدرسة، والشبيبة الاتحادية تلميذة وفية في هذه المدرسة العريقة.
وسنظل، كما كنا دائما، جنودا أوفياء للفكر الاتحادي، وصوتا صادقا للاستمرارية والتجديد المسؤول.
-الاتحاد قوة
-الاستمرارية مسؤولية
-الشبيبة الاتحادية
(*)عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية
الكاتب : عبير البجدايني (*) - بتاريخ : 15/10/2025